طالب النواب الكرد في البرلمان العراقي، الأحد، الحكومة الاتحادية بتقديم الاعتذار الرسمي عن "جرائم الأنفال" باعتبارها الوريثة القانونية للنظام المباد، فيما دعوا إلى تدريس هذه الجرائم ضمن المناهج الدراسية في عموم العراق.
وقال النواب في بيان صدر عنه، اليوم إن "في هذه الأيام تطل علينا الذكرى الرابعة والعشرون لجريمة الأنفال التي راح ضحيتها 182 ألف شخصا من نساء وأطفال وشيوخ، دفن أكثرهم أحياء"، مبينا أن " تلك العمليات السيئة الصيت شملت أكثر من 2500 قصبة وقرية".
وأضاف النواب "لقد سبق أن طالبنا بإحقاق حقوق المؤنفلين وذويهم وفي مناسبات عدة وتمر الأمور مرور الكرام من خلال استذكار المناسبة فحسب دون العمل الجدي والفعال باتجاه تحقيق الحقوق وتنفيذ المعطيات، وكأن الأمر مجرد إسقاط فرض"، داعين إلى "التفعيل الجدي لقرار المحكمة الجنائية العليا الرقم (16) لسنة 2010 بالتعويض المادي والمعنوي للمؤنفلين وذويهم من قبل الحكومة الاتحادية".
وطالب النواب الكرد الحكومة الاتحادية بـ"تقديم الاعتذار الرسمي باعتبارها الوريثة القانونية للنظام السابق، فضلا عن العمل بجدية أكبر على إعادة التأهيل النفسي والبدني لذوي المؤنفلين وإزالة آثار تلك الجريمة وإعادة دمجهم بالمجتمع، فضلا عن التعويض المادي عن الأراضي والبساتين والمزارع والممتلكات وإصدار قانون منصف بهذا الخصوص".
وشدد النواب على ضرورة "اعتبار يوم 14 من نيسان حيث ذروة الأنفال، يوم استذكار رسمي في كافة أنحاء العراق، فضلا عن التعويض البيئي للمناطق المنكوبة وإعادة تأهيلها وتشجيرها وتكوين المحميات الطبيعية فيها بالتنسيق والتعاون مع حكومة إقليم كردستان"، داعين أيضا إلى "إقرار تدريس جرائم الأنفال كجرائم إبادة عرقية من خلال المناهج الدراسية في عموم العراق، وتنفيذ الأحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية العليا بحق المدانين في جرائم الأنفال، وكذلك إقامة نصب تذكاري للمؤنفلين في إحدى الساحات الرئيسية بالعاصمة بغداد".
وكان الجيش الصدامي المقبور قام بمساعده مسلحين من الكرد العراقيين، بتنفيذ حملة عسكرية في آذار 1988، أطلق عليها اسم "عمليات الأنفال"، وقد بدأت المرحلة الأولى في 22 من شباط 1988، وتم خلالها مهاجمة وادي جافايتي على مدى ثلاثة أسابيع.
وقد نفذت تلك العمليات على ثماني مراحل، في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق (دولي جافايتي، منطقة كرميان، قرداغ، ، دولي باليسان، خوشناوتي، بادينان)، وتم إخلاء 5000 قرية كردية خلال تلك العمليات العسكرية، فضلاً على قتل أو اعتقال عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من سكانها (وفقاً للمصادر الكردية)، وكان مصير الآلاف منهم مجهولاً لغاية السنوات القليلة الماضية، حيت تم العثور على رفاة الكثيرين منهم في مقابر جماعية لاسيما جنوب العراق.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في إقليم كردستان العراق، فقد راح ضحية عمليات الأنفال 182 ألف موطن كردي اغلبهم من مناطق كرميان.
https://telegram.me/buratha
