خلال الاسابيع الماضية انتقد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي زيارات قادة العراقية والمجلس الاعلى الى دول الجوار، لكنهم اليوم يبررون زيارة المالكي الى دمشق
المالكي الذي عاد مساء امس الى بغداد بعد زيارة لدمشق استغرقت عدة ساعات، اسفرت عن توقيع وزير النفط حسين الشهرستاني مع نظيره السوري سفيان علاوي اتفاقية اقتصادية لمد أنابيب النفط من الموصل إلى دمشق، في الدقائق الاخيرة من الوقت بدل الضائع لحكومة المالكي.
ويتهم المالكي بانه يقدم تنازلات ومغريات لدول الجوار، تحتاج الى مصادقة البرلمان مشيرين الى انه يرئس حكومة تصريف اعمال فقط. ويعدد المعارضون الخطوات التي قررها المالكي مثل الموافقة على ترسيم الحدود مع الكويت بعد اعتراض شديد سابقا، او تشييد خط جديد لانابيب النفط مع سوريا للتصدير عبر البحر المتوسط، او تجديد اتفاق نقل النفط عبر تركيا والسماح لايران بمد خط لنقل الغاز الى سوريا.
ويرى مراقبون ان زيارات من هذا النوع، هدفها بالدرجة الأساس "الرد بالمثل على ما يقوم به المنافسون، ومحاولة لتغيير قناعات بعض الدول الداعمة للمنافسين بعد أن حملوا لها رسائل تطمين، في ظل تخوف من تغير القناعات هذا، قد تترجح فيه كفة طرف على طرف آخر".
ويتفق الكثير من المراقبين للشأن العراقي، على أن الأكراد هم الكتلة النيابية الأقل تحركا على دول الجوار، لكن البعض يعزو ذلك الى كونهم "مدعومين من الولايات المتحدة" في مطالبهم الخاصة بالمشاركة في التشكيلة الوزارية المقبلة، وغيرها من القضايا الآخرى.
وبينما قال قياديون في ائتلاف المالكي ان زيارة الاخير تحمل طابع توضيحي لان زيارات منافسيه شوهت صورة الحكومة التي يقودها، وانه ذهب بصفته الرسمية كرئيس وزراء العراق، وبدعوة رسمية، ربط المحلل السياسي السوري ثابت سالم بين تلك الزيارة وتلك التي قام بها الأسد إلى طهران مؤخرا. وأضاف "يبدو أن اتفاقا حدث خلالها (الزيارة) على ترشيح المالكي لتشكيل الحكومة العراقية".
وكان الأسد قد التقى في زيارة مقتضبة الشهر الحالي نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وأشار سالم إلى أن ترشيح المالكي يعبر عن "رغبة إيرانية أكثر منها سورية، غير أن السوريين اشترطوا مشاركة جميع القوى السياسية في الحكومة" وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها نوري المالكي قد عقد امس اجتماعا قصيرا مع الرئيس السوري بشار الأسد بمقر رئاسة الجمهورية السورية بدمشق، ولم يكشف أي من الطرفين عن نتائجه، فيما امتنع المسؤولون من الطرفين عن الإدلاء بأي تصريحات عن نتائج الاجتماع.
ورافق المالكي في الزيارة وفد من ائتلاف دولة القانون يضم القيادي في حزب الدعوة عبد الحليم الزهيري، ووزير النفط العراقي حسين الشهرستاني، والمتحدث باسم ائتلاف دولة القانون النائب حاجم الحسني، ومستشاره الإعلامي النائب ياسين مجيد و المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ومدير مكتبه طارق نجم عبد الله.
https://telegram.me/buratha