طالب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء المقدسة الكتل السياسية المعنية بتشكيل الحكومة وفي ظل حواراتها القائمة حاليا الى ابداء المرونة الكافية في مواقفها وعدم التصلب والاصرار مما يؤدي تعقيد الامور وصعوبة التوصل الى حلّ قريب.
وقال سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) اثناء خطبة الجمعة الثانية التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم 12/شوال /1431 الموافق 1-10-2010"
بعد مضي قرابة سبعة اشهر على اجراء الانتخابات التي كان يؤمِلُّ منها المواطن العراقي انبثاق مجلس نواب وحكومة ترفع عنه المعاناة وتقوم بتحسين احواله المعاشية والخدميه وبسط الامن والاستقرار ،واذا بهذا المواطن يجد انه قد مضت قرابة سبعة اشهر ولم تتوصل الكتل السياسية المعنية بتشكيل الحكومة الى حلّ وتفاهم يعجّل بشروع مجلس النواب بعقد جلساته وتتشكل الحكومة التي ظل يؤمل بدء مهامها منذ شهور عدة ، لذلك فان المطلوب في ظل وضع الحوارات القائمة حاليا ً بين هذه الكتل وقرائة المشهد السياسي العراقي هو ابداء المرونة الكافية من هذه الكتل في مواقفها وعدم التصلب والاصرار الذي سيؤدي الى تعقيد الامور وصعوبة التوصل الى حلّ قريب"
واضاف الكربلائي "ان هذا المطلب ليس – فقط – مطلب المرجعية الدينية العليا بل هو مطلب جميع المواطنين الذين انتخبوا هذه الكتل السياسية ووضعوا ثقتهم فيهم ،موضحا لو انّ هذه الكتل السياسية غلبّت المصالح العليا لهذا البلد وقدّمت بعض التنازلات من اجل تحقيق هذه المصالح لما بقي الوضع معقدا ً لحد الان وقد مضت على الانتخابات قرابة سبعة اشهر ولا يُعلّم الى أي وقت سيستمر هذا الوضع "
وبين سماحة الشيخ الكربلائي" ان لهذا التأخير تداعيات كثيرة منها ما ينعكس على الوضع الامني واقرار الموازنة المالية العامة لعام 2011م وتناقص ثقة المواطن بالعملية الانتخابية في تحقيقها لامانيه وتطلعاته "
من جانب آخر قدم ممثل المرجعية الدينية سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) توصيات متعددة الى وزارة التربية والكادر التدريسي والتعليمي بقوله "من المعلوم ان أي شعب اذا اراد ان يتطور ويتقدّم ويتحضّر وتكون له دولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها تجاه شعبها واذا أُريد للفرد والمجتمع ان يتكامل وتتحقق العدالة والكرامة الانسانية ... فلابد من توفر الاهتمام الكافي بالجانب التعليمي والتربوي للمواطن وتوفير الامكانيات اللازمة لذلك وهذا يتوقف على عدة امور :
اهتمام الكادر التدريسي والتعليمي ( في الجامعات والمدارس) بالمستوى العلمي للطالب وبذل كل الجهود للارتقاء بهذا المستوى وعدم التسامح في المستوى الدراسي والعلمي للطالب من خلال الاهتمام الجاد باعطاء المادة العلمية حقّها وعدم السماح بالتسيّب في الدوام ومحاسبة المتهاون والمقصّر في ذلك من المدرسين والمعلمين والطلبة فان هذا العلم امانة في أعناق ادارات المدارس والمدرسين والمعلمين واساتذة الجامعات ... ولابد من ملاحظة ما كان عليه العراق من مجد علمي لابد ان نسعى جميعاً لاعادته "
ان التعليم يراد منه تسليح الفرد والمجتمع بالعلم والمعرفة والذي سيؤدي الى بناء جيل متعلم مثقف قادر على ادارة شؤون المجتمع بما يحقق له اهدافه ولكن هذا التعليم الاكاديمي لا يكفي لوحده بل لابد من السعي لبناء شخصية الطالب وفق المبادئ والقيم والاخلاق الفاضلة والشعور بالمواطن الصادق"
ان نظرة الطالب الى الدرس والمعلم ليست مقصوره على انه استاذه في تلقي العلم بل ينظر اليه على انه القدوة الصالحة له لذلك لابد ان يهتم ببناء شخصية على هذا الاساس وذلك من خلال التزامه بتطبيق المبادئ والقيم الفاضلة وتحليّه بالاخلاق الحسنة"
مهنة التعليم كأي مهنة اخرى لها اخلاقياتها الخاصة التي تؤدي الى نجاح اهل هذه المهنة في تحقيق الهدف وهدفها هو البناء العلمي والتربوي للطالب ولكن للاسف الشديد هناك ظواهر سيئة طرأت على هذه المهنة بسبب الظروف التي مرّ بها البلد وقت الحكم السابق .. ومن جملة هذه الظواهر التدريس الخصوصي التي تشيع التفرقة بين طبقات المجتمع وتصيب بالضرر الطبقات الفقيرة ولذلك ندعو الاخوة المعلمين والمدرسين والاساتذة الاهتمام بالمستوى العلمي واعطاء الدرس حقه اثناء الحصة الدراسية ،ومن جملة ذلك بعض السلوكيات والتصرفات لبعض المعلمين والمدرسين كتسريب الاسئلة مقابل مبلغ من المال او عمل ملازم وبيعها للطلبة او استخدام العقاب البدني المفرط .
ندعو الاخوة الكادر التدريسي والتعليمي للاهتمام بالجانب التربوي والاخلاقي للطالب والطالبة لمواجهة الغزو الثقافي والفكري خاصة مع توفر وسائل الاتصال الحديثة كالفضائيات والمواقع الالكترونية والموبايل .
ندعو اولياء امور الطلبة للتعاون مع ادارات المدارس من خلال مراجعة ادارة المدرسة لمعرفة المستوى العلمي لابنائهم وتصرفاتهم في المدرسة .. كما ندعو الجميع – الكادر التدريسي واولياء الامور – لتوعية ابنائهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه وطنهم وشعبهم والاموال العامة والاهتمام بالنظافة وجمالية المدرسة وغير ذلك ..
كما ندعو الاخوات المدرسات والمعلمات الاهتمام والالتزام بالحشمة وعدم التبرّج لانهن يمثلن القدوة لطالباتهن ..
واما كلامنا مع الاخوة المسؤولين في وزارة التربية فالذي نرجوه منهم هو بذل الجهود لسد النقص في عدد ابنية المدارس المطلوبة فان بعض المدارس دوامها ثلاثي وهذا يؤثر على عدد الحصص الدراسية والمستوى العلمي للطالب ..
والاهتمام بالمختبرات والمكتبات في هذه المدارس فانها من الامور المهمة لرفع المستوى العلمي والثقافي العام للطالب ..
كما ان هناك شكوى كبيرة من ادارت المدارس حول توفير المستلزمات الدراسية من الرحلات والقرطاسية وغيرها ..
ومن الامور المهمة التي نود لفت نظر وعناية الاخوة المسؤولين في وزارة التربية هو ضرورة فتح دورات تدريبية للمدرسين والمعلمين لرفع مستواهم وقابلياتهم التدريسية والتربوية "
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha