زادت الحصيلة المرتفعة لضحايا الهجمات الكيماوية التي كان آخرها تفجير ثلاثة صهاريج تنقل غازاً ساماً بين الفلوجة والرمادي، من عزلة تنظيم «القاعدة » في محافظة الأنبار، إذ كشف رئيس «مجلس انقاذ الانبار» الشيخ ستار أبو ريشة أن تفجيرات اول من امس زجت غالبية عشائر المحافظة في الحرب على هذا التنظيم، وهو ما يعجل من «احتضاره». تزامن ذلك مع كشف مسؤول عشائري في الأنبار لـ «الحياة» عن رزمة وعود قطعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى زيارته مدينة الرمادي الأسبوع الماضي، تشمل دعم «مجلس انقاذ الأنبار» المكون من عشائر مناوئة لـ «القاعدة»، إضافة إلى تكليفه توزيع الحصة التموينية التي يعتمد عليها العراقيون في شكل كبير.
وقال أبو ريشة لـ «الحياة» إن «تلك الهجمات تمثل رد فعل طبيعياً على الضربات الكبيرة التي تعرضت لها القاعدة في مدن وضواحي وأقضية المحافظة على يد التنظيمات العشائرية المنضوية تحت لواء مجلس إنقاذ الأنبار»، واصفاً اياها بأنها «عضة الأسد المحتضر».
ولفت الى أن «مجلس انقاذ الانبار» وسع قاعدة عمله وشرع بجمع المعلومات الاستخباراتية لتحديد بؤر «القاعدة»، وتسلّم مهمات جديدة تتعلق بتوزيع الحصة التموينية وتنظيف المحافظة من بقايا المجموعات المسلحة للشروع في إعادة إعمارها.
وقال أبو ريشة إن هناك أفراداً في التنظيمات المسلحة انضموا الى المجلس في حربه على «القاعدة» بعد هجماتها ضد الأهالي، والتي سقط فيها عدد من ذويهم، على رغم أن الجماعات ذاتها لم تتعاون في شكل كامل. من جهته، أكد الشيخ علي الحاتم شيخ مشايخ الدليم في الأنبار وأحد مؤسسي «مجلس الانقاذ» أن رئيس الوزراء العراقي وعد خلال زيارته الاخيرة الى مدينة الرمادي الاسبوع الماضي بتقديم الدعم الى المجلس وتسليح أفراد الجيش والشرطة في شكل ملائم يُمكنهم من تسلم الملف الأمني في المحافظة بعد تطهيرها من تنظيم «القاعدة»، علاوة على إقامة مجموعة من المشاريع الخدماتية.
وكشف عن جولة واسعة قام بها في الاردن وسورية وبعض محافظات العراق، تمكن خلالها من الحصول على تأييد عشائر الدليم داخل العراق وخارجه لقتال «القاعدة»، لافتاً الى أن المناطق التي طهرت تجاوزت نسبة 90 في المئة من أقضية المحافظة ونواحيها وبينها الجزيرة وهيت، فيما لا يزال التنظيم يتمركز في منطقة حديثة وبعض مناطق الطريق السريع الدولي الذي يربط المحافظة بالأردن وسورية. وكانت محافظة الانبار شهدت تحركاً عشائرياً واسعاً قاده «مجلس انقاذ الانبار» لطرد تنظيم «القاعدة» منتصف العام الماضي، بعدما شن التنظيم هجمات واسعة ضد منتسبي الجيش والشرطة من أهالي المحافظة.
https://telegram.me/buratha
