قالت مصادر مقربة من مقر مسعود البرزاني، رئيس اقليم كردستان، ان الرئيس الأمريكي جورج بوش قدم تطمينات خلال الاتصال الهاتفي معه قبل يومين، وكشفت في حديث مفصل لـ »الوطن« عن امكانية مساهمة قوات البشمركة في الحفاظ على الأمن في بغداد باتفاق واضح مع الحكومة »الفيدرالية«.واشارت الى ان الرئيس بوش اكد للبرزاني تفهمه للقلق الكردستاني من توصيات تقرير بيكر ـ هاملتون، وطمأنه أنه لن يتخذ اي اجراء حول السياسة الامريكية في العراق، قبل الاستماع الى آراء كافة الاطراف، واخذ قلق الاخرين بنظر الاعتبار.واشارت الى تأكيد الرئيس بوش على التزام الولايات المتحدة الامريكية بتحقيق الاهداف المشتركة لانجاح مسيرة بناء العراق الفيدرالي الديمقراطي، و انه »لن يسمح ان يلحق اي ضرر بالمكتسبات التي تحققت«.لقاء عمل في بغدادوعلمت »الوطن« بأن البرزاني قد عقد " لقاء عمل" مع نواب كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب لتوضيح نقاط جوهرية حول أسباب تمديد زيارته للعاصمة، منها امكانية مشاركة قوات البشمركة في خطة امن بغداد وقال البرزاني »ان قوات البيشمركه مستعدة للاسهام في جهود تطبيع الأوضاع في البلاد ولكن وفق سياقات معلنة وأهداف محددة يسعى اليها كل الخيرين وليس مجرد المرابطة في بغداد وغيرها فقط، وهي عموما مستعدة للمشاركة في أهداف معلومة من استتباب الأمن وضمان سيادة القانون«.موضحا »هناك قوات عسكرية عراقية تضم في صفوفها أفرادا وعناصر من الكرد والعرب وغيرهما بامكان الحكومة تحريكها كيف ما شاءت ولا علاقة لنا بها، اما بالنسبة لقوات اقليم كردستان فنحن مستعدون لتوظيفها لدعم الحكومة الفيدرالية وانقاذ الشعب العراقي من محنته وترسيخ أسس القانون والنظام ولكن بسياقات معلومة«.واعتبر البرزاني زيارته الحالية الى بغداد تأتي بالدرجة الأساس بناء على »رغبة رئيس الجمهورية (جلال الطالباني) ورئيس الوزراء الفيدرالي (نوري المالكي) والاصدقاء ايضا لنسهم معا في مساع جادة ومخلصة لتدارك الوضع الامني المتفاقم في العراق«.الخلافات تعمقتواضاف »ان الخلافات قد تعمقت وحلها ليس بالامر السهل الا ان القيادة الكردستانية تبذل قصارى جهدها لانهاء هذا الاقتتال المؤسف او على الاقل التقريب بين وجهات نظر الأطراف المختلفة، وعقب لقاء معظم أطراف العملية السياسية تولدت القناعة لدينا مجددا باستحالة ان يكون اي طرف مع الحكومة وفي ذات الوقت يشارك في تأجيج نار الاقتتال والخلافات بل يجب ان نميز المواقف والجبهات، ويقينا ان القوى والأطراف المساندة للعملية السياسية في البلاد هي التي تدعم وتؤيد بناء عراق فيدرالي ديمقراطي وبالتعايش الوطني والمشاركة وعليها ان تنأى بنفسها عن الجهات التي تعادي كل تلك التوجهات الوطنية ولا يمكن اطلاقا ان يشارك الطرفان (المساندة للعملية السياسية والمعارضة لها) في ادارة دفة الحكم في البلاد«.مبينا ان قرار مجلس الامن الدولي 1483، الذي وصف الوضع القانوني لقوات التحالف بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة، كقوات »احتلال«، السبب الرئيس في تدني الوضع السياسي العام وفي ما وصلت اليه الأمور اليوم، مشددا على ان ذلك" لايعني ان يقف ابناء كردستان موقف المتفرج منها، لا بل ان ما سمعته من اقاويل بان (الكرد لا يعيرون اية أهمية لما يجري في بغداد فهم آمنون في منطقتهم) كان هو الأخر سببا رئيسا لزيارتنا الحالية الى بغداد فنحن لسنا شامتين بما يجري، ابدا، هذا محض افتراء، فلو كان الاقتتال يجري اليوم بين المتطرفين من تلك الاطراف لكان الامر مختلفا الا ان ما يجري اليوم في العراق هو حمامات دم تخلف عشرات او مئات الضحايا الابرياء يوميا ومن بينهم بعض الكرد ايضا، كما حدث في انفجار منطقة الكفاح مؤخرا«.
وكرر موقفه من تقرير لجنة بيكرـهاملتون قائلا: »نرفض تماما توجهات لجنة بيكر في تسليم العراق الى الدول الاقليمية على طبق من ذهب«. معبرا عن قناعته بان »أفضل مساعدة تقدمها الدول الاقليمية للعراق هي ان تكف عن التدخل في شؤون بلادنا وتسهيل دخول الارهابيين وارسال الاسلحة والمتفجرات اليهم والتي تودي بأرواح الالاف من العراقيين، وتكون النتيجة على حسابنا نحن شعب كردستان«.
جريدة الوطن الكويتية
https://telegram.me/buratha
