المواطن -جاسم فيصل الزبيدي
الأعظمية تلك المدينة التي بقيت على طول السنوات السابقة إحدى أهم معاقل مسلحي تنظيم القاعدة ، بعد أن فرضوا سيطرتهم على المدينة وجعلوها تخضع الى قواعدهم ونظمهم،وما سهل بقاء التنظيم طوال السنوات السابقة كان بسبب وجود دور ومنازل فارغة من أهلها الذين تركوا كل شيء لينجو بحياتهم من مطرقة القاعدة وسندان الأحداث.
تسمية المدينة
تشير المصادر التاريخية الى سبب تسميت الأعظمية بإسمها هذا انما جاء نسبة الى الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان (رضي) وتسمى أيضاً الحضرية، توفي أبو حنيفة عام 150هـ و767م وتوفيت سنة 173هـ 789م الخيزران ودفنت فيها الياقوتة بنت المهدي وقد نسبت المقبرة للخيزران الخيزران بنت عطاء وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة هارون الرشيد والهادي, والخيزران هي جارية عربية أستقدمت من اليمن. أشتراها المهدي وأعتقها وتزوجها.
مساجدها التاريخية تضم منطقة الأعظمية العديد من الجوامع منها جامع الإمام الأعظم (أبي حنيفة) هو أحد المساجد والمدارس التاريخية في مدينة بغداد قديماً وحديثاً. والمنطقة حول الجامع تدعى الأعظمية نسبة إليه وتقع في شمال بغداد على جهة الرصافة ويقابلها منطقة الكاظمية نسبة إلى حضرة الإمام موسى الكاظم(ع) الذي يقع فيها. بني المسجد عام 375 هـ بجوار قبر أبو حنيفة النعمان.
ومسجد الشيخ جلال الدين محمد بن الشيخ محمد الحنفي الكوفي،ومسجد ملا خطاب : وهو في الحقيقة جامع محمد الجلبي الأعظمي وكان أمامه الملا خطاب، ويقع في محلة الشيوخ.ومسجد نوح ومسجد الشابندر ومسجد حسن بك وجامع الحاج صالح أفندي وجامع نداء الأسلام وجامع الدهان، وجامع العساف ومسجد عائشة الحيدري.وجامع عبد الهادي العاني ومسجد سبع ابكار وجامع الرواس وجامع الصليخ الجديد(الفرقان) وجامع الأمام علي(ع) وجامع العمري ومسجد بشر الحافي ومسجد الحاجة نشمية ويقع في بداية شارع عشرين ..بني هذا الجامع عام 1939م.ومسجد الحاج ارزوقي العنبر ومسجد راغبة خاتون.بالاضافة الى عدد من الجوامع.
محلات الأعظمية القديمة توجد عدد من المحلات القديمة وهي :محلة الرصافة،ومحلة باب الطاق ،ومحلة الدور، ومحلة الامام ابي حنيفة ومحلة سوق يحيى (السفينة) والخضيرية..وتعتبر هذه المحلات مركز او حي الأعظمية حاليا.اما محلة الشماسية ..وهي شارع الضباط والصليخ والكريعات والدهاليك وسبع ابكار ..وكان فيها مساكن المسيحيين.واما محلة المخرم ، وتضم محلة نجيب باشا والكسرة والعيواضية.
ليست كما يصورها الاعلام ابو محمود رجل كبير في السن استقبلنا بكل رحابة صدر بعد ان عرف من نحن ،لم يكن في خلدي ان ادخل الاعظمية حيث كانت الاخبار تشير الى انها من المناطق الساخنة جداً حتى اهلها لم يسلم من تنظيمات القاعدة.وبحسب بعض أهالي الأعظمية الذين تحدثوا للمواطن قالوا" ليست الاعظمية كما يصورها الاعلام المغرض بل ان هناك اماكن ينطلق منها مسلحوا القاعدة".مبينين ان القوات الأمنية تعرف أماكنهم وتحركاتهم".
وأوضح من التقيناهم ان لديهم علاقات اجتماعية مع العراقيين كافة بالاضافة الى صلة القرابة ".ومؤكدين ان العراق والعراقيين لن تفرقهم الأحزاب ولا القاعدة من الروابط الاجتماعية والتاريخية القوية بين أبناء العراق".
قتلوه لأنه رفضهم ابو محمود قال بحسرة كبيرة : ان الاعظمية ابتليت بأناس لا دخل لهم بالإسلام ولا المسلمين يقتلون ويذبحون ويخربون العراق من اجل مصالح دول لا تريد من العراق ان يعيش في وئام وسلام ومحبة".
ويضيف وهو يحتسي الشاي الذي احضرته حفيدته البالغة من العمر 15 سنة وقد قتل والدها على يد التنظيم لانه رفض تواجدهم امام منزله: هذه حفيدتي قتل تنظيم القاعدة والدها ،لانه خرج وشاهد عدد منهم وهم يضعون الهاون من اجل ضرب العراقيين خارج الاعظمية فقال لهم : اضربوا بعيداً عنا ولم يكمل كلامه حتى اردوه قتيلا بعدد من الرصاصات".متسائلاً هل هذا هو الاسلام ان تقتل شخص لان رفض شيء منكر". بعضهم كان يطيل النظر في وجوهنا طويلاً وحين سالناه قال: هل تصدقون اننا لم نرى أي شخص من خارج الاعظمية في منازلنا ضيفاً.
أي ازدواجية هذه؟
احدهم قال:هناك نظرة على مدينة الأعظمية بانها تبايع نظام البعث وسياسة صدام حسين ،وكن واثقاً ان الاعظمية كانت من اكثر المتضررين من سياسات نظام البعث وصدام كون ان الكثير من ابناء المدينة اعدموا جراء رفضهم لسياسة صدام والبعث، وحول ما يشاع من مبايعة بعض ابناء المدينة لصدام والاحتفال بذكراه قال:المستفيدون من النظام تاجروا بالمدينة وسمعتها وهم يحاولون ان يحتفلوا ويبايعوا لصدام حسين وهو ميت بعد ان خذلوه وهو حي".متسائلاً "أي ازدواجية هذه".الغرباء .. دمروا المدينة
ودعنا ابو محمود ومن حضر لقاؤنا واستقلنا سيارة اجرة لنتجول في بعض الأماكن فشاهدنا إن هناك شوارع خالية من المارة وبيوت مقفهرة تلهوا بها القطط والرياح و جدرانها تشكو للعراق جراحها.
احد عناصر الجيش قال: اغلب المسلحين الذين القينا القبض عليهم لم يكونا من أبناء الأعظمية وإنما جاؤوا من مناطق شرق بغداد وشمالها وهم يدخلون بشكل مواطنين الى المدينة ومنها يتوجهون إلى الأماكن المحددة لايوائهم.واضاف العنصر الذي رفض الكشف عن اسمه:في الحرب تعرف انك أمام عدو واضح المعالم اما في مثل حالنا الان فنحن اكثر استهدافاً وعدونا غامض يتصيد الفرص".مستدركاً ان" البعض من مقاتلي القاعدة سقط بايدينا جراء تعاون بعض المواطنين الذين يريدون ان يعيشوا ويعيدوا الامل والبسمة الى هذه المنطقة".
شاهد على الجريمة أم ميس امرأة أربعينية في العمر قالت"لقد شاهدهم وهم يقتلون امراة لانها كانت كانت تضع الزينة الخفيفة فكانوا وكانهم وحوش يفترسون صيداً ، كان مشهداً اكثر ارهاباً".
وتضيف ام ميس " كانت النساء لا يخرجن من منازلهن بسبب الاجراءات الصارمة التي انتهجتها القاعدة مما حدى بالكثير من العوائل الى مغادرة الاعظمية الى مناطق شيعية للحفاظ على شرف بناتها".مؤكدة ان" القاعدة صورت لنا الشيعة على انهم همج رعاع ليس لديهم حرمة ولا دين وانهم وانهم وانهم".واستدركت" ولكننا حين وصلنا الى المناطق الشيعية وجدنا خلاف ماذكرت لنا القاعدة حيث وجدنا الاحترام والتقدير والحماية".
ساحة عنتر.. عالبسكلتا حين وصلنا إلى ساحة عنتر..شاهدنا المحال التجارية وهي تعرض الدراجات الهوائية للأطفال قلت لصاحبي:تعال نشتري واحد ؟ فتوقف سائق الأجرة وترجلنا وسلمنا على احد أصحاب المحال وتمازحنا معه وسألناه عن السوق فقال:كما ترون الحياة بدأت تعود ولكن بشكل حذر ونتمنى ان تستمر بالحياة بهذا الشكل.
وأضاف صاحب المحل الذي رفض الكشف إن اسمه " كانت الحياة جميلة فيما مضى ولكنها أصبحت جحيماً لا يطاق خلال فترة من الفترات". مشيراً إلى إن" اغلب أصحاب المحال خسروا بضاعتهم بسبب الحرب والخراب الذي أصاب المنطقة".وبين إن"بعض التجار غادروا العراق مجبرين بسبب التهديدات بالقتل أو دفع المبالغ إلى بعض الجهات".من دون أن يسميها. موضحاً إن " هناك من قتل ذبحاً وهناك من قتل لأجل انه رفض التعاون معهم".
وحول عمليات التسوق قال" يأتي إلينا بين الحين والأخر أناس من مناطق مختلفة بعضهم صاروا أصدقائنا ليشتروا منا العجلات والحمد لله الرزق موجود ونطمح بالزيادة".
https://telegram.me/buratha
