شكا العديد من أصحاب المحال التجارية في سوق المقدادية الكبير بمحافظة ديالى، من انقطاع مصادر رزقهم منذ أكثر من شهرين بسبب الإجراءات الأمنية الوقائية التي حولت سوقهم إلى أشبه بـ"سوق أشباح"، وفيما أكد قائمقام القضاء أن هناك خطة لتخفيف الإجراءات الوقائية، أوضح مصدر امني أن السوق سيبقى خاضعاً للتدابير الوقائية ما دامت هناك ضرورة أمنية.
وقال مالك أحد المتاجر في سوق المقدادية الكبير، خالد التميمي، 40 عاما، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن متجره "مغلق منذ نحو شهرين نتيجة قطع جميع الطرق المؤدية إلى السوق بسبب الإجراءات الأمنية"، مبيناً أن "80% من المحال التجارية البالغ عددها أكثر من 2000، اضطرت إلى الإقفال ما أدى إلى قطع مصادر رزق مئات الأسر"، مطالباً الجهات الأمنية "باتخاذ الإجراءات التي تؤمن فتح الطرق والحفاظ على الأمن داخل السوق معاً".
من جهته قال المواطن زيد الجبوري، ويملك ثلاثة محال تجارية ومقهى شعبيا في سوق المقدادية الكبير، انه "لا جدوى من فتح المحال التجارية ما دام السوق يعيش حالة حصار أمني من جميع الجهات" مؤكدا أن "السوق الأكبر في القضاء تحول إلى ما يشبه سوق أشباح، حيث لا يتردد عليه سوى بعض أصحاب المحال بين الحين والآخر لتفقدها".
واتهم الجبوري "جهات محلية (لم يسمها)، بأنها تقف وراء قرار غلق الطرق الرئيسية المؤدية إلى السوق فيما تشرع بقية الأسواق في الأحياء الشرقية والجنوبية للقضاء أبوابها مما يثير الكثير من علامات الاستفهام"، على حد تعبيره.
بدوره قال المواطن علي حسن الربيعي صاحب محل تجاري إن "السوق كان يوفر وظائف لنحو 3 آلاف شخص في قطاعات مختلفة إلا أن قطع الطرق المؤدية إليه حولهم إلى عاطلين عن العمل"، مضيفاً أن "الاحتياط ضد أعمال العنف لا يتم بقطع أرزاق الناس بل بإيجاد حلول توازن بين أمن المواطنين ومصالحهم معا".
في المقابل، قال قائمقام قضاء المقدادية زيد ابراهيم، إن "الأوضاع الأمنية التي مر بها القضاء قبل نحو شهرين، وبروز بعض التهديدات دفعت الأجهزة الأمنية لاتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية لحماية أرواح المدنيين في سوق المقدادية الكبير".
وأضاف إبراهيم "نعلم أن قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى السوق متواصل منذ أكثر من شهرين وهو أدى الى أضرار وخسائر مادية كبيرة للعاملين في السوق"، مؤكدا "وجود تنسيق مع الأجهزة الأمنية لوضع خطة سيتم العمل بها خلال الأيام المقبلة لتامين الطرق المؤدية إلى السوق وفتحها أمام حركة السير لخلق مرونة تسهم في بعث الحياة في السوق من جديد".
لكن مصدراً امنياً مسوؤلاً في قضاء المقدادية أكد أن "قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى سوق المقدادية الكبير جاء بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بنية الجماعات المسلحة تفجير عجلات ملغمة وعبوات ناسفة داخل السوق".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "السوق سيبقى خاضعاً للإجراءات الوقائية المشددة ما دامت هناك ضرورة أمنية".
يذكر ان قيادة شرطة محافظة ديالى أعلنت في آب الماضي عن تطبيق خطة أمنية لحماية الأسواق الشعبية الكبيرة في مراكز المدن الرئيسية في المحافظة بعد توفر معلومات عن نية الجماعات المسلحة شن هجمات مسلحة تستهدفها كما حدث في سوق بعقوبة والخالص والتي أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار مادية كبيرة.
https://telegram.me/buratha