دأب نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على الحضور الى مجلس النواب منذ نحو ثلاثة اسابيع لحض النواب على ممارسة دورهم والمساهمة في تأليف الحكومة، وتكلل مسعاه بانعقاد "الجلسة المصغرة" الاولى الاحد الماضي، في حضور نحو 20 نائبا من مختلف القوائم الفائزة، مع غياب واضح لاعضاء ائتلاف "دولة القانون" شركاء "الائتلاف الوطني العراقي" الذي ينتمي اليه عبد المهدي في ما بات يعرف بـ"التحالف الوطني".وقال نائب الرئيس الذي التقته "النهار" في اروقة مجلس النواب على هامش جلسة الاحد: ان من حق مجلس النواب والشعب العراقي ان "يفهمها الى اين تتجه العملية السياسية، وكيف تجري الامور في الاروقة السرية وفي مفاوضات غير معلنة"، مشدداً على ان مجلس النواب هو السلطة العليا في البلاد. وان "تغييب دوره بحجة مفاوضات بين الكتل غير صحيح".ولفت عبد المهدي الذي هو مرشح "الائتلاف الوطني" لرئاسة الحكومة الى انه في حال عدم نجاح "التحالف الوطني" في طرح مرشح واحد لرئاسة الوزراء، فان "القائمة العراقية" ستبقى هي الكتلة الكبرى المؤهلة لتأليف الحكومة.وهنا نص الحوار:• منذ نحو ثلاثة اسابيع وانت مواظب على الحضور الى مجلس النواب من اجل حض الاعضاء على الحضور وممارسة دورهم في موضوع تأليف الحكومة، وتكلل ذلك الجهد بعقد جلسة مصغرة اليوم (الاحد). هل تعتقد ان الامر يستحق العناء؟- الامر اكثر مما تصورت. انا وضعت رؤية، مغزاها ان هذا قد يحفز الرأي العام وبعض الاخوة والاخوات في مجلس النواب، لكنه الآن وخصوصا مع جلسة اليوم، انتقل الوضع نوعيا الى شيء آخر. الكتل كلها اصبحت تتبنى هذه المبادرة، وهذا امر جيد وصارت تفكر بصوت عال في حلول لتجاوز الازمة. وفي السابق كان هذا الامر منقطعاً، بمعنى انه لا يصل الى الآخر، او الى الاعلام او الى اروقة مجلس النواب. اعتقد انها خطوة جيدة وفاعلة. ان ابقاء الحركة في أيدي الكتل فقط، ودون انعقاد مجلس النواب فيه خلل ونقص. ولهذا نحن ندعو الى انعقاد جلسات مجلس النواب.• تقول إن جميع الكتل توافق على هذه المبادرة، وقت نرى غياباً واضحاً لاعضاء "ائتلاف دولة القانون" شركائكم في “التحالف الوطني”؟- يُسألون هم عن هذا الموضوع، وانا قرأت تصريح لاحد اعضاء دولة القانون اليوم في الصحف العراقية، يقول ان هذه المبادرة عقّدت العملية ولم تفتح الآفاق من حولها. لا ادري ان كان مخولاً التصريح ام لا؟ ولا ادري كيف عقّدت العملية.من حق مجلس النواب والشعب العراقي ان يفهما الى اين تتجه العملية السياسية، وكيف تجري الامور في الاروقة السرية وفي مفاوضات غير معلنة، اعتقد ان المسؤولية اليوم هي دخول البيوت من ابوابها، ومجلس النواب هو السلطة العليا في البلاد، والسلطة دستورية اعلى من سلطته. تغييب دوره بحجة مفاوضات بين الكتل غير صحيح. الكتل تستطيع ان تفاوض ويجب ان تفاوض، لكن هذا يجب ان لا يمنع اعضاء مجلس النواب من اخذ دورهم. النائب انتخب بعينه وباسمه، ولم ينتخب عبر قوائم مغلقة، وادى اليمين الدستورية شخصيا، وغدا سيصوت بصفته فرداً، وقد يصوت خلافا لرغبة القائمة، القوائم والكتل امر مهم يجب الحفاظ عليه، لكن الولاء الاول للنائب هو للشعب وليس لكتلته او لحزبه.
ما يقوله علاوي صحيح
• هذا الكلام صحيح جدا من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية يعلم الجميع ان المشهد السياسي العراقي تسيطر عليه بضع زعامات سياسية؟- نحن نريد ان نغير هذا الشيء، نحن خرجنا من تجربة يحكمها شخص واحد، واذا كنت تقول ان التجربة اليوم يحكمها 15 شحصا فهو بالتأكيد افضل من شخص واحد. نحن نريد ان نخرج من سيطرة الاشخاص الى سيطرة الشعب ونوابه، لكني لا أميل الى تحميل رؤساء الكتل فقط وحدهم مسؤولية ما يحدث.ولا أؤيّد ان يحدث انفصال بين رئيس الكتلة وقائمته، لكنني احاول ان ارتب الاولويات، واولوية النائب هي مصالح شعبه.• كثر الكلام على العلاقة بين ائتلافي "الوطني العراقي" و"دولة القانون" وسؤالي هو: ماذا يريد الائتلافان أحدهما من الآخر؟- تعرف ان الائتلافين خرجا من ائتلاف واحد، وكأي حركة سياسية عندما تكون موحدة، تبقى هناك علاقات وروابط قائمة، وهما ينتميان الى ساحة سياسية واحدة، وهذه الامور تبقى ضاغطة ولا يمكن التخلص منها بقرارات فردية. هناك اختلافات في الرأي، صحيح، لكن الائتلافين يرغبان في تكوين كتلة كبيرة. كانت هناك ازمة مشابهة عام 2005، ولكن لأنهم كانوا اقرب الى نصاب الغالبية، كان التفاهم في ما بينهم اسهل.• قبل يومين حمّل زعيم "القائمة العراقية" اياد علاوي، الائتلافين المنضويين تحت لافتة "التحالف الوطني" مسؤولية تأخير تأليف الحكومة؟• ما يقوله اياد علاوي صحيح، ذلك ان التحالف الوطني ان اراد ان يكون الكتلة الكبرى فيجب ان يتوصل الى مرشح لرئاسة الحكومة وحتى الآن لم يتوصل الى ذلك.واذا لم يتوصلوا الى اتفاق تبقى الكتلة العراقية هي الكتلة الكبرى، ستبقى الكتلة العراقية من دون مرشح عن التحالف الوطني، هي الكتلة الكبرى كما هو معروف دستوريا. • هناك من يتحدث عن سيناريو مفاده ان جميع المرشحين لرئاسة الوزراء سيذهبون الى مجلس النواب وسيتولى المجلس اختيار مرشح واحد من طريق التصويت؟- لا تستطيع ان تذهب بكل المرشحين الى مجلس النواب، انما تستطيع الكتل ان تذهب بمرشحيها الى القوى السياسية وتحصل على موافقتها.• طرح "التحالف الوطني" مرشحين اثنين، هل يساهم في حلحلة الامور ام العكس؟- الآن هناك مرشحان، اما ان يتنازل احدهما وإما ان يفوز احدهما. باختصار، اذا توصلوا الى مرشح واحد فستكون خطوة مهمة.• تحدثت عن تنازل احد المرشحين، هل انت على استعداد للتنازل؟- ليست لدي مشكلة في هذا الاتجاه فقد تنازلت مرات عدة، سأتنازل ان وجدت مصلحة وليس لمجرد التنازل، ولكن يجب ان يكون التنازل بهدف ووراءه مصلحة تأسيس حكومة ناجحة.
تأييد واضح من الكتل
• هل صحيح انك تحظى بتأييد كتلتي "العراقية" و"التحالف الكردستاني"؟- هناك تأييد مبدئي وأولي من غالبية واضحة قد تتجاوز الثلثين.• من "الائتلاف الوطني" ام من "العراقية" والأكراد؟- من داخل الائتلاف الوطني وداخل الكتل الاخرى، احصل على تأييد واضح من هذه الكتل، وقد تشكل فعلا غالبية الثلثين. لكن هذه خطوة اولى واساسية، وهناك مفاوضات يحب ان تجرى، وهذا سيحدد ما اذا كان الأطراف يتفقون على ان يكون مرشحهم عادل عبد المهدي او لا.• اذا كان "الائتلاف الوطني" و"القائمة العراقية" والأكراد متفقين، فلماذا لا تتركون "دولة القانون" وتؤلفون الحكومة؟- قلت ان هذا يعتمد على المفاوضات، وهناك تعارض حتى بين القوائم ذاتها، ما تعرضه كتلة قد يتعارض مع ما تعرضه كتلة اخرى في مطالبها، والسؤال هو كيف نوفق بين هذه المطالب، الامر لا يحسم بمجرد ابداء الرغبة، او التأييد العام، ولكن بعد التأييد العام تأتي عملية الدخول في التفاصيل ورؤية الامكان العملي لتحول التأييد حقيقة واقعة.• لو اتفقت كتل "الائتلاف الوطني" و"العراقية" و"التحالف الكردستاني"على تأليف الحكومة، فهل بالضرورة ان يكون رئيس الوزراء من "التحالف الوطني"؟- لا، ليس بالضرورة والدستور لا يحدد رئيس الوزراء، ومن الممكن ان يكون رئيس الوزراء من خارج جميع هذه القوائم، وقد يرشح لرئاسة الوزراء أي مواطن صالح تتوافر فيه الشروط المنصوص عليها دستوريا.• ألا يتنافى ذلك مع "شبه العقيدة" الشيعية التي تقول ان رئاسة الوزراء يجب ان تذهب الى شخصية شيعية واسلامية تحديدا؟- لا، لكن الآخرين يقرون بهذا الامر، الشيعة غالبية في العراق، وامر طبيعي ان يحصلوا على رئاسة الوزراء، الحقيقة السياسية والديموغرافية حاكمة.• اياد علاوي شيعي، لكنه غير مرغوب فيه لدى القوى الشيعية لرئاسة الحكومة؟- علاوي كان رئيس وزرائنا في المرحلة الاولى، ونحن دعمناه كثيرا ولم يكن هذا هو العنوان، وقبل الانتخابات ذهبنا اليه للانتماء الى الائتلاف الوطني العراقي، وهناك اصوات ظهرت من الائتلاف لترشيح علاوي. في اية انتخابات هناك معادلة وتوازن معين يحكم البلد، وليس لان الشخص ينتمي فقط الى طائفة معينة.لا انكر ان العراق حُكم طائفيا طوال العقود الماضية، وكان الحكم محصور طائفيا، والانتقال من هذا الوضع الى آخر جديد يحتاج الى وقت، واليوم الانتخابات اكثر انفتاحا من انتخابات 2005 من الناحيتين المذهبية والقومية. • تقدم الأكراد برؤية لتأليف الحكومة والمشاركة فيه في المرحلة المقبلة تتكون من 19 بندا، وهم يقولون اننا سنعطي اصواتنا للكتلة او الشخص الذي يحقق لنا تلك الرؤية، ما رأيك في ذلك؟ - جوهر ومعظم القضايا الكردية صحيحة، ولكن كما ذكر فخامة الرئيس جلال طالباني، ان الورقة طرحت للتفاوض. نعم يقولون ان المادة 140 من الدستور المتعلقة بكركوك غير قابلة للتفاوض، كما تقول كتل اخرى ان لديها اوراقاً غير قابلة للتفاوض، لكنها ورقة مسؤولة وتحاول ان تقدم رؤية معينة لمصالح الاقليم والوطن.
https://telegram.me/buratha
