الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم (قدس) . وسط مدينة الديوانية بأمامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية ، وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها ، تحدث سماحته عن الصفات التي يجب ان يتصف بها المؤمنون ، ومنها الايفاء بالعهود والمواثيق والايمان . كما اشار الى العقاب الالهي الذي يتعرض له من ينقض العهود والمواثيق والايمان مستشهداً ببعض من الآيات المباركة التي تتحدث عن نقض العهد والميثاق والايمان ، وهذا في الاخرة اما في الدنيا فله الخزي والعار ، مؤكداً على ان هذا هو جانب اخلاقي يترتب عليه الكثير من الامور الايجابية والذي يشدد عليه من الناحية الشرعية ، فهذا يعد قانون اخلاقي يتعامل به المجتمع من اجل الحفاظ على الحقوق والاطمئنان وتبادل العلاقات فيما بين ابناء المجتمع لتكون هناك ثقة متبادلة بعد الاطمئنان للعهود والمواثيق ، فما ان تفقد هذه الصفة تفقد معها الكثير من الالتزامات لانها اساس لما ذكر ، وان في مدرسة اهل البيت (ع) . يجب على المؤمنون ان يلتزموا بالعهود والمواثيق حتى وان تعارضت مع مصالحهم ، عكس المدارس الاخرى التي تتغير فيها العهود والمواثيق حسب المصالح والامزجة .
اما في خطبته الثانية : فقد بين ان حديثه في الخطبة الاولى هو كمقدمة عن الحديث السياسي لان المعترك السياسي فيه متغيرات مادامت هناك ائتلافات ومباحثات ولقاءات ، مشيراً الى ان هناك نقض للعهود والمواثيق ، كما بين ان الدولة والمؤسسات بنيت على العهد والالتزام وكونت افرادها من خلال توقيع العقود التي تشمل العهود وكذلك الائتلافات السياسية والتحالفات بنيت على عهود ومواثيق وايمان ، وكذا الوزراء والنواب ، فهناك عهود شرعية وعهود سياسية والخلل فيها محرم والوطنية ايضاً وهذه الحالة اصبحت شائعة في اوساطنا ، ونحن نشاهد في كل يوم هناك نقض بالعهود بعد التحالفات واصدار البيانات والمباحثات المستمرة ، وخصوصاً من يحمل الاسلام شعاراً ، متسائلاً سماحته من اين نشأت هذه الظاهرة ؟ .
كما بين ايضاً ان هذه الحالة تمارس من قبل من فقد التقوى السياسية ومارس النفاق السياسي ومن حمل العنوان السياسي كذباً وزورا ، والغريب في الامر ان هناك من نقض العهود ويفسر ان نقضه هذا من اجل المصلحة وكانه يحلل ويحرم ويجتهد بمزاجه ، وهذا سبب ارباك في العملية السياسية وسبب ازمة ثقة ، وهناك من يتعهد بانه يكون شريك ونقض عهده وايمانه ، وبعد مرور اربع سنوات هل رأى احد شراكة ؟. بل هناك تهميش وتفرد وسحق لجميع الشركاء ، فمثلاً محافظة الديوانية التي لاتوجد فيها شراكة فقط وفقط حرمان وتهميش واقصاء وسحق للحقوق ونقض للعهود والمواثيق والايمان ، فوزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا كلها لم تبنى على اساس الشراكة ، وقد قدم من ادعى انه شريك مصلحته على الجميع وسحق العهود والمواثيق والايمان وهمش وسحق وابعد واقصى الشركاء ، لياتي اليوم ويعلن من جديد انه سوف يكون شريك بعد فقدان الثقة لانه لم يلتزم سابقاً بما اقسم وعاهد عليه ، وعن مجلس النواب الذي خاطبه سماحته الكثير وفي منبر الجمعة ، مبيناً ان الفصل التشريعي الاول انتهى ولم يجلس الاعضاء الا جلسة واحدة لمدة قصيرة وفي المقابل هم يستلمون رواتبهم وامتيازاتهم كاملاً ،
داعياً بعض اعضاء مجلس النواب ان يبتعدوا عن رؤساء الكتل وينظروا الى من انتخبهم ويحملون مسؤولية الشعب ، مشيداً بالواقف الشجاعة للشيخ جلال الدين الصغير والشيخ صباح الساعدي الذي كشف وعرى الفساد ومن يقف وراءه ، متمنياً ان يكون لدينا الكثير من هذه الشخصيات الشجاعة ، فاليوم نحن بحاجة الى رجالات شجعان في محافظاتنا وفي مجلس النواب وعدم الخنوع والخضوع لان ذلك يسبب الذلة والهوان ، وعلى اعضاء المجلس ان لا يدخلوا بالحرام مع سكوتهم على الباطل وعدم قول كلمة الحق .
اما عن الوضع الامني المتردي ، فقد انتقد سماحته التصؤيحات التي يدلي بها بعض قادة الاجهزة الامنية من القاء القبض لعدد من الارهابيين بل العشرات ، ونحن نرى انه ما زالت التفجيرات موجودة والقتل بكاتم الصوت موجود والسطو على المصارف موجود والتهريب من السجون موجود وتعطيل الاحكام موجود ، فاين التحسن في الوضع الامني ؟ .كما طالب ايضاً القادة السياسيون والكتل السياسية باخراج البلد من هذه الازمة واختيار الشخص الصحيح والحاكم العادل ولا نريد حاكماً طائفياً او فئوياً او حزبياً وهذا ما تنشده جميع الشعوب عليكم باختيار حاكم لاينقض العهود والمواثيق ويقصي ويهمش ويبعد شركاؤه السياسيون والكتل السياسية .
https://telegram.me/buratha