اتهمت مديرية بيئة محافظة ذي قار، (350 كم جنوب العاصمة بغداد)، اليوم الاثنين، جهات حكومية بالتسبب بتلويث مياه المحافظة وأراضيها، وفي حين بينت أنها "استنفذت" إجراءاتها الإدارية معها، أكدت أن وزارة البيئة بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد تلك الجهات فضلاً عن وزارة البلديات المسؤولة عنها.
وقال مدير بيئة ذي قار، محسن عزيز، إن "وزارة البيئة طلبت من الدائرة أن تحدد أسوأ نشاط حكومي ملوث لبيئة المحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه والوزارة المسؤولة عنه"، مشيراً إلى أن "دائرة البيئة صنفت نشاطين في هذا المجال هما محطة مجاري سديناوية (10 كم جنوب شرق الناصرية)، التي تتخلص من مياه الصرف الصحي في نهر الفرات، وموقع الطمر الصحي في الناصرية (15 كم جنوب الناصرية)، الذي يعد مخالفاً للضوابط والمتطلبات البيئية".
وأضاف عزيز، أن "دائرة البيئة زودت مراجعها بكامل المعلومات المطلوبة عن المواقع المذكورة لتتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقها"، مبيناً أن "الدائرة استنفذت الإجراءات الإدارية كافة التي تدخل ضمن صلاحيتها والمتمثلة بتوجيه الانذارات وفرض الغرامات للحد من التلوث البيئي الذي تخلفه تلك الأنشطة إلا أنها لم تستجب لمعالجة الأمر".
وأوضح مدير بيئة ذي قار، أن "وزارة البيئة بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجهتين المخالفتين ووزارة البلديات المسؤولة عنهما"، لافتاً إلى أن "القرار ما يزال في الوزارة وهي من يقرر متى تنفذه"، من دون تفاصيل أكثر.
وحذر مدير بيئة ذي قار، محسن عزيز، من "حجم المخاطر البيئة الناجمة عن الأنشطة الملوثة"، مؤكداً أن "تصريف مياه الصرف الصحي ورمي المخلفات السائلة في حوض نهر الفرات من دون معالجة حقيقية يتسبب بتدمير التنوع الاحيائي ويؤثر على نوعية المياه وخصائصها الفيزيائية والبيولوجية".
وتابع عزيز، أن "وجود موقع الطمر الصحي في الناصرية أثر سلباً على الأحياء والمناطق السكنية القريبة منه حيث يتعرض سكانها إلى الاختناق نتيجة حرق النفايات بصورة عشوائية".
يذكر أن مديرية بيئة ذي قار قامت خلال العام 2013 الحالي، بفرض غرامات مالية على عدد من الدوائر الحكومية ونشاطات القطاع الخاص، من بينها مديرية مجاري ذي قار ودوائر الصحة والبلدية ومحطة الطاقة الحرارية ومصفى ذي قار النفطي، فضلاً عن عدد من معامل الطابوق، لمخالفتها الشروط والمتطلبات البيئية وعدم التزامهما بقانون حماية وتحسين البيئة.
ويواجه الواقع البيئي في محافظة ذي قار، جملة من التحديات ابرزها وجود مخلفات حربية ملوثة بالإشعاع في عدد من المناطق التي شهدت عمليات حربية إبان الحروب المتعددة التي خاضها العراق خلال الثلاثين سنة الماضية، كما يعد تلوث المياه من ابرز المخاطر البيئية التي تواجه السكان المحليين لاسيما في مناطق أهوار الناصرية.
وأعلنت وزارة البيئة العراقية، في (الأول من أيار2013)، عن أن المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني، أفتى "بحرمة تصريف المياه الثقيلة إلى المزارع" وبيع منتجاتها للمواطنين، فيما أكدت ان هذا التصرف له "آثار سلبية" على صحة المواطن وبيئته.
https://telegram.me/buratha
