لم يزل الحزن متصلاً على الإمام الحسين عليه السلام، والمآتم قائمة في البلاد الإسلامية بل حتى في البلاد الغربية،
حيث انه منذ استشهاد الإمام الحسين بن علي في (10 محرم 61هـ) والمحبون يداومون على زيارة قبره،ونظم القصائد في رثائه، حريصون وبشدة على إقامة مجالس التعزية، وبذل الطعام، وزيارة مرقده الشريف، رغم محاولة بعض السلاطين، إلغاء منهج الامام الحسين عليه السلام من الذاكرة كلياً.
ثم ان استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، يعتبر رمز لمظلومية اتباع اهل البيت عليهم السلام في التاريخ ودمائهم ومآسيهم، وان الشعائر الحسينية هي التي تجسد تلك المظلومية . ولتسليط الضوء على تلك المأتم وكيفية إقامتها في مدينة كربلاء المقدسة، أجرى موقع نون الخبري لقاء مع لجنة تنظيم المواكب الحسينية في العراق والعالم
الإسلامي، هذه اللجنة التي أخذت على عاتقها دورا كبيرا في الحفاظ على سلامة المواكب ومنظميها , حيث تتوافد إلى مدينة كربلاء المقدسة الملايين من المحبين والعاشقين المتلهفين الى استنشاق العطر الحسيني، وبما إن تلك الأعداد التي تصل الى الملايين تتدفق الى هذه المدينة المقدسة، فان من الضروري على المتصدين لهذه المهمة توفير الخدمات لهم..
هذا ما زودنا به الحاج (حسين علي عبد ابو شبع) أحد أعضاء هذه اللجنة، حيث ابتدأناه بسؤالنا حول مهام اللجنة واليات عملها؟ فأجاب:
- بداية تأسست هذه اللجنة المباركة من بعض متعهدي ومتطوعي المواكب الحسينية الكربلائية القديمة، وبعض رؤساء الأطراف، وذلك بعد سقوط النظام البائد عام 2003 م . واستمرت بالعمل منذ ذلك الوقت ولحد الآن. اما في الوقت الحاضر فأصبحت ضمن التشكيلة الإدارية للعتبة العباسية المطهرة. وفيما يخص سؤالكم حول آليات العمل فهي على نظامين، الأول داخل مدينة كربلاء، حيث تشرف اللجنة على جميع المواكب والهيئات الحسينية في مدينة كربلاء واقضيتها ونواحيها . ويتم منح المواكب هويات تعريفية خاصة بها. والثاني يرتبط مع المواكب
والهيئات الحسينية في مختلف أنحاء العراق. من الجدير بالذكر ان للجنة روابط معتمدة ومخولة بكتب رسمية، وهذه الكتب صادرة الى مجالس المحافظات يتم عن طريقها تخويل المواكب بممارسة مراسيمها.
- هل بالإمكان اطلاعنا على برنامج اللجنة لزيارة الأربعين ؟
- لقد ارتأت اللجنة ان يخصص برنامجها ليومي (17 و18) صفر لمواكب الزنجيل ويومي (19 و20) لمواكب اللطم، وضمن أوقات محددة لكل محافظة، بحيث ان مواكب كل محافظة تخرج في وقتها المحدد لها.
- كم هي عدد المواكب الحسينية التي تم تسجيلها في لجنتكم، وما هي الخدمات التي تقدموها لتلك المواكب ؟
-ان عدد المواكب المسجلة لدى اللجنة بلغ حوالي (6000) موكبا، وأما عدد المواكب التي جاءت إلى اللجنة في هذه الزيارة، وقامت بتقديم التعهدات والكفالات لحفظ الأمن هي (3500) موكبا وهيئة حسينية. منها 800 موكب وهيئة في كربلاء، والباقي من المحافظات الأخرى. وبدورها تنقسم هذه المواكب إلى مواكب عزاء وأخرى خدمية.
وعن الخدمات التي تقدمها اللجنة للمواكب هو منحها كتب رسمية وتعهدات خطية تسهل لأعضاء تلك المواكب الانطلاق من أماكن تواجدهم في محافظاتهم إلى مدينة كربلاء المقدسة، من غير أن تتعرض لهم السيطرات الأمنية لتلافي المضايقات، ويكون دخولهم الى كربلاء بانسيابية وسلاسة، بالإضافة إلى توفير الوقود لتلك
المواكب، إلى جانب توزيع ما تستلمه اللجنة من تبرعات، كما حدث في العام الماضي عندما وصلت للجنة تبرعات وبكميات كبيرة من (الطبول والزناجيل والمولدات) التي قامت اللجنة بعد ذلك بتوزيعها على المواكب. كما تقوم اللجنة بتكريم كل المواكب التي شاركت في الأربعينية سواء في مدينة كربلاء أو المواكب القادمة من
المحافظات الأخرى.
- هل تعتبر لجنة تنظيم المواكب الجهة الشرعية الوحيدة في التعامل مع المواكب والهيئات الحسينية أم ان هنالك جهات أخرى لها نفس العمل كما وجد البعض من يدعي ذلك ؟
- نعم إن لجنة تنظيم المواكب الحسينية تعتبر جهة شرعية رسمية، حيث إنها دخلت ضمن هيكلية العتبة العباسية، وبما ان العتبة العباسية المقدسة قد ارتبطت مع الوقف الشيعي، فان الوقف الشيعي يعتبر جهة حكومية، وأما عن الجهات الأخرى فانها تستغل جهل بعض أصحاب المواكب والهيئات وإقناعهم بأنهم جهة رسمية مقابل ذلك منحهم بطاقات تعريفية وهويات مقابل ثمن؟! ولا نريد ذكر أسماء، وهي تمارس بذلك عملية ابتزاز لأصحاب المواكب. ولو تسال مثلا الجهة المخولة لتوزيع الغاز ستراها لا تعترف إلا بالكتب الصادرة من هيئتا وكذلك السيطرات فأنها لا تسمح لأحد بالدخول إلا الذي لديه كتاب صادر من لجنة تنظيم المواكب الحسينية.
* كيف يتم التعامل مع المواكب والهيئات الحسينية المسجلة لديكم ؟
أولا لا بد من تسجيل الموكب لدى اللجنة، ويكون ذلك عن طريق جلب توثيق لرئيس الموكب، ومن ثم جلب كتاب من الرابطة المعتمدة في المحافظة التي يتواجد فيها الموكب تؤيد صحة هذا الموكب، بالإضافة إلى توثيق صاحب الموكب، وبعد ذلك يتم تسجيله لدى اللجنة.
- في ختام اللقاء نود ان نسمع كلمة تحب أن توجهها اللجنة إلى المواكب والهيئات الحسينية القادمة إلى كربلاء خلال الزيارة الأربعينية؟
-ندعو جميع المواكب الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الصادرة من اللجنة، وخاصة موضوع التطبير، فان وقته يكون في العاشر من محرم، بالإضافة الى ذلك ان وقت ركضة طويريج هو ظهر يوم العاشر فلا يجوز ان تقام في الأربعين ؟!، لذا ندعوهم إلى الامتناع عن التطبير والالتزام بالتوجيهات الصادرة من قبل اللجنة، والتعاون مع الجهات الأمنية، والتبليغ عن اي حالة مشبوهة، فاللجنة والجهات الأمنية وكل العاملين في العتبتين المقدستين وأهالي مدينة كربلاء المقدسة يسعون الى تقديم أفضل الخدمات للزوار والمواكب والهيئات الحسينية لتحقيق سبل الراحة لهم من اجل الحفاظ على الأمن، وتسهيل مراسيم الزيارة.
موقع نون الخبري
https://telegram.me/buratha
