الأخبار

صدام للملك فهد: اقتلهم واقتل أهلهم وأقاربهم حتى تستطيع أن تنام

2393 18:32:00 2006-11-10

يبدو أن الانقسامات في العراق قد تعمقت بعد الحكم الصادر بإعدام صدام حسين ويبدو أن ما سيخلد في ذاكرة الكثيرين ليس أحداث حياته وحكمه أو مماته، بل قرار الولايات المتحدة تنحيته من السلطة بغزو عسكري.ويقص الصحافي الأميركي بوب وودوارد، في كتابه الثالث عن إدارة جورج بوش في الحرب، تحت عنوان 'دولة الإنكار'،  رواية قصها الأمير بندر بن سلطان الذي كان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة.

ويتذكر الأمير بندر محادثة أجراها صدام حسين مع الملك فهد العاهل السعودي السابق بعد استيلاء مجموعة من المتطرفين على المسجد الحرام في مكة في عام 1979 . وقد تم القبض على المتمردين وألقي بهم في السجن، وكانت هذه نصيحة الرئيس العراقي آنئذ 'برأيي لابد من أنك ستقتل الخمسمائة جميعا، هذا مؤكد.. استمع لي جيدا يا فهد، كل من له أخ أو أب في هذه المجموعة اقتلهم، وإذا كان لهم أبناء عمومة ممن تعتقد أنهم من النخوة أن يحاولوا الثأر، اقتلهم'. 'هؤلاء الخمسمائة أمرهم محسوم، ولكن لابد أن تنشر خوف الله في كل ما ينتمي إليهم، هكذا فقط تستطيع أن تنام ليلا'. ويبدو أن هذا كان التكتيك الذي استغله صدام في الدجيل عام 1982، حينما قتل 148 شخصا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال. وهي الجريمة التي حكم عليه بالشنق بسببها.

تعميق الانقساماتبعد ساعات قليلة من اعتقال صدام عام 2003 قال بول بريمر، الذي كان في ذلك الوقت الحاكم الأميركي للعراق، بلهجة المنتصر 'لقد أمسكنا به' وسط صيحات الابتهاج والهتاف.  بل وتم إنارة برج المراقبة في مطار البصرة بكلمات بول بريمر. وفي تلك الأثناء كان الأمل أن يؤدي اعتقال صدام حسين إلى توجيه ضربة قاصمة ل'حركة التمرد' في البلاد، ولكن ذلك لم يحدث.

وبعد نحو ثلاث سنوات تماما من ذلك التاريخ، السؤال المطروح ليس ما إذا كانت إدانته وإعدامه المرجح سيؤدي إلى خفض وتيرة القتل في العراق، ولكن إلى أي مدى قد تتصاعد هذه العمليات وقد ضربت الحرب المعقدة المتشرذمة جذورا عميقة.  كذلك عمقت المحاكمة، والحكم الصادر، من الانقسامات في البلاد.

تبعات الحربوقد قدم الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي يواجه بصورة شبه يومية عواقب قراره 'الكارثي' بغزو العراق، المحاكمة على أنها إنجاز للديمقراطية العراقية والحكم الدستوري.  وبعد الخبرة الصعبة للأميركيين خلال السنوات الثلاث الماضية فإن الحكم على صدام ليس بالأمر الذي يهون كثيرا من عسر الموقف أو يحسن من آفاق المستقبل.

وخارج المكتب البيضاوي، حيث يتخذ الرئيس الأميركي قراراته، يتنامى إجماع في واشنطن بأن الأميركيين لم يعد لديهم خيارات جيدة هناك.  وربما وصل إلى طاولة الرئيس نفسها الشعور الملح بأن الأمر صار خيارا بين درجات مختلفة من الصعوبة والكارثة.

وسينتهي آخر أثر لحكم صدام الذي كان يوما راسخا في العراق، بتنفيذ حكم آخر، أغلب الظن هو حكم الإعدام، ولكن في الشرق الأوسط - وفي العالم بشكل عام- الإرث الأهم ليس هو حياة صدام أو مماته، بل قرار إبعاده عن السلطة .

البي بي سي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك