النجف الاشرف ـ انتصار كاظم الفتلاوي
محافظة النجف الاشرف تلك المحافظة الرائدة والمميزة على الصعيد الديني والتراثي والثقافي شهدت تطورات وأحداث متعاقبة خصوصاً بالفترة الاخيرة جعلت منها تتصدر الاخبار في نشرات الفضائيات أو الصحف أو المواقع الالكترونية ، بعدما كانت تشهد إستقراراً سياسياً وأمنياً وحتى إجتماعياً أبان الادارة المدنية السابقة لما شهدته من تلاحم في إدارتها من قبل الاحزاب الاسلامية المتصدية حينها لادارة المدينة ، أما اليوم فإن المتابعين للشأن النجفي يلمسون وبشكل واضح الاضطراب السياسي والامني وتذمر شديد من قبل أبناء المحافظة لتراجع واقع الخدمات وتوقف العديد من المشاريع بل وتخريب العشرات من مشاريع البنى التحتية جراء سوء الادارة وإنعدام التنسيق في انجازها .
ثم شهدت المحافظة في الاسبوعين الماضيين توتر سياسي منشأهُ إتهام وجه الى رموز دينية في المحافظة بتزعم فرق إغتيالات يدعي المقصودين منها انها بدفع من محافظ المدينة بهدف الابتزاز السياسي وتصفية ثأرات كامنة داخل شخصية المحافظ نفسه ، ومما زاد في الامر تعقيداً الدعوة التي رفعها إمام جمعة النجف الاشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي بالطلب من مجلس المحافظة إقالة المحافظ بسبب أزدياد الخروقات الامنية وإفتضاح عمليات تعذيب في سجون المحافظة وإرهاب النجف بالاضافة لتصدر المحافظة لقائمة الفساد الاداري والمالي في العراق وغيرها من الاسباب ، الامر الذي عقد من طبيعة المشهد النجفي والقى بظلاله سلباً على حياة ومشاعر المواطنين ، ولا جل تسليط الضوء على آراء المواطن النجفي ولنستطلع رايه فيما يحصل لمسنا بعض التأييد لهذه الدعوة :
الشيخ محمد عواد الخزاعي ، طالب حوزة أكد : أنه مع دعوة إمام جمعة النجف الاشرف لاقالة المحافظ لأنه شخصياً لم يلمس منه أي دور إيجابي لصالح المحافظة خصوصاً في دعم الواقع الخدمي وكذلك وقوفه في خانة المعادين للحوزة العلمية عندما بدأ يثير قضايا وتهم موجهة لرموز وأبناء المرجعية ويشهر بهم من دون معرفة الاسباب سوى أنه يحمل نزعة عدائية لهذه الشريحة بالتحديد متسائلا في الوقت نفسه عن توقيت مثل هذه الاثارات ، وفي مصلحة من تثار تلفيقات وتهم الى علماء وشخصيات دينية بأنها وراء عمليات قتل جرت لرموز الامن البعثي قتلوا قصاصاً قبل سنوات عدة .
الاستاذ عامر عبد الامير المحمداوي ، مدرس قال : أن هذه الممارسات التي تصدر من متنفذين في المحافظة تخلق بلبلة ومشاكل فيها مما يؤدي الى تدهور الامن لانه مرتبط بالاستقرار السياسي ، داعياً المسؤولين في المحافظة الى القيام بدورهم الاساسي وهو النهوض بواقع المحافظة الخدمي والمعيشي والاعمار لا أن ينصرفوا لتصفية حسابات مع من يعتقدون أنهم بالضد منهم ، مضيفاً : أن المحافظة لا تتحمل مثل هذا الاضطراب السياسي والتدهور الأمني الذي سيعقبه لا محالة .
زهراء مجيد الموسوي ، طالبة كلية إسلامية ، أكدت : أننا كنا نأمل أن تشهد المحافظة في ولاية الادارة المدنية الحالية إكمالاً لمشاريع الاعمار التي بدأها من سبقوهم خصوصاً أن المحافظة مقبلة على إستحقاق عالمي كبير وهو عاصمة الثقافية الاسلامية ، لكننا للأسف نشهد المسؤولين في المحافظة يصعدون من اعمال التصفية السياسية ويوترون الاجواء بكيل التهم على هذا الشخص أو تلك الجهة مما سيؤثر سلباً على إستقرار المحافظة وعودة المخاوف من نشوب أزمة سياسية أو امنية لا يكون فيها طرفاً رابحاً .
الحاج منصور علوان الجبوري ، وجيه عشيرة قال : إننا نستنكر ما يقوم به بعض المسؤولين في الادارة المدنية وبعض ضباط الشرطة من عمليات إبتزاز وتعذيب تذكرنا بأيام صدام وأساليبه الارهابية ، ثم ان الغريب في القضية أن يتم توجيه الاتهام والتلفيق الى أشخاص وطنيين وعلماء بعيدون تماماً عن هذه الاعمال التي إتهموهم بها ، مضيفاً : ثم ما هذا الدفاع والتباكي على مجرمي البعث وقتلة الشعب من ضباط مخابرات صدام ، وهل تباكى هؤلاء المسؤولين على ضحايا صدام وعوائل الشهداء الذين لم يحصلوا الى الآن على شيئ من حقوقهم .
المواطن عادل فاهم الشبلاوي ، كاسب قال : نستغرب أن يقوم محافظ النجف وهو من يدعي الأنتماء لحزب الدعوة أن يتعاطف مع رجل مخابرات كان مسؤولاً عن الاغتيالات في الخارج للمعارضين لصدام ، وماذا سيجنيه من الدفاع عن من إنتقم الله منه قصاصاً على أفعاله كما قال النبي (ص) (بشر القاتل بالقتل) فندعو السيد المحافظ الى ترك هذه الاعمال فالمحافظة غير مستعدة لتدخل في مشكلة من أجل سواد عيون بعثي أو سواد عيون زوجته ، وأدعوه أن يقصد بعطفه عوائل الشهداء .
وإننا كصحفيين نقلنا نماذج قليلة من آراء الشارع النجفي ، ولمن يريد المزيد أو التأكد فما عليه إلا أن يسأل أي مواطن نجفي في الشارع المواطن بشرط عدم تخويفه والضغوط عليه ، فسيجد أن الاغلبية الصامتة في المحافظة مستاءة من كل ما يجري ولكن التخوف من ردود فعل السلطة التنفيذية في قمع المظاهرات وكما حدث في البصرة فالمظاهرات وكما هو معروف ممنوعة في النجف وهنالك معلومات وردت الى أجهزة الامن في المحافظة بقمع أي مظاهرة تخرج دون موافقة المحافظ ، والمحافظ لا يوافق على خروجها أصلا ، فمرحى لاهالي النجف وهنيئاً لهم هذه الحرية والرفاه في ظل حكومة الزرفي الموقرة ؟!
https://telegram.me/buratha