قال إمام جمعة النجف الأشرف سماحة المفكر الإسلامي السيد صدر الدين القبانجي(دام ظله) ان مؤتمر الرياض لم يحقق الحد الأدنى من طموح العراقيين، آخذاً عليه عدم إدانته للإرهاب والفتاوى التكفيرية التي بسببها تسيل دماء العراقيين وعدم دعمه للعملية السياسية في العراق والوقوف إلى جانب الشعب العراقي مؤكدا ان البيان الختامي لمؤتمر الرياض لم يعط القضية العراقية استحقاقها وتعامل معها بجفاء. جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة العبادية السياسية في النجف الأشرف
وأضاف سماحته ان هناك حرب إبادة يواجهها شيعة أهل البيت(ع) سببها هو الفتاوى التكفيرية التي تصدر من بعض علماء التكفير في البلدان العربية التي تنظّر وتشّرع للإرهاب، مستنكرا ما تعرض له المواطنين الأبرياء من قتل وتهديم بيوت على رؤوس ساكنيها وإرهاب في تلعفر وفي مناطق متفرقة شيعية كالخالص ومدينة الصدر والشعب والصدرية.
موضحاً ان المعركة التي يشهدها العراق ليست معركة طائفية وهو ما يفسر التراجع في العنف الطائفي في العراق والذي يقف وراءه البعثيون والتكفيريون، وما موقف عشائر الأنبار والفلوجة التي أدركت إنها أسيرة بيد القاعدة إلا دليل على ذلك.وحول قانون المصالحة والمساءلة الذي قدمه مجلسا الرئاسة والوزراء لمجلس النواب للتصويت عليه،أوضح ان لهذا المشروع قراءتان، القراءة الأولى تقول انه حل للمعضلة وما يواجهه العراق من إرهاب واقتتال باعتباره مشروعا لنزع سلاح الفتنة. أما القراءة الثانية فتقول انه مشروع تراجعي وهزيمة ومكافأة للبعثيين في الماضي والحاضر.مؤكداً على مجموعة ثوابت يؤمن بها الشعب العراقي وصوت عليها وأقرها الدستور ولابد من الالتزام بها وهي التأكيد على الخطر العدواني للبعث فكريا وتنظيميا والأولوية لذوي الضحايا والشهداء والمفصولين السياسيين والكفاءات المهجرة وملايين الأيدي العاملة العاطلة وأربعة ملايين عراقي مهجر والطبقات المحرومة من الشعب إذا كانت المسألة مسألة حقوق الإنسان. وكذلك حظر مواقع المسؤولية على البعثيين في الوزارات والبرلمان والمناصب الكبرى لأن الشعب العراقي لا يحتمل ذلك.وأيضاً ملاحقة أصحاب الجرائم قائلاً: البعثي متهم حتى تثبت براءته، وكذلك عدم التورط بأي تنظيم إرهابي لا سابقاً ولا لاحقاً.ثم أوضح سماحته ان هذه الثوابت مقدمة للبرلمان لينظر فيها بدقة وعدالة وانصاف وان هذا ليس موقفا متطرفا بل هو موقف عالمي إنساني كالموقف من النازيين والقاعدة. منتظرا منه موقفا صلبا وجديا وحذرا وان لا يخضع لسطوة الإرهابيين.وكان سماحته قد تحدث في خطبته الأولى عن التقوى وزوال صفة الغل من قلوب المؤمنين مبينا ان الإسلام بنى أسس العلاقات على المحبة فإذا رأى المؤمن في قلبه شيئا من الغل لأخيه فعليه بمراقبة قلبه ومعالجته وبالدعاء وبالدعاء الذي هو العلاج الكبير للأمراض القلبي.ثم تحدث عن مناسبتين:المناسبة الأولى: ولادة النبي(ص) حيث بارك سماحته للأمة الإسلامية أسبوع المودة والمحبة من 12-17ربيع الأول من كل عام مبينا ان شخصية الرسول (ص) ذات بعدين الأول إنساني حيث لم يصفه القرآن بما زاد على ذلك والبعد الثاني إلهي حيث يوحى إليه(ص) وهو إرتباط وعلاقة خاصة بالله تعالى، إذ تؤكد الروايات انه كان نورا قبل ان تنشأ الدنيا ولهذا سجدت الملائكة للإنسان المتمثل بالنبي(ص) وأهل البيت(ع) قائلا: ان التاريخ يجب ان يسجد لأهل البيت(ع).المناسبة الثانية: شهادة المفكر الإسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر(قده)حيث بين سماحته ان الشهيد الصدر أول صوت دعا للتغيير وإسقاط نظام البعث وأول من شخص التشخيص الصحيح للواقع السياسي في وقته وكذلك دعوته للإرتباط بالمرجعية الدينية لأنها الحصن الواقي لكثير من أنواع الضياع والانحراف وحبلها هو العروة الوثقى.
https://telegram.me/buratha
