زار العتبة الحسينية المقدسة وفد ضمّ عدداً من عمداء الكليات الإنسانية والعلمية في جامعة بابل برفقة الدكتور علي عبد الفتاح رئيس لجنة التعليم العالي في مجلس محافظة كربلاء، وحسب ما ذكر موقع نون ان هذه الزيارة للتشرّف بزيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) والتواصل مع ممثلية المرجعية الدينية العليا في كربلاء. وكان في استقبال الوفد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الذي رحب بهذه الزيارة المباركة وثمّن الجهود المبذولة من قبل الجامعة في تطوير الواقع العلمي في البلاد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمته التي ألقاها على الوفد الزائر: "جاءت الكثير من الأحاديث الشريفة في ذكر فضيلة العلم بأنه مصباح العقل ورأس الخير كله، وإن العلوم التي تدرس في الجامعات هي علوم ضرورية لديمومة واستمرار الحياة وعمارة الأرض، ولكن كما تعلمون فنحن ننظر جميعاً إلى المعلم والأستاذ بأنه قدوتنا في الحياة وإنه الأب الثاني، ولذلك نحن نأمل من الأخوة الأساتذة في ظل الظروف التي نعيشها أن نربّي أبناء مجتمعنا التربية العلمية والتربوية الحضارية ".
وأضاف سماحته ، "على كل أستاذ أن يبدأ من نفسه في بناء الروح المتحليّة بالورع والتقوى والأخلاق الحسنة لكي ينظر الطالب إليه بأنه مربيه ومعلمه في نفس الوقت، فيعلمه العلوم الأكاديمية ويربيه من خلال سيرته وهذه هي الدعوة الصامتة، ونتمنى إذن من الأستاذ أن يربي طلبته على الأخلاق الإسلامية التي نحن بأمسِّ الحاجة إليها في بناء مجتمع رصين ومبدع". وتطرق الشيخ الكربلائي إلى إن "حالات الفساد الإداري والمالي التي تحصل في مؤسسات الدولة وفي المجتمع هي نتيجة إلى الخلل في البناء الروحي للأفراد، فالمعلم والطبيب والمهندس الذين لا يستشعرون بالمسؤولية أمام بلادهم وشعبهم فسوف لن يؤدوا واجبهم بالصورة المطلوبة حتى لو كانوا حاذقين، وبالتالي نحن بحاجة إلى تربية النفس وجمح شهواتها أمام مغريات الدنيا لنتقدم إلى الأمام ونحقق المعطيات الكثيرة التي تنعكس بالإيجاب على واقعنا الذي نعيش فيه". وتابع، "علينا من نقطة مسؤوليتنا الوطنية والمهنية أن نبني المواطن العراقي البناء الصحيح وهذا لا يكفي أن نجعله حاذقاً في مجال اختصاصه وعمله وإنما نحتاج إلى أن نشعره بالمسؤولية خصوصاً إذا كان هذا الإشعار بالمسؤولية بالطاعة والخوف من الله تعالى وإشعاره بأن هنالك آخرة وحسابا وعقابا ، وفي نفس الوقت نشعره بالمواطَنة التي تتحتم على الكبير والصغير في المجتمع العراقي".
من جانبهم رحب أعضاء الوفد الزائر بهذه الزيارة المباركة مشيرين إلى أهمية التواصل مع ممثلية المرجعية الدينية العليا في كربلاء والاستفادة من وصياها القيمة التي ستكون حافزاً في النهوض بالواقع العراقي بكل مجالاته.
https://telegram.me/buratha