كشف الجيش الأمريكي في العراق، الخميس، عن وجود خلية "خطرة" تابعة لتنظيم القاعدة الارهابي داخل العاصمة بغداد وصولاً إلى الأقضية المجاورة غرباً هدفها استهداف الحكومة العراقية وإثارة الرعب بين المواطنين خلال استهدافهم بشتى الوسائل، مؤكداً أن القاعدة تخطط للهجوم على الجسور ومحطات تصفية النفط والكهرباء، فيما حمل خبير أمني المجالس البلدية مسؤولية دخول الوافدين الغرباء إلى المناطق السكنية وما يتحمل تبعات ذلك من خطورة.
وقال قائد القوات الأمريكية في بغداد والأنبار الجنرال رالف بيكر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك خلية خطرة حقيقية لتنظيم القاعدة الارهابي داخل بغداد وعدد من الخلايا التابعة لها في الأقضية المجاورة تجاه أبو غريب غرب العاصمة"، مبيناً أن "هدف هذه الخلية هو استهداف الحكومة العراقية وإثارة الرعب بين صفوف المواطنين وتخويفهم داخل بغداد من خلال استخدامهم بطريقتين".
وأوضح بيكر أن "الطريقة الأولى هي تفجير عبوات ناسفة ولاصقة لتخويف وتهديد المواطنين داخل المحال والمرافق السكنية تمهيداً للتغلغل داخل المحال وتفخيخ السيارات للقيام بهجماتهم"، مضيفاً أن "الطريقة الثانية التي يستخدمها التنظيم هي استهداف أجهزة الأمن العراقية ليوضحوا للمواطنين أن القوات الأمنية العراقية غير قادرة على حماية نفسها وإرغام المواطنين على عدم إعطاء أي معلومة ضد القاعدة للأجهزة الأمنية العراقية".
وتابع قائد القوات الأمريكية في بغداد والأنبار أن "ذلك كان واضحاً من خلال مهاجمتهم لوزارة الدفاع القديمة الشهر الماضي كرمز عسكري مهم إضافة إلى الهجوم على مقر الفرقة 11 للمشاة ومقر قيادة عمليات الرصافة"، مبيناً أن "تنظيم القاعدة لديه الإمكانية للاستمرار بإيجاد طرق جديدة لمهاجمة واستهداف القوات العراقية، وفي الوقت نفسه الهجوم على البنية التحتية رغم الخسائر الكبيرة التي مني بها، وصعوبة إيجاد عناصر جديدة للتطوع في صفوفه".
وأكد بيكر أن "عناصر القاعدة يخططون للهجوم على الجسور عبر نهر دجلة ومحطات تصفية النفط والكهرباء"، لافتاً إلى أن "القاعدة تهدف إلى إساءة صورة الحكومة العراقية والإيقاع بها رغم عدم امتلاك عناصره القوة الكافية للقيام بهذا العمل".
وأشار القائد الأمريكي إلى أن "الحلول المتبعة للقضاء على تنظيم القاعدة الارهابي من خلال منعه تنفيذ الهجمات هي ليست بالحلول العسكرية"، مؤكداً أن "القضاء على التنظيم يتم من خلال عدم إيواء المواطنين للأشخاص المنتمين له، فضلاً عن المشاركة في تقديم المعلومات الاستخبارية الدقيقة للقوات الأمنية العراقية لإنهاء هذه التنظيمات الإرهابية".
وكان القيادي المنشق عن تنظيم القاعدة،الارهابي ملا ناظم الجبوري، كشف في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، أن التنظيم يتواجد في خمس مناطق من العاصمة بغداد ويمارس سطوة عليها، فضلاً عن عقد اجتماعات قادته "المهمة" في منطقة الاعظمية، لافتاً إلى أن التنظيم يبحث عن أماكن ومناطق تواجد لا يمكن للحكومة رصدها، ولاسيما في المناطق ذات الغالبية الشيعية في جانب الرصافة.
من جانبه حمل خبير أمني المجالس البلدية والمحلية في مختلف المناطق السكنية مسؤولية دخول الوافدين الغرباء إلى المناطق السكنية واستخدامها كمأوى لهم ومنطلق لتنفيذ الهجمات، لافتاً إلى وجود تقصير واضح من قبل تلك المجالس من خلال عدم تعاونها مع الأجهزة الاستخبارية.
وقال علي الحيدري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الدور الأساسي في مسألة كشف الوافدين الغرباء يعود للمجالس البلدية والمحلية ومدى تعاونها مع الأجهزة الاستخبارية ومكاتب المعلومات"، مبيناً أن "تلك المجالس لا تتعاون مع الأجهزة الاستخبارية ولا تقوم بدورها في جرد المناطق وتطبيق مستمسكات السكان الوافدين إلى المناطق".
وأوضح الخبير الأمني أن "عملية رصد الخلايا الإرهابية والتي عادة ما يكون قوامها من خمسة إلى عشرة أشخاص تبدأ من المواطن الذي يعتبر العين الساهرة"، لافتا إلى أن "تلك الخلايا تعمل بطرق متغيرة وكل عملية تختلف في أسلوبها عن العملية التي تسبقها ومن الصعب على الأجهزة الأمنية التمكن منها بسهولة وقد تتأخر بعض الوقت".
https://telegram.me/buratha