كشفت وزارة الدفاع، الثلاثاء، تفاصيل الهجوم الذي شنته قوة مشتركة عراقية وأمريكية على عدد من المنازل في منطقة جبيل بمدينة الفلوجة والذي راح ضحيته عدد من الأبرياء بينهم امرأة مسنة وأطفال، مؤكدة أن الهجوم تم وفقا لمعلومات دقيقة عن تواجد الشخص الثاني في تنظيم القاعدة في المنزل، لافتا في الوقت نفسه إلى سقوط ضحايا أبرياء في المنزل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "معلومات حقيقية ودقيقة أكدت تواجد الشخص الثاني في تنظيم القاعدة الذي لعب في مرحلة سابقة دور حلقة الوصل مع أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي في أحد المنازل بمنطقة جبيل (4 كم جنوب غرب مدينة الفلوجة)"، موضحا أن "لدى هذا الشخص الذي يعتبر القائد الميداني الفعلي الذي يعين الولاة والقادة لما يسمى بدولة العراق الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة، ثلاث مقرات رئيسية، وأكثر من مقر بديل" مبيناً انه "لا يتنقل إلا ليلاً بين أبو غريب والإسحاقي والفلوجة ومناطق أخرى". وأضاف العسكري أن "الأجهزة الأمنية ترصدت هذا الهدف منذ أكثر من أربعة أشهر باعتباره مطلوبا وفق مذكرة إلقاء قبض صادرة من محكمة صلاح الدين، إلا إنها لم تستطع اصطياده نظراً لقلة تحركه وشدة حذره"، مبينا أن "المطلوب خطير جدا وقيادي أساسي ومتهم بتنفيذه معظم العمليات الإرهابية في الأنبار وأبو غريب والعاصمة بغداد كما أنه المخطط والمشرف والمنفذ لبعض العمليات في الموصل ". وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع أن "القوات الأمنية ألقت القبض على 29 من المشتبه بهم خمسة منهم مطلوبين بتهم الإرهاب، وقد أدلوا باعترافات كاملة وأقروا بأنهم يلتقون بهذا الشخص الذي يعتبر القيادي الثاني في التنظيم وأمير تنظيم القاعدة في الأنبار"، لافتا إلى أن "المعتقلين الخمسة الذين تم اصطحابهم في العملية أكدوا بأن الهدف المطلوب سيكون متواجدا في هذه اللحظة وفي هذا اليوم في الفلوجة لأنه يتنقل بشكل غير منتظم بين مقراته الرئيسية الثلاث ويتحرك من أبو دشير إلى احد المساكن في الفلوجة". وتابع العسكري أن "قوات مشتركة من الدفاع والداخلية بالإضافة إلى قوة أمريكية قامت بعمل استباقي و تحركت لمداهمة هذا الهدف الخطير الذي تبين فيما بعد أنه هرب من المنزل قبل نصف ساعة ووضع بعض العناصر لحماية الدار وتأمين انسحابه"، مبينا أن "مجموعة أشخاص فتحوا النارعلى القوة المشتركة التي طلبت منهم إلقاء السلاح لكن أربعة منهم لم يستجيبوا واستمروا بإطلاق النار فردت عليهم القوة وقتلت ثلاثة منهم فيما أصيب الرابع بجروح وهو قيد التحقيق، وقد أكد هذه المعلومة". واوضح المتحدث باسم الدفاع أن "المنزل المستهدف كان فيه خلال الاشتباك نساء وأطفال تم إخلاء بعضهم خارج المنزل من اجل تلافي النيران"، لافتا إلى أن "امرأة مسنة وبعض الأطفال بقوا داخل المنزل وتعرضوا إلى نيران القوة التي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص داخل المنزل منهم ثلاثة شهداء أبرياء والخمسة الآخرين كانوا يحملون السلاح ويقاومون القوات الأمنية". ولفت إلى أن "العملية لم تسفرعن اصطياد الهدف المطلوب إلا أن الجهات المختصة تعمل على تحليل الحمض النووي لجثث المسلحين الموجودة"، معربا عن اعتقاده بأن "الهدف المطلوب قد يكون واحداً منها ".وأكد العسكري أن "القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أمر بفتح تحقيق في ملابسات تعرض الأبرياء لإطلاق النار"، مشددا على ضرورة "استخدام الضبط العالي لإطلاق النار وعدم استهداف الأبرياء بجريرة المسلحين". وأشار إلى أن "وزير الدفاع عبد القادر العبيدي بصفته رئيس لجنة العمليات قام باستدعاء قائد القوة الأمريكية الجنرال كون، لمعرفة ملابسات الحادث وأسباب تعرض الأبرياء العزل، كما استدعى قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال اوستن للتباحث في هذا الموضوع لمنعه مستقبلا من فتح النيران على المواطنين الذين لا يحملون أسلحة". وأضاف أن "أوامر صدرت من قبل القائد العام للقوات المسلحة بإجراء تحقيق مشترك ومقاضاة كل من يثبت تقصيره أو إهماله أو إدانته باستخدام القوة المفرطة، وبعدم إتباع أصول وسياقات عمل قواعد الاشتباك وفتح النار على المواطنين سواء من القوات الأمنية العراقية أو الأمريكية"، مشيرا إلى أن"ذلك يأتي وفقا للمادة الثالثة والرابعة من الاتفاقية الاستراتيجية لسحب القوات الأمريكية والتي تنص على كيفية التعامل مع هكذا حالات". كما بين العسكري " أن المالكي أمر باعتبار الأبرياء الذين سقطوا في هذه العملية شهداء العراق، يحق لذويهم ان يحظوا بكل امتيازات الشهداء الذين سقطوا جراء العمليات الإرهابية". وختم المتحدث باسم وزارة الدفاع حديث بالقول "أنا لا أريد أن أبرىء القوات الأمريكية لان سمعتي تهمني ونحن لا نقبل بسقوط ضحايا أبرياء، لكن كان هناك اربعة ارهابيين يحملون السلاح وهناك دليل على هذا الكلام". يذكر أن قوة خاصة من الجيشين العراقي والأميركي قادمة من بغداد نفذت، فجر الأربعاء الموافق الخامس عشر من أيلول الجاري عملية إنزال جوي على منزل في منطقة جبيل (4 كم جنوب غرب الفلوجة) يعود لضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي السابق يدعى ياسين كسار، وهاجمت المنزل وثلاثة منازل مجاورة بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، مما أسفر عن مقتل كسار وستة أشخاص بينهم خمسة من أسرة واحدة وإصابة أربعة آخرين بينهم امرأة وطفل بجروح خطرة، فيما اعتقلت شخصين أحدهما شقيق ياسين كسار ونقلتهما إلى بغداد، من دون معرفة الأسباب.
https://telegram.me/buratha