عد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، عادل عبد المهدي، ان شريحة الشباب هي مستقبل البلاد، مشدداً على ضرورة مواجهة حقائق مشاكلهم التي يعانون منها، من أجل ايجاد حلٍ لها، وعدم إخفائها وقمعها، وذلك من اجل مستقبل أفضل من الحاضر.
وقال عبد المهدي في بيان تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه اليوم الاثنين، ان "المجتمع العراقي مجتمع شاب، قاعدته الديموغرافية عريضة، فيشكل من هم دون العاشرة { 27.7%} من السكان 9 مليون نسمة تقريباً، فاذا اضفنا اليها نسبة 12% لمن هم بين 10-14 عاماً 6.5 مليون نسمة تقريباً، و 10.2% اي 3.5 مليون نسمة لمن هم 15-19 عاماً، فان اكثر من نصف السكان هم دون الـ 19 عاما، وان ثلثي السكان سيكونون اقل من 29 عاماً بعد اضافة من هم 20-29 عاماً".
واضاف ان "ذلك يعني ان الجزء الاعظم من مشاكل السكان نساءاً ورجالاً هي مشاكل الطفولة والمراهقة والشباب واول العمر، والدراسة واللهو واللعب والعمل والزواج وبناء المستقبل، والمرض والبطالة والجنح والأمية والاحياء الفقيرة، والعلاقات العائلية والاجتماعية، والمدرسة والملعب والهوايات ووسائل سد الفراغ والرغبة في السفر، كما يعني التكليف والتعبد والشعائر، والاغنية والموسيقى والصرعات الجديدة والرموز والابطال وروح التضحية والبحث عن المثال والقدوة، او التمرد على العائلة والمجتمع والعادات والكحول والتدخين والمخدرات والجريمة والجنس وغيرها".
وتُعاني شريحة الشباب في العراق، من الاهمال، الذي اسفر عن عدة مشاكل، تكاد مشكلة البطالة ان تكون من اهمها، فيما يؤكد مراقبون على ان الشباب، هم أساس السلم والازدهار لما لهم من دورٌ مهم في المجتمع، بإعتبارهم القاعدة الكُبرى فيه، مؤكدين على ضرورة الاهتمام بهم لانهم قادة المُستقبل، داعين الى الابتعاد عن تهميش دورهم في البناء سواء كان في المجال السياسي او غيره، كما كان السيد عمار الحكيم، قد شدد بوقتٍ سابق على ضرورة الاهتمام بشريحة الشباب، التي تمثل نسبة {60%} من المجتمع ولديهم طاقة كبيرة للإستيعاب.
واشار عبد المهدي الى ان "الشباب ليسوا المشكلة ونحن الحل، بل قد يكونون الحل لامراض كثيرة سقطنا بها، فهم مستقبلنا، ونريده افضل من حاضرنا، لكننا نجد للاسف اهمالاً متزايداً لشرائح الشابات والشباب، ليس من الدولة فقط، بل من الاسر والهيئات الاجتماعية والتربوية بما فيها الدينية"، مؤكداً على انه "لا توجد برامج حقيقية لمواجهة هذا الواقع، وإن وجدت فهشة ومبعثرة وغير فاعلة وغير جدية، لذلك يتراجع الوضع بدل ان يتقدم، وتتراكم التعقيدات والاثار السلبية".
واوضح ان "البعض يرى ان الحل يكمن بعودة التجنيد الالزامي وسوق الشباب للحروب حيث الانضباط وامتصاص البطالة، كما يرى اخرون اعادة الدور التربوي للمدرسة وليس التلقيني فقط، وتوفير الرياض ومعاهد الاعداد المؤهلة والكفوءة، ويرى غيرهم ان الحل يكمن بالتربية الدينية او بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية المدينية والريفية والاسرية، ويرى اخرون الحل بسلسلة من التشريعات تدفع البلاد باتجاهات تمنح الشباب اولويات تسمح لهم بمواجهة حقائق الحياة والمجتمع".
وتابع عبد المهدي ان "مشكلة الشباب من اعقد المشاكل وهي تتطلب رؤية متكاملة فيها الكثير مما ذكر اعلاه لتجعل منه برنامجاً متكاملاً لا يركز على الذكور وينسى الاناث، ولا يفهم مشاكل المدينة دون الريف، ولا يبدأ بالحل بما فوق العاشرة وينسى اهمية دون هذا السن"، لافتاً الى ان "الحل يبدأ بمواجهة الحقائق وليس باخفائها او قمعها، فالمستقبل صناعة الحاضر، كما ان الحاضر صناعة الماضي".انتهى
https://telegram.me/buratha
