شنت شرطة إنقاذ الانبار، بالتعاون مع شرطة الفلوجة، هجوماً واسعاً على منطقة الفحيلات (7 كلم جنوب غربي الفلوجة) التي تعد من اكبر نقاط ارتكاز تنظيم «القاعدة» في المنطقة ودارت اشتباكات عنيفة أسفرت عن قتل العشرات من عناصر التنظيم وعدد من أفراد الشرطة. وقال مصدر في شرطة الفلوجة ان «الهجوم وعمليات دهم شملت مجمع الفارس وناحية العامرية وأسفرت عن اعتقال حوالي 70 عنصراً يشتبه في انتمائهم الى القاعدة». وكانت العامرية شهدت الأسبوع الماضي اشتباكاً عنيفاً بين عشيرة البوعيفان، رأس عشيرة البوهراط التي تعد واحدة من اكبر عشائر البوعيسى التي تقطن في الفلوجة والعامرية والمناطق الواقعة بينهما، وتنظيم القاعدة اسفر عن مقتل 15 عنصراً من «القاعدة» وثلاثة من عشيرة البوعيفان وإحراق ثلاثة منازل في منطقة الفحيلات كانت تستخدم كمقار للتنظيم.
وهذا الاشتباك هو الثالث منذ شهرين بين عشيرة البوعيفان، التي تسندها عشيرة البوهراط و «القاعدة» بعدما فشلت مساع عشائرية في اصلاح الامور بين الطرفين بعدما طالبت القاعدة بديات قتلاها ورفضت ان تدفع ديات قتلى البوعيفان. وكان مجلس إنقاذ الانبار اعتقل 30 شخصاً اول من امس من حي الشهداء في الصقلاوية اتهمهم في بيان له بالانتماء إلى «القاعدة».
وأكدت مصادر في عشيرة زوبع تسكن غرب بغداد أن معظم أفخاذ العشيرة، التي كانت «القاعدة» متفشية في مناطقها باتت اليوم تخوض صراعاً مع التنظيم وكثيراً ما يتم تصعيده إلى اشتباكات مسلحة تُسفر غالباً عن تقليص نفوذ «القاعدة» في المنطقة الواقعة بين الفلوجة وصدر اليوسفية وهي المناطق التي توجد فيها عشائر زوبع وقال بشير الزوبعي، احد وجوه عشيرة زوبع والأستاذ في جامعة الانبار «إن القاعدة فقدت الشعبية التي كانت تتمتع بها في محافظة الانبار خصوصاً بين عشائر زوبع التي كانت مناطق سكناهم من ابرز البؤر في المنطقة إن لم يكن في العراق».
وأشار الزوبعي إلى أن شعبية «القاعدة» بدأت بالتراجع مع اتساع استهداف المدنيين ومنتسبي الشرطة إلا أن النصف الثاني من العام 2006 شهد بداية التحرك الفعلي ضد «القاعدة» خصوصاً بعدما تمادى التنظيم في قتل المدنيين وأصدرت قياداته فتاوى بأن قتال الشرطة والجيش (المرتدين) والشيعة (الروافض) المعارضين لسلوك القاعدة من السنة أوجب من قتال المحتل وان من واجب «المجاهدين» تصفية هؤلاء كي يتفرغوا لطرد المحتلين. ومنذ تلك الفترة تحصل صدامات محدودة وكان ابرز ما حدث الصدام بين كتائب ثورة العشرين وبعض عناصر زوبع من جهة و «القاعدة» من جهة أخرى في منطقة الرضوانية على خلفية اختطاف «القاعدة» سبعة من منتسبي كتائب ثورة العشرين من بينهم قائد الكتائب في الرضوانية.
وأكد شهود عيان من أهالي الزيدان أن المنطقة تشهد منذ نحو عشرة ايام معارك طاحنة بين العشائر من جهة وبين تنظيم «القاعدة» من جهة أخرى ووقع آخر هذه الاشتباكات قبل يومين وقال الشهود إن سير المعارك هو لصالح العشائر التي كبدت «القاعدة» عشرات القتلى مقابل مقتل 15 شخصاً فقط من أبناء العشائر.
وقال عامر عبدالله الزوبعي، احد أبناء العشائر الذين شاركوا في القتال، إن دور القوات الأميركية في المعارك كان سلبياً حيث لم تتدخل القوات الأميركية لصالح العشائر على رغم أن مواقعها لا تبعد أكثر من أربعة كيلومترات عن المنطقة. واضاف «أن أبناء عشائر زوبع باتوا مستعدين للتعاون مع الحكومة وإنشاء جيش أو شرطة من أبناء المنطقة وهم اليوم بانتظار مبادرة الحكومة الى تنفيذ ذلك».
https://telegram.me/buratha