الأخبار

سماحة السيد الحكيم : حكومة غالبية سياسية تتشكل من نصف زائد واحد وتترك خلفها نصف ناقص واحد لايمكن أن تكون حلاً مناسبا للظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق

1025 13:01:00 2010-10-15

 

أكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن العراق بقدر حرصه على تبادل المصالح مع الدول العربية والإقليمية ودول العالم المختلفة وبناء علاقات رصينة معها ، فهو ايضا حريص على استقلال القرار العراقي وحريص على السيادة العراقية الوطنية .

 جاء ذلك في المقابلة الصحفية التي أجرتها مع سماحته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية خلال زيارة سماحته الأخيرة لجمهورية مصر العربية بدعوة من حكومتها .الى ذلك تطرق سماحته الى العديد من المواضيع التي تعج بها الساحة العراقية ...

 وفيما يلي نص المقابلة ...

المراسل / عملية تشكيل الحكومة العراقية تراوح في مكانها ، كيف ترى الخروج؟السيد عمار الحكيم / نحن نعتقد أن حكومة تتمثل فيها القوائم الأربعة الكبيرة ويمكن أن تنضم اليها القوائم الفائزة الأخرى هي المدخل لتحقيق شراكة وطنية حقيقية وتطمين الأطياف المختلفة للشعب العراقي ودول المنطقة أيضا والوصول للاستقرار السياسي في البلاد ، وعلى هذه الخلفية نعتقد أن حكومة غالبية سياسية تتشكل من نصف زائد واحد وتترك خلفها نصف ناقص واحد لايمكن أن تكون حلاً مناسبا للظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق ، نعمل جاهدين لتشكيل هذه الحكومة ذات التمثيلية الواسعة للشعب العراقي .

 

 

المراسل /  الخلافات الموجودة بين الأطراف السياسية العراقية ، كيف ترون التوفيق بين كل هذه الأطراف وصولا لتكيل الحكومة وتحقيق الأمن في البلاد ؟السيد عمار الحكيم / ليس من اختلافات بين طوائف في هذه الأزمة وإنما هناك تعدد في الآراء السياسية بين قوى سياسية وهي خطوة مهمة أننا تجاوزنا ظروف الماضي ولذلك نجد أطراف من تلاوين مختلفة يمكن أن تكون لهم وجهة نظر وتلاوين من اطراف مختلفة تكون لهم وجهة نظر أخرى ، فالمشكلة في العراق اليوم مشكلة سياسية وليست مشكلة قومية أو طائفية ، نحن دعونا الى طاولة مستديرة تجلس عليها اطراف مختلفة ويناقشوا المعايير والمواصفات المطلوبة للمواقع المتقدمة في الحكومة وأيضا البرنامج الحكومي المطلوب للمرحلة المقبلة مما يسهل الى عملية الوصول لرؤية مشتركة تساهم في عملية تشكيل الحكومة .

 

 

المراسل /  بالنسبة للوضع الأمني ، ما هو تفسير سماحتكم لتذبذب الوضع الأمني وعدم استقراره في العراق ؟السيد عمار الحكيم / القضية الأمنية في العراق لم تكن ذات أبعاد جنائية بحتة وإنما لها خلفيات سياسية ولذلك كلما استطعنا أن نحقق حكومة الشراكة ونطمئن المجتمع العراقي كلما ابتعدنا عن التوتر الامني ، وكلما شعرت دول المنطقة بالاطمئنان من طبيعة الاوضاع السياسية في العراق كلما كانت أكثر اهتماما وحرصا على مساعدة العراقيين في الوقوف أمام الاختراقات الأمنية ، يضاف الى ذلك طبيعة الخطط والإجراءات التي تتخذها القيادات الأمنية العراقية في تأهيل الجيش والشرطة وجعل المؤسسة الامنية قادرة على ملء الفراغ الأمني بالكامل لاسيما مع مغادرة القوات الأجنبية للعراق .

ا

 

لمراسل /  بالنسبة لتأهيل الكوادر العراقية ، هل تراها تسير بشكل مرضي أم تحتاج لمزيد من التدريب والتسليح ؟

السيد عمار الحكيم / الوتيرة في عملية التدريب والتسليح وتيرة متصاعدة ومتسارعة ونستمع لتقييمات ايجابية للغاية من قبل القيادات الأمنية في هذا المسار ، كما سمعنا من الخبراء الدوليين الذين يقدمون مثل هذه المساعدة الإشادة الكبيرة بجهوزية الأجهزة الأمنية وقدراتها المتصاعدة .

 

 

 

المراسل /  بالنسبة للتسليح ، هل هناك خطة لتسليح القوات العراقية وهل سيكون المنشأ شرقي أم غربي ؟السيد عمار الحكيم / هناك أكثر من نظرية في التسليح تناقش بين العراقيين ، اعتقد ان واحدة من مهام الحكومة المقبلة هو تحديد ستراتيجية واضحة بطبيعة التسليح لحكومة ديمقراطية تعطي الأولوية في أمنها القومي من خلال وضع منظومة من المصالح الاقتصادية بين الدول في المنطقة وتحصّن نفسها بشبكة من هذه المصالح قبل التفكير في الدفاع عن البلد بالدبابات والطائرات وهي الرؤية التي كان يحملها النظام السابق في عملية الدفاع والأمن .

 

 

المراسل /  كيف ترى البنية الأساسية في العراق خصوصا بعدما حصل لها عند دخول القوات الأمريكية والأجنبية العراق ؟السيد عمار الحكيم / لاشك أن العراق عانى خلال العقود الماضية من إشكاليات كبيرة في البنى التحتية والخدمات المطلوبة للمواطنين ، كما ان السنوات التي مضت منذ عام 2003 نتيجة طبيعة الظروف والإشكاليات لم تؤدي للخروج من تلك الأزمات ولم يقدم المستوى الذي يتناسب مع طموح المواطن والقيادات السياسية ، اننا بحاجة لخطة تنموية واسعة ومهمة تحدد فيها أولويات وتوضع لها جداول زمنية محددة لتوفير أفضل الفرص لمعالجة المشاكل الخدمية والتنموية وهذا ما يجب أن يتم في الحكومة القادمة ، خصوصا أن تطوير المنشآت النفطية ورفع الانتاج النفطي والذي قد يصل الى 8-10 مليون برمي يوميا خلال السنوات القليلة لمقبلة سيوفر إيرادات مالية ضخمة يضاف الى ذلك عروض استثمارية تصل الى مئات المليارات من الدولارات كلها يمكن أن تشكل رافدا مهما يساعد الحكومة العراقية على تحقيق المزيد من الخطوات في طريق التنمية الشاملة في البلاد ولكن ذلك يحتاج الى رؤية ستراتيجية وخطة واضحة ومحددة .

 

 

المراسل /  بالنسبة لانسحاب القوات الأمريكية ... كيف ترى هذه الخطوة ؟السيد عمار الحكيم / نعتقد ان حضور قوات أجنبية على ارض أي بلد من البلدان يمثل حالة استثنائية وطارئة والشيء الطبيعي هو العودة للسياقات الصحيحة وتوفير الأمن من قبل العراقيين أنفسهم لاسيما مع الجهوزية المتزايدة والخبرة المتراكمة ، القيادات الأمنية تشعر اليوم انها قادرة على توفير الأمن وهذا مايعطينا المزيد من الأمل لإمكانية الوصول الى مؤسسة أمنية قادرة على ان تحقق الامن للمواطنين دون الحاجة للاستعانة بالقوات الأجنبية .

 

 

المراسل /  كيف ترى مستقبل العراق في المرحلة المقبلة ؟السيد عمار الحكيم / شخصيا أشعر بتفاؤل كبير ، المكونات من ابناء الشعب العراقي تشهد حالة من التفاهم المتزايد وكذلك القوى السياسية العراقية تمد الجسور بعضها مع بعض ، الدول العربية ودول المنطقة تنظر بتفهم اكبر للواقع العراقي والمتغيرات الحاصلة في العراق مما تدعونا لان نكون اكثر تفاؤلا تجاه المستقبل . العراق بلد الثروة والامكانات الكبيرة والموقع الجغرافي المتميز والادوار التاريخية الكبيرة والعمق الحضاري مما يمكّنه من استعادة دوره الطبيعي ليكون رافدا حقيقيا وإضافة نوعية في الوطن العربي والمنطقة والمنظومة الدولية .

 

 

المراسل /  هناك دعوة من القمة العربية لعقد القمة المقبلة في بغداد ، هل ترى إمكانية ذلك في ظل الأوضاع العامة في العراق ؟السيد عمار الحكيم / لاشك أن تشكيل الحكومة سيوفر المناخات المناسبة لعقد هذه القمة في بغداد وهناك استعدادات وتحضيرات كبيرة من قبل الأجهزة المختصة في الحكومة العراقية ، عقد القمة في بغداد حدث كبير ورسالة مهمة يطلقها الأشقاء العرب في دعم وإسناد العراق وتدعيم مجمل المسار السياسي العام في البلاد . ولذلك نعوّل كثيرا على هذه القمة ونتمنى أن تتحقق هذه الرسالة الطيبة .

 

 

المراسل /  كيف تنظر للتدخلات الخارجية من أطراف لاتتمنى الاستقرار في العراق أو تدعو للتجزئة الطائفية ؟السيد عمار الحكيم / في الوضع الهش في النظام السياسي العراقي وكذلك بعض الاختلافات في الرأي بين القوى والقيادات العراقية هو الذي يجعل دول المنطقة تشعر بحاجة لان تبدي آراء وتتخذ خطوات بما يعزز مصالحها ونظرتها للمصلحة المتبادلة بينها وبين العراق . نعتقد أن الحل الصحيح لمثل هذه الظواهر هو قوة المشروع العراقي ، حينما تنسجم الأطراف العراقية بعضهم مع بعض وتكون لهم كلمة ورؤية واحدة فهذا يحمل رسالة واضحة لدول المنطقة ، ان العراق بقدر حرصه على تبادل المصالح مع هذه الدول وبناء علاقات رصينة معها ، فهو ايضا حريص على استقلال القرار العراقي وحريص على السيادة العراقية الوطنية وهذه هي القواعد الصحّية التي يمكن أن تبنى عليها العلاقات بين العراق ودول المنطقة .

 

 

المراسل /  هناك مثلث يحيط بالعراق يتمثل بسوريا وتركيا وايران وهناك بعض المحاولات سواء لتحقيق مصالح لهذه الدول تكون على حساب مصالح العراق ، مارأيكم ؟السيد عمار الحكيم / من المفهوم ان كل بلد يضع تصور في كيفية تحقيق مصالحه وكل بلد تكون له وجهة نظر بطبيعة العلاقة الثنائية بين العراق وجيرانه ، هذه قضية مفهومة في منظومة المصالح وحركة الدول ، نحن نظر للقضية من زاويتنا كعراقيين ونعتقد أن وحدتنا وتماسكنا وبناء مشروع مطمئن للعراقيين والمنطقة هي الخطوات الصحيحة التي من خلالها يمكن ان نقنع دول الجوار باحترام السيادة الوطنية العراقية وأيضا حرصنا على تبادل المصالح معهم ضمن السياقات والندّية المطلوبة في هذه العملية .

 

 

المراسل /  كيف ترى محاولات بعض الأطراف لتقسيم العراق ؟السيد عمار الحكيم / العراق كان ولايزال وسيبقى موحدا بشعبه وأرضه معتزا بهويته العربية والإسلامية محترما للقوميات الأخرى التي تشارك عرب العراق ولايمكن أن نسمح او نتساهل في مسالة وحدة العراق .

 

 

المراسل /  هل ترى ان العراق مؤهل للانطلاق ثانية بعد الأحداث المأساوية التي مر بها في الفترة الماضية ؟السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد النسيج الاجتماعي للشعب العراقي والتداخل الكبير بين ابناء الشعب بالرغم من انتماءه لمكونات عدة يعطي قوة كبيرة للعراق، نلاحظ أن الجمهور العراقي يسبق النخب السياسية في تعزيز أواصر العلاقة وتمتين هذا التواصل ولذلك كلنا أمل بان العراق سيعود بالقوة التي عرف بها تاريخيا معتزا بعروبته وإسلامه ومنشدّا لمصالحه ومصالح المنطقة .

 

 

المراسل /  كيف ترى العلاقة بين العراق ومصر ؟السيد عمار الحكيم / نرى ان العلاقة بين العراق ومصر علاقة تكاملية وننظر الى مصر بانها تمثل محطة مهمة من محطات الوطن العربي وننشد الى بناء علاقة ستراتيجية مع مصر ونعرف ان الظروف المتقاربة التي مر بها البلدين تمكّن المصريين من تقديم تجاربهم الثريّة في عملية إعادة اعمار العراق ومعالجة الإشكاليات الخدمية والتنموية ولذلك نعبر دائما عن هذا الحرص في تعاون متبادل بين البلدين وكلنا أمل ان المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا أكثر منه في السنوات الماضية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي جواد
2010-10-17
سيدنا العزيز لقد اجدتم في مجال السياسة الخارجية والذي يحسب لك فبي هذة الزيارة انكم سماحتكم كان لكم صدى جيد في الاعلام خصوصا تصريحات شيوخ الازهر ولكن الذي يؤخذ عليكم عند الرجوع الى البلد سالمين عدم الاستفادة من النتائج الجيدة للزيارة داخليا اي تحقيق نفس هذة المواقف من الداخل وانتم لكم القدرة على ذلك , ونحن نرى انتم في بداية مشروع تقريب الاختلافات الداخلية الى اقرب نقطة ممكنة , وفقكم الله.
د.مراد
2010-10-16
هذا هو املنا فيك ايها العراقي الاشم حفظك الله ورحم سادتنا ابائك واجدادك والله لو ترك الامر لك لرضى الله تبارك وتعالى عن كل العراقيين وتعبد طريقنا بلخير والسعاده نصرك الله وسدد خطاك
الدلفي
2010-10-16
واللة السيد تاج على الراس واحنه وياه لحد كطع النفس ياتاج راسي وراس عشيرتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك