الأخبار

الاوقاف الاردنية تستغرب " تحميل زيارة وزيرها الى العراق ما لا تحتمل "


قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد نوح القضاة، ان مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي عقد في بغداد الاسبوع الماضي، جاءت تلبية للدعوة الموجهة له بصفته الرسمية وزيراً للأوقاف من الجهة الراعية للمؤتمر وهي رئاسة الجمهورية العراقية.

وبين القضاة في تصريحات صحفية: انه تقدّم بكلمة في المؤتمر، مشيراً ان برنامج الزيارة تضمن زيارة بعض المواقع الدينية والتاريخية مثل ديوان الوقف السني، وديوان الوقف الشيعي، ومسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه،ومسجد الإمام موسى بن جعفر الذي دفن فيه  مع حفيده الإمام محمد بن علي بن موسى الجواد، وزيارة المرجع الشيعي السيد علي الحسيني السيستاني.

و أضاف البيان: وتوضيحاً لهذه النشاطات، تبيّن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ما يلي: أولاً: إنه مما لا يخفى على أحد أهمية العلاقة التاريخية بين الدولتين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، و تأتي تلبية هذه الدعوة متسقة مع طبيعة هذه العلاقة، و توطيد دعائمها، التي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

ثانياً: جاءت كلمة الوزير لتؤكد المفاهيم المتفق عليها بين المسلمين بعمومهم، ومنها إنّ استقرار العراق و نهضته و عودته ليحتل المكانة اللائقة به في وسطه الإسلامي والعربي هو ما يهم جميع المسلمين، وحرمة دماء المسلمين، وأنه يجب على علماء المسلمين أن يربؤوا بأنفسهم أن يساهموا في الفتن التي تستباح بها دماء المسلمين، مثلما إنّ الدين الإسلامي كان دائماً عاملاً من عوامل الوحدة بين المسلمين، والفرقة فرضت على مجتمعات المسلمين من خارجهم، وأن علماء المسلمين يجب أن يعززوا هذه الوحدة، لتوجيه جهود المسلمين لما فيه مصلحتهم العامّة، بدلاً من أن تكون خلافاتهم سبباً لترك مهمتهم الأساسية وشرخاً يضعفهم في مواجهة أعدائهم المشتركين.

ثالثاً: إن زيارة الوزير للمساجد المذكورة جاءت ضمن الضوابط المشروعة، قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ، وقد نص علماء أهل السنة على جواز زيارة المساجد والقبور بشرط أن لا يكون فيها طواف ولا تمسح بالقبور.

إن مكانة الإمام أبي حنيفة النعمان لا تخفى على أحد من أهل السنة، و لكن الذي يغفل عنه البعض أن علماء أهل البيت هم محل احترام وتقدير عند أهل السنة كما هم محترمون عند الشيعة، ولو رجع الناس إلى ما كتب علماؤنا في فضلهم لعرفوا ذلك، فقد ترجم الإمام الذهبي للأمام موسى الكاظم فقال فيه: الإمام القدوة السيّد، و ذكر من مناقبه وكيف كان يحلم على من يسيء إليه، وينهى تلاميذه عن ردّ الإساءة بمثلها، وهل أمتنا بحاجة إلى غير ذلك اليوم؟ إن مسجد الإمام أبي حنيفة يمثل رمزاً لمدرسة أهل السنة في العراق، كما يمثل مسجد الإمام الكاظم رمزاً لمدرسة الشيعة هناك، وما كان هذان العلمان في يوم من الأيام إلا دعاة وحدة بين المسلمين، وواجب المسلمين أن يقتدوا بمثل هؤلاء، فهم رمز للعصر الذهبي للإسلام، قبل أن يدخل بيننا من يريد استغلالهما للتفرقة بين المسلمين.

رابعا : إن زيارة الوزير لديواني الوقف السني والشيعي، وهي التي تمثل نظير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تأتي ضمن بحث القضايا والاهتمامات المشتركة بين البلدين.

وهذا يقع ضمن الترتيبات البرتوكولية بأن يزور الوزراء والمسؤولون نظراءهم، و الدول - و الأشقاء من باب أولى- يتعاملون مع بعضهم على أساس الأخوة والمصالح المشتركة، لا على أساس الطوائف أو الأحزاب، وإلا كان ذلك من باب تعزير الطائفية و تعميق الخلافات بين المسلمين، وهو ما لا يجوز شرعاً، ولا يقبل في العرف السياسي.

خامساً: وفي إطار بحثه لقضية الإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون العراقية، و إيصال رسالة الأردن بالمطالبة بالإفراج العاجل عنهم لإنسانية قضيتهم، و أهمية إنهاء هذا الملف، تم إعلام الوزير بأن للمرجع الشيعي السيستاني سلطة أدبية على بعض المسؤولين عن هذا الملف في الحكومة العراقية، حيث أن أهل العراق - باختلاف طوائفهم- يجلون علماءهم، فقام الوزير بزيارة السيساتني- رغم أن هذه الزيارة لم تكن ضمن البرنامج المعدّ سلفاً- و طلب منه التدخل شخصياً لحل هذه المشكلة، وهو ما لاقى استحساناً من مسؤولي الحكومة العراقية، وسيكون له بإذن الله مساهمة في حل هذه القضية في القريب العاجل، فهي قضية تهم كل أردني، ومن الواجب الشرعي والوطني العمل على حله، مهما كان الثمن.

سادساً: و في إطار هذه الزيارة طلب الجانب العراقي من الأردن تسهيل استقبال السائحين من الأخوة العراقيين في الأردن، حيث بين لهم الوزير أن الأردن يرحب بأشقائه جميعاً و بكل ضيوفه، و أنه يسرنا استقبال أخوتنا العراقيين الذين يرغبون بالسياحة الدينية بزيارة مسجد سيدنا جعفر رضي الله عنه في الكرك، ولكن بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية، فلا لطم ولا طواف بالقبر، ولا تمسح، و مع احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمع الأردني بعدم الدعوة إلى مذاهب غير أهل السنة، وهو ما تفهمه الإخوة في الجانب العراقي.

سابعاً: إن مما يستغرب أن يسيء البعض فهم هذه الزيارة وهذه الأنشطة وإخراجها من سياقها الصحيح، ومحاولة تحميلها ما لا تحتمله، وكأن زيارة بلد مسلم شقيق من أقرب الأشقاء لنا تعدّ مطعناً أو مدخلاً للمز في من يقوم بها، و كأن ذلك يعدّ فتوى بمحرّم، أو دعماً لظلم، يعاني منه إخواننا في سوريا، أو إقراراً لظلم يعاني منه بعض مكونات المجتمع العراقي، ولا نعلم ما هو المنطق الذي وصل إلى مثل هذه النتيجة، متناسياً حقائق الدين، و مصالح الوطن وأبناء الوطن.

مذكرين بوصية الله تعالى لنا (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) وقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
saleh
2013-05-06
انا اتعجب من عبارة الطواف بالقبور والتمسح بها الا يعلم الوزير ان اهل السنة يفعلون هذا في القبور فلماذا يعتبر ان هذا ليس من الضوابط الشرعية هل اتبعت الدولة الهاشمية المذهب الوهابي الذي اعلن الحرب عليها واخذ منها حكم نجد والحجاز.
ابن الجنوب
2013-05-05
لماذا هذا الخوف والتبرير من الوزير وكانه قد ارتكب جرم بزيارة العراق علما انه هو الشخصية الدولية الرسمية الوحيدة التي حضرة مؤتمر بغداد.... يبدو ان الناس تخاف من زيارة العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك