وجّه سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي شكره وتقديره واعتزازه للأجهزة الأمنية على ما بذلوه من جهد كبير حقق الفرحة للمواطنين الأعزاء خلال أيام العيد ،
داعياً قواتنا الأمنية ان تخرج من حالة الانفعال وردود الفعل مقابل هذه العمليات وانتظار ما يقوم به الإرهابيون لمعالجته لتقوم بمسك زمام المبادرة وتضع الخطط الستراتيجية والاستباقية التي تشغل الإرهابيين وتربك مخططاتهم ومشاريعهم ووسائلهم لتوفير الأمن لأبناء شعبنا بشرائحهم وطوائفهم المختلفة .
جاء ذلك في كلمة سماحته في الملتقى الثقافي الأسبوعي يوم الأربعاء 1692010 بحضور جموع غفيرة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية العراقية وحشد من المواطنين من النساء والرجال من شرائح المجتمع العراقي المتنوعة .الى ذلك تطرق سماحته للأوضاع السياسية والأمنية في البلاد والعديد من المواضيع والقضايا ذات التأثير في الواقع العراقي . قواتنا الأمنية ان تخرج من حالة الانفعال وردود الفعل مقابل هذه العلميات وانتظار ما يقوم به الإرهابيون لمعالجته وان تخرج من هذه الحالة وتمسك زمام المبادرة وتضع الخطط الستراتيجية والاستباقية التي تشغل الإرهابيين وتربك مخططاتهم ومشاريعهم ووسائلهم لتوفير الأمن لأبناء شعبنا بشرائحهم وطوائفهم المختلفة . وفيما يلي نص كلمة سماحته ....
الانجاز الأمني ..ومسك زمام المبادرةمرّت علينا أيام العيد السعيد والحشود الكبيرة التي خرجت إلى المتنزهات والحدائق العامة والتواصل الاجتماعي والتزاور الذي شهدناه في هذه الأيام في ميزة وخصوصية تتميز بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، تمت هذه العملية في أجواء من الأمن والأمان والاستقرار دون وجود عمليات إرهابية مؤثرة وكبيرة تربك صفو الناس في أجواء العيد ، إنها نقطة مضيئة تضيفها قواتنا الأمنية الى قائمة الانجازات في مؤسساتنا الأمنية العسكرية استطاعت من خلالها ان تحافظ على فرحة العيد وان توفر الأجواء الآمنة للمواطن بالرغم من المحاولات الإرهابية التي حاولت استهداف الحشود الكبيرة في الأماكن العامة إلاّ أنهم لم يوفقوا لذلك باءت كل محاولاتهم بالفشل وسجلت بذلك انجازاً مهماً لقواتنا الأمنية ولابد لنا ان نقف وقفة شكر وتقدير واعتزاز لأجهزتنا الأمنية الكريمة على ما بذلوه من جهد كبير حقق هذه الفرحة للمواطنين الأعزاء ، وبالرغم من هذه الإشارات الايجابية الا أن وتيرة الأعمال الإرهابية النوعية والاستهداف النوعي هي وتيرة متزايدة خلال الأسابيع الماضية مع الاسف الشديد وباستخدام كواتم للصوت والعبوات باستهداف الضباط والمدراء والإعلاميين والشخصيات الأكاديمية والنخب الاجتماعية في عمليات تثير قلق كبير وتخاطر بحياة هذه الشخصيات المؤثرة في مجتمعنا وتربك السلم الاجتماعي مما يتطلب وضع السياسات الملائمة والمناسبة للحد من هذه الظواهر ، كما ان بعض العمليات الإرهابية النوعية التي استهدفت منشآت حيوية ومنها عملية استهداف بناية وزارة الدفاع السابقة والتي شارك فيها عدد من الإرهابيين والانتحاريين وكانت هناك محاولة للسيطرة على هذه المباني واحتلالها تمثل خطوة جديدة في الممارسات الإرهابية والجرائم التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون ما يتطلب خطط مناسبة لمعالجة مثل هذا التطور الخطير في العمليات الإرهابية بل نتوقع من قواتنا الأمنية ان تخرج من حالة الانفعال وردود الفعل مقابل هذه العمليات وانتظار ما يقوم به الإرهابيون لمعالجته وان تخرج من هذه الحالة وتمسك زمام المبادرة وتضع الخطط الستراتيجية والاستباقية التي تشغل الإرهابيين وتربك مخططاتهم ومشاريعهم ووسائلهم لتوفير الأمن لأبناء شعبنا بشرائحهم وطوائفهم المختلفة .
الحراك السياسي .. والشراكة الحقيقيةان انتهاء عطلة العيد وعودة النشاط والحراك الى المجتمع ستحمل معها بإذن الله تعالى تحريك المشاورات والمفاوضات المكثفة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بأسرع وقت ممكن ، لقد سئم المواطنون العراقيون طول الانتظار دون ان يجدوا تقدما ملموسا في انجاز هذا المشروع ، ان تصورات كل الأطراف وطموحاتها ورؤاها قد أصبحت واضحة وجلية للجميع وعلى الأطراف السياسية ان تتقبل الأمر الواقع وان تتقبل التعامل مع ظروف وواقعيات قد لاتوفر لها كل ما كانت تصبو إليه وكل طموحاتها التي عملت من اجلها خلال الأشهر الماضية ، إن مثل هذه الواقعية سوف لن تسمح بان يحصل بعض الأطراف على كل طموحاته ، النصر الكبير حينما يحصل الجميع عل جزء من طموحاتهم فيما يتخلى عن الجزء الآخر لصالح شركاؤه في العملية السياسية وكل عملية تشهد هذا القدر الكبير من التعقيد والتنوع لايمكن ان يكون فيها منتصراً واحداً او خاسراً واحد بل الكل ينتصر في بعض مطالبه ويخسر البعض الآخر لصالح شركاؤه الآخرين ، اننا نذكّر دائما بنظرية الربح للجميع التي يكون فيها الجميع رابحون ولانتمنى لأي شخص او كيان او مجموعة او كتلة او ائتلاف ان تكسر ارادته في هذا البلد الكريم ونشعر ان قوتنا بقوة الجميع وانطلاق البلد واعماره وازدهاره إنما يحصل بتظافر جهود جميع أبناءه المخلصين والقوى الوطنية الكريمة ، لا أحد يستطيع ان يبني البلاد لوحده ولا احد يستطيع ان يواجه التحديات الكبيرة والأخطار المحدقة بمفرده وان عملية العمل الجماعي والشراكة الحقيقية هي التي ستوفر فرص تشكيل الفريق العامل الواحد المتجانس الذي يعمل جاهداً لمعالجة مشاكل هذا البلد ، علينا ان نتوحد تحت عنوان واحد واسم واحد وخيمة واحدة هي خيمة العراق الحبيب وتحت علم واحد يرفرف على رؤوسنا جميعاً هو علم العراق الشامخ .
نداء للأطراف السياسية اسمحوا لي أن أوجه ندائي للقيادات السياسية العراقية وأقول لهم أيها الأحبة المخلصون ايها الوطنيون المناضلون أخاطبكم وانتم تعرفون بأنني لست منافساً لأي احد منكم لأني ليس لدي أي طموح لبلوغ أي موقع في الدولة وأقصى ما أتمناه ان أكون خادماً صغيراً لجميع العراقيين ومدافعاً عن حقوقهم أقول لكم بكل إخلاص واحترام وتقدير علينا ان نوحد كلمتنا وان نتحلى بشيء من المرونة والتسامح فيما بيننا ، لايستطيع أي منا ان يحصل على كل مايريد حينما يتصلب في رأيه وفي طموحاته ، علينا ان ننظر الى هذا الشعب الكريم الذي يعاني الأمرّين جراء نقص الخدمات والمشاكل الكبيرة التي يواجهها والتحديات الأمنية التي تقف بوجهه وتعطّل المصالح نتيجة تعطيل تشكيل الحكومة لننظر الى محنة الشعب ونغلّب مصالح هذا الشعب ولنتنازل ونتسامح فيما بيننا ولنخطو الخطوات المهمة لتشكيل الحكومة ، إننا أصحاب قضية عادلة نريد العزة والكرامة والشموخ والرفاه لهذا الشعب الكريم وكيف سنحقق كل ذلك دون ان نتنازل جميعنا نتنازل عن طموحاتنا وتطلعاتنا لصالح هذا الشعب وبذلك ننجز عملية تشكيل الحكومة ، إننا نعيش مرحلة التأسيس لنظام سياسي تعددي اتحادي جديد وكل تضحية وتنازل وتسامح يساعد على انجاز هذه التجربة ويجعل القيادات الوطنية في هذا البلد في مرأى ومسمع من جميع العراقيين وسيسجل لهم هذا الموقف في تاريخ هذا البلد الشامخ .إنني على ثقة تامة بالله سبحانه وتعالى وبالقيادات المخلصة والوطنية العراقية بأننا قادرون على انجاز هذه المهمة وتشكيل الحكومة بأسرع وقت وقد لاحت في الأفق حالة التفهم والواقعية لدى الكثير من هذه القيادات الكريمة للعمل على تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة .
مجلس النواب والجلسة المفتوحة ! شهدنا حضوراً متكرراً لعدد من السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب الى بناية مجلس النواب ليعبروا بهذا الحضور عن احتجاجهم على تعطيل المؤسسة التشريعية الأم في بلد نظامه السياسي نظام برلمانياً اعتراضهم على خرق الدستور وإبقاء البرلمان لجلسته مفتوحة وتوقفه عن الاجتماعات وتعطيله كل هذه الفترة ، انها خطوة ستحقق التقدير والاحترام وتعبر عن الالتزام الأخلاقي لهؤلاء السيدات والسادة الكرام تجاه الأمانة التي اؤتمنوا عليها من أبناء شعبنا . إننا نعرف جيداً ان الانتخابات الأخيرة كانت انتخابات لقائمة مفتوحة حيث صوت لكيانات سياسية محددة ولكن صوتوا لشخوص داخل هذه الكيانات وحددوها بأسمائها فاليوم الكيان انتخب والشخوص ايضاً انتخبوا بشكل مباشر من قبل أبناء الشعب وتحملوا هذه الأمانة والمسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية فإذا كانت الكتل غير مستعدة لاتخاذ قرار بعقد جلسة مجلس النواب ولازالوا بحاجة الى مزيد من الوقت لبلورة رؤية متكاملة لتوافق سياسي يفضي الى تشكيل الحكومة فهذا لايسقط التكليف والمسؤولية على السادة والسيدات ومناقشة هموم هذا البلد ووضع التصورات المناسبة وتشجيع كتلهم للإسراع بعقد مجلس النواب وإخراج البلاد من حالة الشلل التي يعيشها .
حقوق الإنسان في العراقاطلع أبناء شعبنا على تقرير منظمة العفو الدولية والذي تحدث عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وإساءات وتعذيب وتنكيل للسجناء واحتجاز للبعض منهم يدوم لسنوات ، حيث أشار التقرير الى أن التعامل مع هؤلاء الموقوفين يتم بطريقة غير ملائمة وأن أعدادهم تصل الى الثلاثين ألف سجين حسب هذه التقارير ، كما واستمعنا الى تقارير الجهات المعنية في الحكومة العراقية والتي أنكرت ورفضت واتهمت منظمة العفو الدولية بتضليل الرأي العام من خلال هذه التقارير التي وجدتها تفتقد للمصداقية ، إذا أردنا ان ننظر الى هذه القضية نظرة منصفة بعيدة كلياً عن الخلفيات السياسية فلا بد أن نقول ان هذه التقارير مبالغ فيها الى حد كبير وكيف يمكن ان تكون أحوال السجناء في السجون العراقية وأحوال السجناء في العهد البائد واغلب العراقيين يعرفون ماذا كانت تمثل السجون في تلك الحقبة ، تصوير السجون وظروف السجناء بهذه النظرة القائمة والظلامية هو تصوير مبالغ فيه يجافي جانباً من الحقيقية ولكننا أيضاً من الصعب ان نتقبل تقارير الجهات الحكومية المختصة التي اعترضت على السجون وكأنها تمثل فنادق خمسة نجوم ورد كل هذه الملاحظات والسلبيات التي وردت في تقرير منظمة العفو الدولية وشككت بصدقية هذه التقارير التي تصدر من قبل المنظمات الدولية ، ان هذه المنظمات هي ذاتها التي كنا نراجعها في عهد المعارضة وكنا نوصل لها الوثائق والمعلومات الدقيقة التي تتوفر لدينا عن ظروف ابناء شعبنا وعن المعاناة التي كانوا يتحملونها في داخل السجون وخارجها وكانت تدرس هذه التقارير في تمعن وتقبل البعض منها وتدرجها في تقاريرها السنوية آنذاك وكنا نأخذ هذه التقارير وننشرها ونحاجج بها الرأي العام العالمي ونستدل بها على سلوكيات النظام الصدامي فكيف بنا اليوم ونحن في مواقع الحكومة أصبحنا نتنكر لهذه النظرية ورفضها جملة وتفصيلا ، هذا المنهج ليس هو المنهج الصحيح ، أعتقد أن الكثير من أبناء شعبنا الذين استمعوا لسجناء قضوا فترة من الزمن في السجون العراقية استمعوا منهم الى صور من معاناة وظروف وسلوكيات استخدمت بحق بعض السجناء تجعل البعض يتصور أن جزءا مما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية يمكن أن يكون صحيحا ، وأنا شخصيا اطلعت على تقارير من وزارة حقوق الانسان رجحت حصول مثل هذا التعذيب وأنها ليست حالات نادرة ، كما نسمع فان هناك حالات تتكرر في السجون يحصل فيها اساءة للنزلاء والسجناء اضافة لقضية الاحتجاز لمدة طويلة دون أن يعرض المتهمون للمحاكمة ، وهناك الكثير من الشكاوى والتظلمات التي سلمناها مواطنين بهذا الخصوص وشخصيا تحدثت مع مسؤولين كبار في الجهاز القضائي وكانوا لاينكرون ذلك ولكنهم كانوا يبررون أسباب مثل هذا التأخير ، فليس من المنطقي ولا المعقول أن يقبع المواطن في السجون لفترة طويلة ثم يقال له بعد ذلك أن المعلومة كانت غير دقيقة أو أن هناك تشابه في الأسماء ونرجو المعذرة ، فهذا الأمر غير مقبول ، لان هذه قضايا ومعاناة ، ومن الذي لايعرف في هذا البلد الكريم عن قضية المخبر السري السيئة الصيت وكم من الشرفاء والوطنيون والمخلصون من أبناء هذا الشعب الذين ذهبوا ضحية لتقارير المخبر السري ثبت فيما بعد وبعد معاناة طويلة أنها كانت خاطئة وغير دقيقة وجاءت على أثر مسألة التشفي والانتقام وما الى ذلك فمن المسؤول ومن الذي يعالج مثل هذه القضايا التي تحتاج الى معالجة حقيقية ، ان الأجدر بالأجهزة المختصة ان تشكل لجان وتقيم الواقع الذي تعيشه السجون بعيدا عن المزايدات والمناكفات والرفض والانكار المطلق لمثل هذه الظواهر لتكون اكثر صدقية أمام ابناء الشعب العراقي وأمام الرأي العام العالمي اننا ندعو الحكومة الموقرة لتشكيل لجنة محايدة فيها عضوية من رئاسة الوزراء ووزارة العدل وحقوق الانسان ولجنة حقوق الانسان في مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان للتدقيق وتقديم رؤية شفافة ومحايدة وواقعية عن واقع السجون العراقية حافلة بالوضوح والارقام والشواهد ونقاط القوة والضعف وتقدمها الى الشعب العراقي والى الراي العام لطمأنة الجميع وليس غريباً اذا كانت هناك سلبيات ان نشخصها ونذهب لمعالجتها لا ان ننكر هذه السلبيات لتبقى الإساءات المحتملة لمواطنين عراقيين نتمنى ان نشهد التطور المستمر والمعالجة لهذه المشاكل في بلادنا انها تجربة فتية علينا ان نبذل الجهود من اجل معالجة هذه القضايا والوصول الى التجربة التي تحقق طموحات ابناء شعبنا
https://telegram.me/buratha