نفى التحالف الكرستاني أن يكون لأربيل تحالف استراتيجي مع واشنطن، وفيما ذكر أن لعاصمة الاقليم خلافات مع ادارة اوباما، لفت إلى ان واشنطن تتعامل مع كردستان كجزء من العراق.
وفي الوقت الذي رفض التحالف اتهام أربيل بأنها تستقوي بأنقرة على بغداد، وصف المتهمين بأنهم صفقوا لأردوغان على غرار الجعفري والعراقية.
وبرر التحالف الكردي تمسك كردستان بمشروع الأنبوب التركي بتعذر ربط آبار الاقليم الجديدة مع أنبوب جيهان، مؤكدا أن عائدات النفط ستودع في حساب مصرف باسم الحكومة الاتحادية.
وقال مؤيد الطيب، المتحدث باسم التحالف الكردستاني "لا يوجد لدينا تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة، ولم تكن لدينا علاقة متميزة عن الحكومة الاتحادية مع أميركا، ونحن مستقلون في قرارنا وننطلق من مصلحة كردستان التي لا تتعارض مع المصلحة العراقية العامة". وذكر "نحن نختلف مع الأميركان كثيرا، ولدينا خلافات كبقية الكتل السياسية، فالولايات المتحدة تتعامل مع العراق كدولة من خلال بغداد، ولا تتعامل معنا إلا كوننا جزءا من الحكومة الاتحادية فقط".
ورأى جاكسون ديل، رئيس مركز الدراســــات الاقتصادية والسياسة الخارجية الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن "إدارة أوباما على خلاف دائم مع الحكومة الكردية، وحاولت الضغط على تركيا لعدم السماح بمد خطوط أنابيب النفط الجديدة التي ستمنح اقليم كردستان استقلالا اقتصاديا عن بغداد، ودعمت بشكل متكرر، من وجهة نظر كردية، محاولات المالكي فرض سلطته على المنطقة".
وأشار ديل إلى أن "مسؤولا كرديا شارك في الوفد الكردي الذي زار واشنطن في الفترة الاخيرة قال له ان (الإدارة الأميركية لا ترانا كقوة استقرار، بل مصدرا للإزعاج، ككائن أجنبي في المنطقة يعقد الأمور، كإسرائيل أخرى)".
وبخصوص اتهام اربيل بأنها تستقوي بأنقرة على بغداد، نفى الطيب هذا الاتهام وأكد أن "الحديث عن موضوع تحالف كردي - تركي ضد بغداد ما هو إلا تهمة باطلة". ونوه بأن "من يتهمنا بالاستقواء بتركيا هم أنفسهم من صفق لأردوغان في مجلس النواب العراقي، وأشادوا به في كلماتهم كالدكتور الجعفري الذي مجد تركيا وكذلك العراقية التي أشادت كثيرا بأردوغان، في حين أن الكرد بينوا موقفهم أمام أردوغان من خلال الدكتور فؤاد معصوم الذي ألقى كلمة التحالف الكردستاني وطالبه بعدم ابتزاز العراق بمياه دجلة والفرات".
وذكر سنان أولجين، الكاتب التركي، في مقال نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "الولايات المتحدة تظل معارضة بإصرار لإبرام الصفقات النفطية بين تركيا وحكومة إقليم كردستان، لأن من شأنها تقويض استقرار العراق وتغذية الميول الانفصالية في الشمال".
وبحسب ديل، فان "رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي تدفعه مصالح اقتصادية تركية وأطماع نفطية الى خطة جريئة لتعزيز مكانة تركيا الإقليمية وبسط هيمنته السياسية في الداخل و إنهاء 30 عاما من الصراع بين تركيا وسكانها الأكراد".
بيد أن هذا الاتفاق، وفقا لأولجين "يمنح تركيا تنازلات كبيرة للتنقيب في حقول النفط والغاز الجديدة في شمالي العراق، فضلا عن أسعار تفضيلية للصادرات من الطاقة إلى تركيا"، مشيرا إلى ان "الاتفاق يؤمن لكردستان ثروة المنطقة الاقتصادية في المستقبل من دون جعلها رهينة لحكومة عراقية غير متعاطفة بشكل متزايد".
واختتم أولجين مقاله بالقول "لا تشارك دوائر الحكومة التركية الولايات المتحدة مخاوفها، بل إنها ترى في الصفقات بين شركات النفط الأميركية العملاقة، مثل إكسون وشيفرون، وحكومة إقليم كردستان، دليلا على أن أميركا أكثر قلقا بشأن حصتها من الكعكة في شمالي العراق وليس التهديدات المزعومة لاستقرار العراق، ومن غير المستغرب أن تقرر حكومة أردوغان عدم الالتفات كثيرا إلى مخاوف الحكومة الأميركية".
واستدرك المتحدث باسم التحالف الكردستاني "كردستان لديها حدود طويلة مع تركيا، ولابد من وجود حوار ثنائي، لذا تدخل السيد بارزاني في عقد تسوية بين أردوغان وعبد الله أوجلان أدى إلى وقف اطلاق النار من طرف حزب العمال الكردستاني"، مؤكدا أن "هذا الأمر تفرضه الحدود المشتركة، وليس الاستقواء على المركز".
وبشأن مشروع أنبوب النفط بين تركيا وكردستان، أوضح الطيب، أن "نفط كركوك يمر عبر أنبوب جيهان التركي، والآبار الجديدة في كردستان لا يمكن ربطها بأنبوب جيهان لأسباب فنية، لذا كان لابد من انشاء أنبوب جديد لتصدير النفط المستخرج"، مشددا أن "عائدات هذا النفط ستعود للخزينة العراقية وليس لحساب حكومة اقليم كردستان، وأن عوائد النفط المستخرج من آبار كردستان سواء من انبوب جيهان، أو الأنبوب الذي سينجز قريبا، تودع في حساب بنكي باسم الحكومة الاتحادية، ولا يتقاضى كردستان أي مبالغ مالية بشكل مباشر".
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من مشروع خط أنابيب النفط الذي يمتد بين كردستان وتركيا بحلول منتصف هذا العام، بحسب توني هايوارد، الرئيس التنفيذي لشركة جينيل للطاقة، وهو الرئيس السابق لشركة بريتيش بتروليوم.
وسيتم تحويل خط أنابيب غاز موجود أصلا الى خط أنابيب نفط فيما سيتم مد بقية الخط بشكل منفصل.
وشركة جينيل للطاقة أكبر منتج في إقليم كردستان، وقد بدأت بحفر بئر ثانية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يحتوي الحقل على أكثر من 300 مليون برميل من النفط المكافئ.
وخلص الطيب الى أن "ملف النفط والغاز شائك بين الاقليم وبغداد، والذي جعل الملف يراوح مكانه هو أن السيد الشهرستاني لم يكن موفقا حينما كان في وزارة النفط، والآن أيضا لم يكن موفقا في ايجاد حلول وتفاهم حول قانون النفط والغاز الذي يوضح ما للحكومة الاتحادية وما عليها".
وهاتفت "العالم" عزت الشابندر، النائب عن ائتلاف دولة القانون، مساء أمس، فوعدها بمعاودة الاتصال بها بمرور ساعة ونصف الساعة لانشغاله ببرنامج تلفزيوني، إلا أن الموعد المحدد مضى ولم يتصل، وبعد اتصالها به مرة أخرى، ردّ مرافقه بأن الشابندر دخل إلى اجتماع طارئ.
https://telegram.me/buratha
