أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق (اليونامي)، اليوم الاثنين، انها لم ترسل أي وفد الى قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك)، لغاية الان للتوسط بين الجيش والمتظاهرين، وأكدت أن أرساله يحتاج الى بعض الاجراءات اللوجستية لتأمين وصوله، كاشفة عن اتصالات تجريها مع الحكومة لمنع اللجوء الى العنف.
وقالت المتحدث الرسمي باسم بعثة الامم المتحدة في العراق (اليونامي)، اليانا نبعة ، إن "ارسال وفد الى قضاء الحويجة يحتاج الى بعض الاجراءات اللوجستية"، مشيرة الى ان "بعثة الامم المتحدة على اتصال مستمر مع السلطات الامنية لتأمين ارسال الوفد".
وتحاصر القوات العسكرية ساحة الاعتصام في الحويجة منذ 19 نيسان 2013 عقب صدامات بين متظاهرين وقوات الجيش ادت إلى مقتل جندي وإصابة ضابطين بحسب رواية الجيش ومقتل متظاهر وإصابة اثنين آخرين بحسب رواية المتظاهرين.
وأتهم قائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان، في وقت سابق من اليوم الاثنين، معتصمي الحويجة بمحاولة اغتياله واعتبر أن ساحة الاعتصام أصبحت "وكرا للإرهابيين وتدار من قبل النقشبندية وحزب البعث"، في حين عد النداء الذي وجهه المتحدث باسم المتظاهرين في الأنبار سعيد اللافي "تهديد للوطن وسمعه الجيش" وتوعد بمحاسبته، مؤكدا أن ساحات الاعتصام لن تكون بمنأى عن إجراءات الجيش".
واضافت المتحدثة باسم الأمم المتحدة "نحن على اتصال مستمر على اعلى المستويات مع الحكومة والمتظاهرين لتهدئة الاوضاع ومنع اللجوء الى العنف"، داعية الى "ضبط النفس من الطرفين".
وبينت نبعة أن بعثة اليونامي "نتعامل مع القوات الامنية واعضاء مجلس النواب في سبيل تقريب وجهات النظر بين الاطراف".
وكان مصدر امني رفيع المستوى في محافظة كركوك أفاد ، أمس الأحد، (21 نيسان 2013)، أن العربات العسكرية التي تحاصر قضاء الحويجة، بدأت ببث تحذيرات عبر مكبرات الصوت تؤكد أن "الجيش سيقتحم الساحة"، وأشار إلى أن تأخر عملية الاقتحام تأتي بسبب "استمرار التعزيزات "واستمرار "هروب المتظاهرين والمعتصمين"، فيما وجه المعتصمون نداء إلى "المجرم مارتن كوبلر وضمائر العالم ونواب المحافظة بالتدخل".
وشهدت ساحة اعتصام الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك)، عقب صلاة الجمعة في الـ19 من نيسان 2013، اشتباكات قرب نقطة تفتيش مشتركة لقوات الجيش والشرطة قرب ساحة الاعتصام، اتهمت فيها قيادة الجيش المتظاهرين بالهجوم على النقطة، والتسبب في "المعركة" قتل فيها جندي وأصيب فيها اثنان آخران، فيما يقول المتظاهرون ان الجيش هو المسؤول عن الحادث، ويؤكدون مقتل واحد منهم وإصابة اثنين آخرين أيضا.
وكانت قيادة القوات البرية، اعطت معتصمي الحويجة حتى، عصر أمس الأحد لتسليم "قتلة الجيش"، وأكدت أن هناك أمرا صارما بتفتيش الخيم وإزالتها للقبض على المهاجمين واستعادة الاسلحة والقاذفات التي استولوا عليها من الجيش، مشددة على أن "لا حل من دون استعادة هيبة الدولة".
ولاقى تهديد قوات الجيش باقتحام ساحة اعتصام الحويجة ردود فعل تدين تلك المحاولة إذ هاجم رجل الدين البارز عبد الملك السعدي، أمس الأحد، ( 21 نيسان 2013)، بشدة رئيس الحكومة نوري المالكي واتهمه بزج الجيش لقمع "المتظاهرين العزل المطالبين بحقوقهم"، وحين دعا الجيش إلى "عدم الإنصات للمالكي"، حذر القوات العسكرية بشدة من مغبة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة أو التعرض للمتظاهرين، مؤكدا أن الجيش لن ينجو من "غضب المجاهدين".
واعرب رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي، أمس الاحد،( 21 نيسان 2013)، عن قلقه لما يحصل في ساحة اعتصام الحويجة بمحافظة كركوك، وطالب بإجراء تحقيق عادل وشفاف واتخاذ إجراءات قضائية وقانونية لـ"حسم الخلاف"، فيما دعا إلى "إنهاء الحصار العسكري" المفروض على القضاء.
وحذرت اللجان الشعبية في محافظة كركوك، أمس الأحد، ( 21 نيسان 2013)، من اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة قبل ساعات من انتهاء المدة التي حددها قائد القوات البرية الفريق أول ركن علي غيدان "لاقتحام" الساحة عصر اليوم، في حال عدم تسليم مطلوبين بقتل عناصر في الجيش، وهددت انها "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا حصل الاقتحام، وفيما اتهمت "طرفا ثالثا" بالسعي لتأجيج الصراع وتحويله إلى "صدام دموي"، وصفتهم بـ"المنافقين الذين خسروا ناخبيهم وعادوا لمجاراة الحكومة".
وينظم المعتصمون في ستة محافظات اليوم الاثنين "إضرابا عاما وصياما" يستمر "لمدة 24 ساعة يرافقه صيام"، مؤكدين أن الإضراب من أجل أن "تفهم الحكومة الطائفية إنها فقدت شرعيتها"، واحتجاجاً على التصريحات التي وصف فيها رئيس الحكومة نوري المالكي، المعتصمين بأنهم "متمردين".
وكان رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، هاجم في مؤتمر ترويجي لقائمة (ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها، في ملعب مدينة الناصرية، (مركز محافظة ذي قار، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، في (الـ16 من نيسان 2013 الحالي)، المتظاهرين والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـ"المتمردين"، وحذرهم بـ"موقف آخر" إذا لم يعودوا إلى التفاهم على أساس "الدستور والوحدة الوطنية"، بدلاً من التهديد من القوة. مضيفاً لقد "صبرنا عليهم كثيراً لأنهم أخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا"، وتابع مهدداً "لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفاً مسؤولاً في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون".
https://telegram.me/buratha
