أكد المجلس الأعلى الإسلامي ابرز قوى ائتلاف المواطن، أمس السبت، أن الانتخابات البرلمانية هي الحل الأخير لإخراج البلاد من أزماتها، واعتبر أي تفكير بتأجيلها جزئيا او كليا سيكون "خطأ يرفضه الجميع".وشدد نواب على أن تحالفات المجلس الأعلى في الانتخابات المقبلة ستحدد على ضوء نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة بعد حصوله على 70 مقعداً بزيادة ملحوظة في حظوظه مقارنة مع انتخابات 2009، مشيرين الى ان ائتلاف المواطن لديه اتفاقات مبدئية مع دولة القانون وكتل اخرى، لادارة الحكومات المحلية على اساس "الشراكة الحقيقية".
وبدأت الكتل السياسية الفائزة مفاوضات لتشكيل الحكومات المحلية، مع تخوفات من بروز خلافات اكبر من المعتاد بسبب وصول الازمات السياسية الى اقصاها، وخسارة المالكي عشرات المقاعد التي كانت تمنحه اغلبية مريحة في المحافظات التي نافس فيها الاحزاب الشيعية الاخرى.وفي اطار ما تكشفه نتائج الاقتراع المحلي، يبدي الكثير من المراقبين وممثلون للقوى السياسية، مخاوفهم من ان تشهد الانتخابات التشريعية المقبلة تلاعباً في مواعيد اجرائها كما حصل في الانتخابات المحلية للانبار ونينوى.ويثير هذا الموضوع سجالا حساسا بين جميع الاحزاب الذين يراقبون إدارة المالكي لملف الانتخابات بحذر. وكان زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي قال بعد إقدام المالكي على خطوة مثيرة للجدل انتهت بتأجيل انتخابات نينوى والانبار بذرائع امنية، ان هذا يجري بدوافع سياسية وعلى قاعدة تفادي الخسارة المحتمة بأي ثمن، محذرا من اللجوء لمبررات الامن في التلاعب بمواعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة.لكن المتحدث باسم المجلس الأعلى حميد معلة يقول إن "الوضع الحالي لا يسمح بتأجيل اي انتخابات برلمانية مقبلة"، واصفا الاقتراع المقرر مطلع عام 2014 بأنه "السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تشهدها الساحة السياسية".ويضيف "أن البعض يريد الاستعجال بإجرائها بعدما وصلت الامور إلى القطيعة".وحول تحالفات "ائتلاف المواطن" في ظل الفوز الملحوظ الذي حققه مؤخرا، قال ان "موضوع تشكيل الحكومات المحلية بالاغلبية لم يحسم بعد وما زال قيد التفاوض والمناقشة بين ائتلاف المواطن ودولة القانون وكتل اخرى".ويلفت معلة الى ان "تحالفات المجلس الاعلى في المرحلة المقبلة ستتركز بالدرجة الاولى على الخدمة بما ينسجم مع برامجنا الانتخابية".لكن القيادي البارز في الحزب الذي يتزعمه عمار الحكيم يعود ليؤكد أن "ائتلاف المواطن لم يحدد موقفه بعد في تحالفاته المستقبلية"، معتبرا أن "الباب مازال مفتوحا لحين إعلان نتائج الانتخابات بشكلها النهائي والتي ستسفر عن التحالفات التي تشكل الحكومات المحلية بالاغلبية او بالمشاركة الوطنية بإدخال كتل فائزة في الحكومات المنتخبة".وتأخذ الاحزاب الشيعية على اداء ائتلاف دولة القانون في السنوات الاخيرة، انه استأثر بالمناصب التشريعية والتنفيذية في معظم المحافظات التي حقق فيها فوزا كبيرا عام 2009، وقال ساسة شيعة ان خسارة المالكي لحجمه السابق سيكون له اكثر من معنى في تشكيل مجالس المحافظات الجديدة، متوقعين خسارته الهيمنة على منصب المحافظ في نحو 7 محافظات.بدوره يقول النائب عن كتلة المواطن محمد مشكور ان "ائتلاف المواطن حقق نجاحات جيدة في انتخابات مجالس المحافظات حيث حصل على 70 مقعدا، بعد ان حصل في الانتخابات السابقة على 53".وكشف المشكور، في حديث مع "المدى" أمس، عن "وجود اتفاقيات أولية تجري الآن استعدادا للانتخابات البرلمانية بين بعض الكتل المنضوية في التحالف الوطني".ويؤكد النائب عن كتلة المواطن ان "ملامح هذه الاتفاقيات لم تتحدد بعد وتنتظر مفاوضات لتشكيل مجالس المحافظات"، لافتا الى ان "برنامج ائتلاف المواطن سيركز على فتح ملفات المقصرين ومحاسبتهم والاعلان عنهم من اجل مكافحة الفساد المستشري"، مضيفا "ما نطمح اليه هو الشراكة الحقيقية في إدارة المحافظات من دون إقصاء كتلة أو جهة".وفي السياق نفسه يدعو النائب عن كتلة المواطن علي شبر في مقابلة مع "المدى" أمس، إلى "ضرورة وصول الأشخاص الأكفاء إلى مجلس إدارة المحافظات وان يتم مناقشة الامر من قبل القيادات السياسية في بغداد لترشيحهم"، مرجحا ان "تشكل الحكومات المحلية وفق مبدأ الشراكة الوطنية التي تتيح فرصة المشاركة لجميع الكتل الفائزة".
https://telegram.me/buratha
