طالب ممثل المرجعية الدينية في كربلاء الكتل السياسية المعنية بتشكيل الحكومة وان يعطي الفرقاء السياسيون ضمانات وتطمينات لنزع القلق الحاصل ومدّ جسور الثقة بينهم على ان يكون ذلك وفق مبادئ الدستور وثوابت العملية الديمقراطية
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ليوم 7/شوال /1431 الموافق 17-9-2010 مع ظهور بعض بوادر الانفراج في الاقتراب من عملية التفاهم بين الكتل السياسية فان المؤمل حثّ الخطى والاسراع بها من قبل جميع الكتل السياسية وتنشيط الحوارات الجادّة فيما بينها للاسراع في الوصول الى التفاهم المقبول لاجل الاسراع في تشكيل الحكومة ،مبينا انه ومن المهم في هذا الامر مدّ جسور الثقة فيما بين الكتل واعطاء التطمينات من بعضها للبعض الاخر فان أحد الاسباب المهمة في تأخر الوصول الى تفاهمات لتشكيل الحكومة هو عدم ثقة بعض الكتل ببعضها الاخر وتخوّفها من انتهاج سياسات من قبل بعضها تؤدي الى تهميش وإقصاء الاخرين ،لذلك فان المطلوب خاصة من الكتل المعنية بتشكيل الحكومة ان تعطي الضمانات والتطمينات الكافية لنزع هذا القلق والتخوّف من قبل الكتل الاخرى على ان يكون ذلك وفق مبادئ الدستور وثوابت العملية الديمقراطية حتى يمكن الوفاء بهذه العهود وتطبيق الضمانات وفق اسس صحيحة ... وإلا فان اعطاء وعود غير مستندة الى هذه المبادئ والثوابت سيجعلها فارغة من محتواها وخاضعة للمساومات بين الكتل السياسية وهذا مما سيضر بالعملية السياسية مستقبلا ً .
من جانب اخر انتقد ممثل المرجعية الدينية تصرفات بعض رجال المؤسسة الامنية التي وصفها بالتصرفات غير اللائفة بحق الزوار القادمين من خارج العراق وانها ستسيء الى سمعة العراق وسمعة الاجهزة الامنية العراقية ،مطالبا الجهات العليا بإجراء التحقيق في مثل هذه التجاوزات ومحاسبة المقصّر والمسيء ليكون ذلك رادعاً للاخرين"
وقال سماحة الشيخ عبد الكربلائي في هذا الشان "في الوقت الذي نثمّن ونقدّر تقديراً عاليا ً جهود الاخوة في الاجهزة الامنية في محاولة توفير الامن والاستقرار للبلد ونثمّن ايضا ً التضحيات الكبيرة التي تقدمها الاجهزة الامنية من اجل تحقيق هذا الغرض إلا اننا نجد ان هناك تصرفات لبعض رجال المؤسسة الامنية سيؤدي الى الاضرار بسمعة العراق وسمعة الاجهزة الامنية العراقية"
وكشف الكربلائي عن شكوى لتصرفات صدرت عن بعض رجال الامن حينما وردت معلومة الى احد الاجهزة الامنية حول مخالفة صدرت من بعض الزائرين حيث قامت مجموعة من رجال الامن باقتحام الغرفة التي يسكن فيها هؤلاء الزائرون ودون اذن مسبق وبصورة عنيفة وكانت بعض النسوة من دون حجاب وقد اثار ذلك الهلع والخوف لدى الاطفال والنساء ثم حصل اعتقال لبعض هؤلاء الزوار ووضعوا قمصانهم فوق رؤوسهم واخذوا يركلونهم ويضربونهم ثم اقتادوهم الى احد المراكز الامنية وبعد اجراء التحقيق تبيّن براءتهم "مبينا ان مثل هذه التصرفات ستسيء كثيراً الى سمعة الاجهزة الامنية ،موضحا ان حصول مخالفة من بعض ممن ينتحلون صفة الزائرين لا يبرّر ابداً اتخاذ هذه الاجراءات واستخدام العنف والضرب معهم وكذلك حتى لو وردت معلومة بوجود مخالفة من بعض الزائرين فان ذلك لا يعطي المسوّغ للقيام بمثل هذه التجاوزات"
وتابع ممثل المرجعية الدينية حديثه ان حقوق الزائر ومكانته ومنزلته عند الله تعالى والحفاظ على سمعة العراق تقتضي اتباع الاساليب الاخلاقية الرفيعة والحكمة في التعامل مع مثل هذه الحالات لذلك نطالب الاجهزة الامنية العليا بإجراء التحقيق في مثل هذه التجاوزات ومحاسبة المقصّر والمسيء ليكون ذلك رادعاً للاخرين ولهم من القيام بمثل هذه التجاوزات مستقبلاً معتبرا "ان ترك مثل هذه الحادثة من دون محاسبة وعقاب فان ذلك سيؤدي الى تكرارها وتفاقمها وسيلحق الضرر الكبير ليس بسمعة العراق فقط بل بسمعة الشعب العراقي والسياحة الدينية في العراق"
كما واستذكر سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) خلال الخطبة الثانية ذكرى هدم قبور ائمة البقيع ( عليهم السلام) بالمدينة المنورة ،داعيا الى فسح المجال لجميع المسلمين بمختلف طوائفهم واعطائهم الحرية الكافية لممارسة طقوسهم العبادية في زيارة ائمة البقيع عليهم السلام
وقال سماحته في هذا الشان بمناسبة حلول ذكرى هدم قبور ائمة البقيع ( عليهم السلام) اود ان اذكر الامرين التاليين :
أ- ان مسألة زيارة القبور ومنها زيارة قبور ائمة البقيع ( عليهم السلام) من الامور الثابتة شرعاً بموجب الادلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة ويمارسها مختلف المسلمون في الاقطار الاسلامية ،مبينا اذا كانت هناك فرقة لا تعتقد بذلك فان ذلك لا يبرّر التعصب والتشدّد ضدّ ممارسة هذه الطقوس العبادية فان ذلك سيخلق اجواء من التوتر والتشنّج والفجوة بين المسلمين ولذلك ندعو الى فسح المجال لجميع المسلمين بمختلف طوائفهم واعطائهم الحرية الكافية لممارسة طقوسهم العبادية في زيارة ائمة البقيع والتي يعتقدون بشرعيتها فان ذلك سيعزّز من العلاقات الاخوية بين جميع المسلمين ويرفع اسباب الاحتقان والتشنّج فيما بينهم"
ب- ان صدور بعض التصرفات والاقوال غير المقبولة من هذا الطرف او ذاك لا يعني ولا يصح ان تحسب هذه التصرفات والاقوال على الخط العام لهذا المذهب او ذلك ... بل المطلوب من كلا الطرفين اعتماد الاسس الصحيحة في النظر الى فكر ومعتقدات المذهب الاخر وذلك من خلال الرجوع الى آراء كبار العلماء ومراجعة المصادر المعتبرة عند كل فريق .. واعتماد الاسس الفكرية لكل مذهب بدلاً من اعتماد قول صادر من هذا الشخص او ذاك مما لا يمكن احتسابه منهجاً ثابتاً ومعتمداً للمذهب "
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha