قالت مصادر دبلوماسية ان رئيس الوزراء نوري المالكي يستغل جولة من الدبلوماسية المكوكية هذا الاسبوع لكسب دعم اقليمي لمحاولته البقاء في السلطة بعرض فرص للاستثمار في الاقتصاد العراقي الذي دمرته الحرب.
وزار المالكي ايران يوم الاثنين بعد زيارته لسوريا والاردن وانهى امس زيارته لمصر وتوجه اليوم الى تركيا .
وقال مسؤول رفيع في التحالف الوطني في تصريح نقلته عنه وكالة اور الاخبارية :" ان رئيس الوزراء يعرض على الدول العربية عقود استثمار في مقابل جهودها لدفع العراقية باتجاه التنازل عن موقفها.
وقال المصدر وهو عضو بالائتلاف الوطني العراقي ان المالكي لديه مشكلة كبيرة "اسمها القائمة العراقية"، مضيفا أن هناك تيارا قويا داخل العراقية يتطلع لابرام اتفاق مع المالكي لكنهم يخشون الدول المجاورة.
وأضاف أن المالكي يحتاج تلك الدول لتمارس ضغطا على العراقية كي ينال تأييدها. وأشار الى ان المالكي مستعد في المقابل لاعطاء تلك الدول النفط بأسعار تفضيلية ومنحهم استثمارات.
ورسمت مصادر اخرى تحدثت اليها رويترز هذا الاسبوع صورة مشابهة لكن الحكومة لم تتحدث صراحة عن التماسه صفقات استثمارية. وفي الاسابيع الاخيرة وافق العراق على بناء خط أنابيب نفط يربط سوريا بايران.
ويرى محللو الاخبار في رويترز ان لجوء المالكي للقوى الاقليمية للحصول على دعمها يمثل تحولا مثيرا للدهشة في موقفه بعد نداءات متتالية للجيران بعدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
وبينما كان لايران دور محوري في حصول المالكي على تأييد الكتلة الصدرية تعد تركيا وسوريا وسيطين مهمين يمثلان مصالح السنة ولهما نفوذ لدى العراقية.
وقالت جالا رياني محللة شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة اى.اتش.اس جلوبال انسايت للاستشارات "تزايد الدعم الخارجي للمالكي ربما يسهم في فك الجمود السياسي بالعراق".
وأضافت "من دون دعم خارجي ربما من المستحيل تقريبا للمالكي أن يفك أغلال الرفض لعودته بين غالبية الاحزاب والكتل العراقية بما في ذلك الكتلة التي يتزعمها".
ويقول بعض المحللين ان قرار المالكي بمغازلة الدول المجاورة ربما جاء نتيجة مؤشرات تقارب حديثة بين الكرد والعراقية الامر الذي قد يقوض فرصه. ويقول رايدر فيشر الخبير بالشؤون العراقية انه لا يرى حلا عاجلا للجمود السياسي الحاصل حاليا في العراق.
وأضاف "النشاط المفاجئ في الدبلوماسية الاقليمية بواسطة المالكي يشير بأنه يشعر أنه في وضع لا يبعث على الارتياح ويريد أن يتلقى دعما اقليميا في معركته من أجل الفوز بالصوت الكردي".
https://telegram.me/buratha