النجف الأشرف- المكتب الاعلامي الجمعة 1-10-2010م
شدد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف على ضرورة إيجاد حل يقوم على أساس المصالح الوطنية والثوابت المشتركة لحل أزمة تشكيل الحكومة، مطالباً في الوقت ذاته بالعمل باتجاه إيجاد مرشح توافقي.
جاء ذلك خلال تناوله محور أزمة تشكيل الحكومة وذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات. سماحته وبعد ان أشار إلى عدم توصل التحالف الوطني إلى مرشح واحد توافقي لحد اليوم كذلك إشادته بدعوة رئيس الجمهورية وخطته لانتخاب رئيس برلمان مؤقت لمدّة شهر، أكد ان جوهر القضية هو ان الناس ينتظرون حلولاً توافقية ليس فيها إقصاء وإرغام لأنف أحد.
هذا وتناول سماحته في الشأن العراقي محوراً آخر هو: بدء العام الدراسي الجديد: في هذا الصدد وبعد ان بارك إمام جمعة النجف لستة ملايين طالب باشروا الدراسة هذا العام وشكر الجهود التي تبذل في هذا المجال من قبل الأجهزة المختصة، شدد على ضرورة تصحيح المناهج التي نادى بهذه القضية مرجع كبير في النجف في مطلع هذا العام 2010م حينما قال: إن المناهج الدراسية تشهد فكراً طائفياً ودعا الوزارة إلى تصحيحها.
إمام جمعة النجف وبعد ان شكر إجراء بعض التصحيح ،أكد وجود الكثير من الأفكار المفروضة على أبنائنا في الوقت الذي يبعث الآباء أبنائهم للمدارس بهدف تدريسهم أفكاراً صحيحة، داعياً في الوقت نفسه الأجهزة المختصة ومنها التربية إلى تصحيح تلك المناهج وإبعادها عن الطائفية، مشيراً ان العراق حر وذا أكثرية شيعية وان المرجعية الدينية ليست ذات انتماء سياسي وهي للجميع ،وأضاف: الدعوة لتصحيح المناهج الدراسية ذات أهداف تربوية علمية دينية. وفي الشأن المحلي في محافظة النجف تناول إمام جمعة النجف ثلاث قضايا هي: الفساد المالي والإداري: بهذا الصدد قال سماحته: نحن يخجلنا ويؤسفنا ان نسمع تقارير هيئة النزاهة الرقابية المستقلة وللمرة الثانية التي تؤكد فيها ان النجف هي الأولى في الفساد الإداري والمالي، معتبراً رفض تلك التقارير من قبل الجهات المسؤولة في المحافظة واعتبارها مسيسة بأنه ليس حلاً، داعياً في الوقت ذاته السادة المسؤولين في النجف إلى مناقشة هذه المشاكل السلبية ومعالجتها وان لا يحولوها إلى قضايا سياسية.
إمام جمعة النجف وبعد ان دعا إلى تفعيل الأجهزة الرقابية ،حذر من استخدام سياسة الرعب ضد الأجهزة الرقابية التي وصفها بالدستورية والعلمية والتي أكد انه يقف إلى جانبهم ويشد على أيديهم.
انتهاك حقوق الإنسان: بهذا الخصوص أكد إمام جمعة النجف ان جميع التقارير والأرقام والشواهد تؤكد وجود تعذيب في سجون إرهاب النجف، داعيا إلى إبعاد هذا الموضوع عن التسييس ،وخاطب المسؤولين في النجف قائلاً: هذا الأمر خال من الأهداف السياسية وهو مسؤولية العلماء وأئمة الجمعة والشعب، معزياً ذلك إلى ان دورهم هو دور رقابيّ وعند عدم أداء هذا الدور فلا شرعية لإمام جمعة النجف وأضاف: علماء الدين دورهم دور رقابي وعندما يمنعون من أداء مسؤوليتهم يعني سلبهم شرعيتهم.
السيد القبانجي وبعد ان أشار الى انه تحدث إلى المسؤولين قبل شهرين حول هذه الانتهاكات ،أكد ان اللجنة التحقيقية في بغداد واللجنة التي تبرعت بالتحقيق في النجف كشفت لها الحقيقة، وقال: نحن أمام انتهاك لحقوق الإنسان بأهداف كيدية. في الصعيد ذاته أكد سماحته ان أصوات التعذيب في طوامير مكافحة الإرهاب في النجف تخرق الجدران رغم سيطرة وحكم مافيا لها ولدوائر النجف وسيطرتها على كل صوت، كذلك التهديد للشباب المعذبين بعدم القول لفرق حقوق الإنسان إنهم تعرضوا للتعذيب.
في صعيد ذي صلة أكد إمام جمعة النجف وجود اهتزاز ثقة الآن في النجف بالأجهزة الأمنية وبالأجهزة الإدارية والحل هو التحقيق حول تلك الانتهاكات، مطالباً في الوقت نفسه الأجهزة الرقابية ومجلس المحافظة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سجون النجف وإعطاء النتائج، مشيراً إلى انه بعث برسائل إلى رئيس الجمهورية وحقوق الإنسان ورئيس الوزراء والأمم المتحدة يطالبهم فيها بالاطلاع على الواقع الموجود في النجف وضرورة إجراء التحقيق حوله وتغييره، وأضاف: الحل هو كشف المتورطين في الجريمة وليس التستر عليها ،وشدد قائلاً: لا يمكن ان نتحالف مع قوائم تمارس سياسة الرعب وتهديد القضاء، محذراً انه سيعطي مهلة وفي حال عدم إجراء التحقيق فانه سيكشف الحقائق. تجريف المواكب الحسينية: بهذا الصدد وصف سماحة إمام جمعة النجف اعتبار الأجهزة المسؤولة في المحافظة المواكب الحسينية خصوصاً في طريق النجف - كربلاء بالظاهرة غير الحضارية بأنه تحول لهذه القضية إلى أيديولوجية وطرح. يأتي ذلك بعيد تقديم حوالي عشرة اشخاص من أصحاب المواكب في طريق النجف - كربلاء شكاوى بسبب تعرض مواكبهم إلى تجريف وقلع من قبل الأجهزة المسؤولة بحجة أنها ظاهرة غير حضارية وبحجة ان النجف ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012م ويريدون استقبال الناس في الكازينوات.
إلى ذلك أكد سماحته ان المواكب الحسينية هي عمق الحضارة الإسلامية وان الحسين هو رائد الحضارة والتحضر والدفاع عن الإنسان وحرية الإنسان، وقال: منبر الجمعة منبر مقدس وندعو منه إلى تشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المقصر وإلى إعادة النجف إلى مساراتها الصحيحة وان من يتحدث عن ان المواكب الحسينية بانها ظاهرة غير حضارية فهذا لا يليق ان يبقى في النجف الأشرف ،وأضاف: نحن شرفنا الحسين والانتصار لقضية الحسين وهذه التقاليد الشعبية دعا لها الله سبحانه والنبي الأكرم(ص) والأئمة الطاهرين(ع).
ودعا في الصعيد ذاته الأجهزة المسؤولة إلى المراجعة ودعا الجمهور إلى ان يعي ما يجري في النجف كما دعا السادة المسؤولين في بغداد الى ان يسرعوا في مواجهة ذلك والاطلاع على الحقائق في مجمل هذه القضايا الثلاث.
هذا وكان سماحة إمام جمعة النجف قد تناول في الخطبة الدينية ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق(ع) ودوره في الحركة العلمية والفكرية الإسلامية وقارن بين منهج الاعتزال ومنهج أهل البيت(ع) الذين أكد انهم لم يعتزلوا أو ينسحبوا وانهم استطاعوا تصحيح الأمة والحضور في جسم الأمة والانفتاح ، وأضاف: أتباع أهل البيت هم الأول في الحضور السياسي في كل المجالات وترشيد الأمة وتصحيح الفكر ومنه الفكر التكفيري الذي هو موجود اليوم ،وقال: أئمتنا(ع) في مواجهة الخط الفكري والخط التكفيري كانوا يقومون بمواجهته وتصحيح فكر الأمة.
https://telegram.me/buratha