عزت مديرية تربية البصرة تدني نسب النجاح في العام الدراسي الماضي الى قلة المدارس والتي تعمل اغلبها بنظام الدوام الثلاثي ما اثر على المستوى العلمي للطلبة في المحافظة.
وقال مدير تربية البصرة مكي محسن مهوس لـ»الصباح» ان محافظة البصرة بحاجة الى 500 مدرسة جديدة لحل معضلة الدوام الثلاثي في مدارسها ،مشيرا الى ان زيادة عدد الطلبة وقلة المدارس واكتظاظهم في الصفوف ادى الى ضعف المستوى العلمي وتدني نسب النجاح .
واوضح مهوس ان مديرية التربية اضطرت لفتح دوام ثنائي مع اعداديات جديدة مستحدثة مؤخرا بعد رفض اغلب إدارات المدارس عددا كبيرا من الطلبة رغم سكنهم ضمن الرقعة الجغرافية ذاتها ،مبينا ان وزارة التربية قدمت حلولا انية للتخلص من حدة الاختناقات الحاصلة في مدارس البصرة تتلخص بتجهيز التربية بـ 120 كرفانا بعدما طلبت مديرية التربية اكثر من 500 كرفان الا ان امكانية الشركة العامة للمستلزمات المدرسية حالت دون ذلك .
وذكر مهوس ان الحكومة المحلية خصصت 105 مليارات دينار من موازنة ( البترو دولار) على ان يصرف نصف المبلغ في المرحلة الاولى لهذا العام فيما ستعاود المحافظة صرف النصف الثاني في العام المقبل ،منوها بان مجلس المحافظة صادق على بناء 55 مدرسة فيما اعدت مديرية التربية دراسة الجدوى الاقتصادية وارسلتها الى وزارة التخطيط للمصادقة عليها والبدء بالمشروع الذي سيلبي جزءا من الحاجة الملحة للمحافظة.
وأضاف مهوس أن «منطقة القبلة التي تعد ثاني أكبر منطقة في البصرة من حيث المساحة والكثافة السكانية، ستضطر لتطبيق نظام الدوام الثلاثي في جميع مدارسها، لعدم كفاية الابنية لاستيعاب العدد المتزايد من الطلبة ،موضحا ان المديرية بصدد تطبيق نظام الدوام الرباعي في عدد من المناطق بتأسيسها مدارس مسائية تضم الطلبة الراسبين لأكثر من سنة على التوالي.
ودعا مهوس الحكومة المركزية إلى الإسراع ببناء المزيد من المدارس، للحد من ظاهرة الدوام الثلاثي، لافتاً الى أن «المدارس الأهلية، التي تم افتتاحها في غضون العامين الماضيين، ساهمت بشكل طفيف بالتخفيف من الضغوط التي تواجهها المدارس الحكومية، لكنها لم تحد من مشكلة نقص المبـاني المدرسـية.
من جانبه اشار مدير الاشراف التخصصي في تربية البصرة عبد الكريم جاسم الى ان الدراسة داخل الكرفان يفرضها الواقع الاضطراري غير الصحي لاقامة درس تربوي يهدف لخلق جيل لان الامر يتطلب تحليلا وبرمجة وفهما واستيعابا وهذا يكون في اجواء واعية وصحية ،
لافتا الى ان مشكلة قلة الابنية المدرسية التي تسد الحاجة التعليمية في المحافظة تجابهها مشكلة اخرى هي عدم امتلاك دائرة التربية اراضي تحت تصرفها داخل مركز المحافظة لبناء مدارس جديدة .واضاف جاسم «بالمقابل فان مديرية الاشراف الاختصاصي تجد انه من الممكن اتباع حلول انية اضطرارية تخفف الوطء ،من خلال تزاوج الاعداديات باعداديات اخرى جديدة وكذلك المتوسطات المفردة بمتوسطات مستحدثة «،
مؤكدا ان «هذا الامر ليس صحيا الا انه يقضي على حالة تسرب الطلاب خارج بوتقة العلم والمدارس». وكانت محافظة البصرة شهدت في غضون العامين الماضيين افتتاح الكثير من المدارس الأهلية اذ بلغ عددها بحلول العام الدراسي الحالي 119 مدرسة، يواظب على الدوام فيها نحو 40 ألف طالب وتلميذ من كلا الجنسين، بعد أن كان عدد المدارس الأهلية في عام 2008 أربع مدارس فقط .
يذكر أن عدد مدارس البصرة يبلغ 1430 مدرسة ابتدائية وثانوية تشغل نحو 900 بناية مدرسية يرتادها خلال العام الدراسي الحالي ما لايقل عن 700 ألف تلميذ وطالب من كلا الجنسين، إضافة إلى 50 ألف معلم ومدرس .
https://telegram.me/buratha