أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، امس الخميس، أن المشاكل العالقة مع الحكومة الاتحادية "ما تزال بدون معالجة" حتى الآن، وفي حين بين أن الكرد "لن يسمحوا بالتفرد بالسلطة والحكم الشمولي"، وأن ما حققوه من "منجزات لم يأت بسهولة"، دعا بغداد لإيجاد "وسيلة ناجعة" لحل تلك المشاكل بصورة نهائية وأن تكون مطالب الكرد "محل اهتمامها".
جاء ذلك خلال كلمة لرئيس حكومة إقليم كردستان، اليوم، خلال حفل تخرج طلاب الجامعة الأميركية في السليمانية،(يبعد مركزها 364 كم شمال شرق العاصمة بغداد).
وقال بارزاني، إن "المشاكل والثغرات ما تزال موجودة مع حكومة بغداد وهي لحد الآن بدون معالجة"، مشيراً إلى أنه في "آخر زيارة لنا إلى بغداد تحدثنا بكل صراحة بالمشاكل العالقة مع بغداد بشكل مباشر مع رئيس الحكومة نوري المالكي، والجهات المسؤولة مما أسفر عن اتفاق بيننا".
وأضاف رئيس الحكومة الكردستانية، "أكدنا على الحكومة المركزية على ضرورة تنفيذ الاتفاق والشروط التي يتضمنها وأن يجدوا وسيلة ناجعة لحل جميع المشاكل العالقة"، معرباً عن أمله بأن "تكون مطالب الكرد محل اهتمام الحكومة المركزية".
وأوضح بارزاني، أن "الكرد يطالبون بحقوقهم بنحو جدي وفي إطار الدستور العراقي"، وتابع "لدينا حقوق في الدستور ومنها المادة 140 وكذلك التعامل بشكل عادل في الميزانية ومخصصات البيشمركة ومشاكل النفط والغاز والموارد الطبيعية في الإقليم ونطالب بحل جميع هذه المشاكل العالقة بشكل نهائي".
وأكد رئيس الحكومة الكردستانية، أنه "يجب ألا نخجل أو نصمت عن المطالبة بحقوقنا المشروعة بتوزيع الميزانية بعدالة وحقوق الشركات النفطية العاملة في الإقليم على وفق الدستور"، لافتاً إلى أن "جميع الاتفاقات والعلاقات سواء مع بغداد أم مع دول العالم لم تخرج عن إطار الدستور إذ أن الإقليم ملتزم بكل الاتفاقيات التي وقع عليها مع بغداد".
ودعا بارزاني لأن "تكون الشراكة والتعايش في العراق أقوى وأن لا نسمح بوجود العنف والحكم المتفرد في العراق مرة أخرى"، مستطرداً أن "الإقليم لن يقبل بسياسة التفرد بالسلطة والحكم الشمولي لأنه سيعيد البلد مرة أخرى للتخلف والرجعية، لاسيما أن الشعب العراقي يفهم ويعي ذلك مخاطر هذه السياسة التي اكتوى بها على مدى أكثر من ثلاثين سنة ولا يمكن أن يعود إليها مرة أخرى".
وشدد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، على أن "الكرد شركاء حقيقين في العراق ويجب على الآخرين النظر إليهم كذلك"، مستدركاً "نقول أن زمن التمييز بين الشعب على أساس العرق والدين والمذهب قد انتهى، ولن نقبل أبداً أن يخضع إقليم كردستان لأي تسلط دكتاتوري لأن ما حصلنا عليه وحققناه من منجزات لم يأت بسهولة".
وفي شأن آخر يتعلق بالأوضاع الداخلية في الإقليم، أكد بارزاني، أن هناك "مشاكل بين الاحزاب السياسية في الإقليم"، مسترسلاً "لكننا نؤكد لكم أننا متحدين وسنبقى متحدون للدفاع عن إقليمنا وتقدمه إلى الأمام".
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، أعلنا في (الـ29 من نيسان 2013)، عن اتفاقهما على إقرار القوانين المهمة التي لها أثر فاعل في حل "المشاكل العالقة" بين الطرفين مثل قانون النفط والغاز، واعطاء الجانب الأمني "أهمية خاصة" في جميع انحاء العراق، فيما اتفقا على مواصلة الاجتماعات لحل كافة القضايا.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني وصل، إلى العاصمة بغداد، في (الـ29 من نيسان)، لبحث القضايا العالقة بين حكومتي المركز وأربيل، في زيارة هي الأولى منذ بدء الأزمة، وعقد فور وصوله اجتماعا مع زعيم التحالف الوطني ابراهيم الجعفري.
وتعد زيارة بارزاني الأولى منذ الأزمة التي اندلعت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على خلفية الاحتكاك بين قوات الجيش وقوات البيشمركة في (الـ16 من تشرين الثاني 2013) في قضاء طوز خرماتو (90 كيلومتر شرق تكريت).
وقررت القوى الكردستانية، في (الـ21 من نيسان 3013)، إرسال وفد سياسي "عالي المستوى" إلى بغداد على ضوء رسالة "إيجابية" بعثها رئيس التحالف الوطني، وأكدت أن الوفد سيسعى إلى "الحوار المباشر" مع التحالف الوطني ومع الحكومة الاتحادية، مبدية رغبتها بـ"معالجات جذرية للملفات العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم".
وجدد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، في (الـ12 من نيسان 2013)، تأكيداته بأن الكرد "ليسوا مستعدين للعيش تحت الظلم والاستبداد" في حالة عدم حل المشاكل السياسية في العراق، وأكد أن الوضع الاجتماعي في إقليم كردستان "يسير بخطى ثابتة نحو الأمام".
وكان البارزاني أكد في (الـ14 من آذار 2013)، أن سبب الأزمة التي يمر بها العراق حالياً هو "عدم الالتزام بالدستور" الذي حدد مهام وحقوق كل الأطراف، وبين أن الحل يكمن "في تنفيذ اتفاقية أربيل" لأنها خريطة طريق إنقاذ العراق، وشدد على أن الكرد لن يقبلوا التبعية ولهم دور رئيس في العراق الجديد يتناسب وحجم التضحيات التي قدموها من اجل هذا الدور، وتساءل "هل نحن شركاء فاذا نعم فنريد فعلاً واذا لا فليسلك كل منا طريقه المناسب".
https://telegram.me/buratha
