النجف الأشرف- حازم خويرالجمعة 24-9-2010م
شدد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف على ان أية حكومة تتشكل لا تحظى بأصوات الأكثرية وحقوق الجميع ويحترم فيها الناخب العراقي هي حكومة مرفوضة وقال: نحن حريصون على حكومة يشترك فيها الجميع وتمثل الجميع. جاء ذلك في محور تشكيل الحكومة خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك وبعد انقضاء سبعة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية ،أشاد السيد القبانجي بالاجتماعات غير الرسمية والمطالبات بإعادة الحياة إلى البرلمان عبر مبادرة وطنية لانعقاده بحضور جميع الأعضاءـ مشيراً إلى تنظيم عدّة اعتصامات في عدّة مدن عراقية منها النجف الأشرف من قبل مجلس القرار السياسي أمام مبنى مجلس المحافظة باتجاه الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة في الوقت الذي أعلن التحالف الوطني انه في غضون أيام سيعلن عن ترشيح مرشح واحد لتولي منصب رئاسة الوزراء.
على صعيد الشأن العراقي ايضا وبالخصوص الملف الأمني، شدد إمام جمعة النجف على المسؤولين في ضرورة رسم خارطة طريق لمكافحة الإرهاب واستباق الحدث قبل وقوعه، مشيراً انه في ظل تصاعد التفجيرات والخروقات الأمنية برزت ظاهرتان هما: • الاغتيال بمسدسات كاتم الصوت وحصيلة ذلك خلال تسعة أشهر ستمائة شخص.• اغتيال الضباط الشيعة في بغداد وغيرها والذي وصفه بانه مخطط لتصفيتهم بأهداف معلنة.
هذا وكان سماحته قد تناول عدّة محاور في الشأنين المحلي والدولي هي: ففي الشأن المحلي: أكد سماحته وضعه عدة ضوابط لخطبة الجمعة أبرزها: 1- هموم الناس ومسؤولية إمام الجمعة الحديث عنها بعيداً عن الانتماءات والحزبيات أو القوميات. 2- الابتعاد عن التجاذبات السياسية والفئوية وان إمام الجمعة يتحدث عن المسارات العامة والهموم المشتركة.مضيفاً انه على هذا الأساس اليوم محافظة النجف الأشرف أشرت الأرقام فيها على ظواهر غريبة وجديدة هي:
الأولى: التعذيب في السجون لانتزاع اعترافات كاذبة طبقاً لوثائق حقوق الإنسان وعن المستشفيات وطبقاً لأسماء معروفة مارست التعذيب في سجون النجف وطبقاً لشواهد عيان وصور أشعة لسجين تظهر أماكن التعذيب وآثارها على جسمه. حيث أشار إمام جمعة النجف انه في ضوء ذلك قام رئيس هيئة النزاهة بدعوة الجهات المختصة إلى حصر السجون بوزارة العدل بدل المؤسسات الأمنية.
الثانية: تعرض القضاة للضغوط والإرعاب الشخصي، حيث أكد سماحته ان القاضي يقول: إني تعرضت لضغط من جهة مسؤولة في المحافظة وأنا مطوق.
إلى ذلك خاطب إمام جمعة النجف الأشرف السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي توخى الدقة والحذر في تصريحاته مؤخراً حول تقرير منظمة العفو الدولية حول السجون والمعتقلين في العراق بالقول: نحن نطلعك يا رئيس القضاء الأعلى على رعب يتعرض له القضاة وإلى التهديد وإلى الابتزاز ونطلب منك حمايتهم، ونعلمكم بوجود حالات تعذيب بالأرقام والتقارير كما نعلمكم ان القضاة أرسلوا لنا أكثر من رسالة تفيد بتعرضهم لضغوط من قبل جهات داخل المحافظة لا نسميها.
إمام جمعة النجف في هذه الرسالة المفتوحة طالب رئيس مجلس القضاء الأعلى ايضا بإرسال لجنة تحقيقية وحماية القضاء العراقي الذي يتعرض إلى تهديد، كما خاطب سماحته السيد رئيس الوزراء حول تلك الأرقام والحقائق وضرورة التحقيق بشأنها وقال: هذه تجربة عراقية يراد تحويلها بالعصابات والتعذيب،كما طالب الأحزاب الإسلامية بالتنزه من ان تلوّث أيديها بتعذيب السجناء.
في الشأن ذاته ناشد إمام جمعة النجف الأخوة في مجلس المحافظة الأعضاء عن جميع الأحزاب بالقول: هذه ظلامة وأنتم تعرفون فرق التعذيب والاغتيالات في النجف الأشرف وتعرفون تاريخهم وصداقاتهم وغيرها من الحقائق والأرقام، وطالبهم في الوقت ذاته بتحمل المسؤولية حيال هذا الأمر، وأضاف مخاطباً رئيس الوزراء ومجلس المحافظة: خلّصوا النجف من التدهور الإداري والمالي والأمني وما يتعرض له المسؤولين من ضغوط بالاغتيال منهم ضباط ومسؤول استخبارات.
الثالثة: الفساد المالي في النجف الأشرف: بهذا الخصوص وصف سماحته حديث النزاهة بان النجف الأولى في الفساد المالي بالمؤسف والمخجل، معرباً عن أسفه حيال إنكار مسؤولين في المحافظة لتلك التقارير ووصفهم لموظفي النزاهة بالمسيسين.إلى ذلك طالب إمام جمعة النجف الإدارة المدنية بمناقشة الأمر والتحقيق فيه سيما ووجود فساد ورشاوى وسرقات وهدر للمال العام، مشيرا الى مطالباته العديدة ومنذ اشهر لأعضاء مجلس المحافظة باعتبارهم ممثلي الشعب بضرورة زيارة المناطق الشعبية والفقيرة للاطلاع على هموم ومشاكل واحتياجات الناس الذين انتخبوهم، كذلك أكد ان ذلك هو مسؤولية علماء الدين والحوزة في ان يقولوا للناس ان المال الحرام سحت والرشوة حرام والفساد المالي حرام وقال: ننتظر من جميع المحافظات وعلى رأسها محافظة النجف ومن كل الوزراء وعلى راسهم رئيس الوزراء بالمحاسبة لحالات الفساد المالي دون استثناء أحد.
وفي الشأن الدولي تناول سماحته عدّة محاور هي: التوتر الطائفي في عدد من دول الخليج: حيث قال إمام جمعة النجف بخصوص التوتر الطائفي في عدد من دول الخليج وبالخصوص في الكويت والبحرين: نعلن أننا لسنا مع التوتر الطائفي ولا مع التمزّق ولا مع الحرب الطائفية وندعو إلى معالجة حكيمة من قبل القيادات هناك، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة ضبط النفس والابتعاد عن الإثارات والاستفزازات وضرورة احترام معتقدات الآخر وعدم الإساءة لمقدسات طرف من طرف آخر وبالعكس ،واضاف: لا تسمحوا لأصابع الفرقة تمزّق صفوفكم.
في الصعيد نفسه أعلن سماحته بالقول: نحن في النجف نرفض الاستفزازات الطائفية وندعو إلى وحدة إسلامية وهو منهج الإسلام ومنهج أهل البيت(ع).
مؤتمر وزراء داخلية جوار العراق:
بهذا الصدد رحب سماحته بنتائج هذا المؤتمر المتضمنة التوصية بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتجفيف منابع الإرهاب وطالبهم بالوقوف إلى جانب العراق الذي أكد انه منهم وإليهم.دعوة الرئيس الليبي القذافي نقل مكان عقد القمة العربية المقبلة: بهذا الخصوص وصف سماحة إمام جمعة النجف دعوة الرئيس القذافي نقل مكان عقد القمة العربية المقبلة المزمع في بغداد مطلع العام المقبل إلى مصر بغير المقبولة، مؤكداً ان العراق سيوفر الأجواء اللازمة لعقدها وان السياقات سارت باتجاه ذلك وسط استعداد كثير من الدول العربية لأن تكون أول المشاركين فيها.
وتأتي دعوة القذافي تلك على خلفية رفض جميع الدول العربية طلبه دراسة قضية إعدام صدام في القمة المرتقبة.حديث السيد أوباما حول العراق: بهذا الخصوص رحب سماحته بمتبنيات الرئيس الأمريكي الأخيرة حول العراق خلال خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة وهي: 1- انه يتبنى شراكة الولايات المتحدة الأمريكية مع الشعب العراقي والوقوف إلى جانبه. 2- خفض القوات الأمريكية في العراق. 3- مواصلة الحرب ضد القاعدة.
وقال سماحته: المتبنيات صحيحة وما يهمنا ان تكون السيادة العراقية كاملة ومحفوظة للعراق والعراقيين. تصريح الكويت حول العراق في الأمم المتحدة: بهذا الشأن قدم إمام جمعة النجف الأشرف شكره إلى دولة الكويت حول حديثهم على هامش انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة مؤخراً عن المساعدة في إخراج العراق من الفصل السابع وقال: ما معنى ان يبقى العراق مرتهناً للامم المتحدة وهو دولة شقيقة للكويت.
عزم شيخ الأزهر زيارة العراق:
بهذا الخصوص رحب سماحة إمام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي بعزم شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب زيارة العراق إثر الدعوة التي وجهها له كل من الوقفين الشيعي والسني وقال: ان هذه الزيارة سيطلع فيها شيخ الأزهر على الشعب العراقي الرائد والصبور والشجاع في تجربته والوحدي باطيافه.
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية نظريتي تعدد الحق والحقيقة ووحدة الحق والحقيقة. وأشار انه في ضوء ما يطرحه ويقوله الحداثيون فان من يؤمن بالله حق ومن يكفر به حق ومن يكون أميناً حق ومن يكون سارقاً حق وهذا ما تشير إليه نظرية تعدد الحق والحقيقة. فيما أكد سماحته ان نظرية وحدة الحق والحقيقة في النظرة الإسلامية انه لا إله إلا الله وان الدين الإسلام وما عدا هذه الحقيقة باطل بشرط البحث عن الحقيقة.
إلى ذلك أكد ان الفرق بين النظريتين هو تعدد الاجتهاد وهو ان المجتهدين يقولون ان الحق هو ما أتاكم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
في الصعيد ذاته أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان النظرية الأخرى هي سبب ضياع الحق وتمزّق البشرية في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى البحث عن الحقيقة وذلك بحكم القرآن والروايات في الصحاح الشيعية والسنية والتي تؤكد ان الصراط وهو صراط محمد(ص) حق وروايات أخرى تقول هو صراط علي(ع) وكل نفس الصراط.
https://telegram.me/buratha