عندما يحتدم الصراع بين الحق والباطل، يكشر الباطل عن أنيابه محاولا التهام كل خير زرعه ويزرعه الحق، وهكذا يكون الصراع بينهما مريرا ليتبين الخيط الأبيض من الأسود وليمحص الناس إلى أي جهة يسلكون وإلى أي ملة ينتمون، ونحن على يقين بأنه ستطمس رايات الباطل من غير رجعة والعاقبة لأهل التقوى والفضيلة.من هذا المنطلق تقدم الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة التعازي والمواساة لأتباع أهل البيت عليهم السلام وكل أحرار العراق بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والطائفية لما أصابهم من ضر ونصب وإعياء، سائلة المولى عز وجل أن يحسن لهم العزاء ويوفهم أجور الصابرين.
الجرائم والانتهاكات والفضائع تترى على أتباع أهل البيت في بغداد وبعقوبة وكركوك والحلة وأخيرا وليس آخرا في تلعفر، والعالم المتحضر والجامعة العربية الموقرة كأن على رؤوسهم الطير!! لا يحركون ساكنا ولا يكلفون أنفسهم حتى صدور بيانات شجب واستنكار!! حقا أننا نعيش في زمن قد تجرد عن القيم والأخلاق، بل تجرد عن أبسط حقوق الإنسان، فلا ندري لماذا هذا التكالب على أحرار العراق؟ هل لسنة غيروها أم بدعة ابتدعوها أم انتخابات مارسوها، لعل كل تلك الأمور مع هن وهن قد ذابت في بودقة التمدن العربي المعاصر، فطفحت علينا سايكلوجية الإملاء وهي تحاول اجترار الماضي بما يحمل من أعباء وانتكاسات، بل أنها في تضاد جوهري مع ما يتطلع إزاءه الشعب العراقي من تجربة ديمقراطية رائدة، هذا هو جوهر البلاء والمشكلة. الصراع على أشده بين صيحات الحق التي تتفجر من حناجر طالما لاقت الحيف والجرائم والقرف طيلة عقود متمادية من ظلم الأنظمة الاستبدادية، وبين دعوات أبسط ما يقال بشأنها أنها انتهازية بامتياز، تحاول الاصطياد في الماء العكر وتسعى جاهدة أن تصفي حساباتها مع دول أو أيدلوجيات هي في تضاد معها أو أن تقوض تجربة رائدة مناقضة لما يعتورهم من تحكم بمصائر البلاد والعباد دونما رقيب أو حسيب، ولكي لا نجافي الحقيقة فإن بصمات قوات الاحتلال نراها بوضوح لتمرير بعض المعطيات التي تخدم أولئك الذين يسيرون في فلكها. تلك الأمور مجتمعة أو متفردة هي التي تحرك خيوط الإرهاب في العراق من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، من ترويع وتهجير وتسليب وتفجير، من ضرب كل مقومات الحضارة بل مقومات الحياة البدائية البسيطة التي تحتاجها أفقر الدول في العالم من قبيل الماء والكهرباء والمستشفيات والمؤسسات الخدمية العامة.
أنها خسة ودناءة وإسفاف وسقوط قد ارتكست بها تلك الدول الملطخة أيديها حتى المرفق بدماء أبرياء العراق، فأنها تحاول أن تصل إلى مآربها بكل الأثمان حتى على أشلاء الأطفال والنساء وعلى جماجم الأبرياء والبسطاء، فيالها من طخية عمياء وفتنة ظلماء قد ابتلي بها الشعب العراقي الصابر المجاهد المكافح، الذي ضحى ويضحي بالغالي والنفيس من أجل كرامته وعزته وكبرياءه وشرفه، المطلوب من حكومة الوحدة الوطنية الموقرة أن تنفض عنها غبار الترهل والكسل وتضع النقاط على الحروف وتوقف نزيف الدم الذي طال جميع أطياف الشعب العراقي، فهي مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بالتنسيق والحكمة ووحدة الصف ومعالجة الموقف المتشنج بشتى الطرق، بعيدا عن بيانات الاستنكار والشجب والرفض التي سئمت منها الجماهير، فهي بحاجة إلى حلول لا طلول وأفعال لا أقوال وعلاجات لا خلجات.
العتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha
