الأخبار

القاعدة تحصل على موطئ قدم جديد جنوب بغداد.. وتستغل الصراع داخل العشيرة الواحدة

1178 16:26:00 2010-09-14

جرف الصخر- نيد باركر

كان الشيخ صباح الجنابي يضع ركيزة معدنية مؤلمة المظهر على يده اليسرى، حيث تضغط قضبانها على اللحم المنتفخ كما لوانها نابض في مصيدة فئران. تحسس الشيخ علبة سكاير المارلبورو بيده الاخرى غير المصابة وراح يمتص الدخان والكآبة.

في بلدة جرف الصخر الريفية التي كانت مركزا للتطرف عندما هوى العراق نحو الحرب الاهلية العدمية، كان الشيخ صباح يجلس في غرفة مظلمة ونصف قميصه قد دس في محزمه فيما مالت ربطته الزرقاء قليلا. وروى كيف ان رجالا مسلحين حاولوا قتله قبل ثلاثة اشهر واصفا نفسه بأنه قائد محاصر.

وتقوم المجموعة المسلحة، التي لحقت بها الهزيمة مرة على يد الشيخ صباح ورجاله الذين انضموا الى قوات الصحوة المدعومة اميركيا، بإنشاء مواطئ قدم جديد هنا في الأراضي الزراعية الواقعة في جنوب بغداد، وفي الصحارى إلى الغرب وفي المرتفعات الواقعة شرقا.

وكل اسبوع تقريبا تجري عمليات انتحارية في بغداد. ويقلق الزعماء العشائريون والمسؤولون المحليون وبعض الضباط الاميركيين من ان منظمة القاعدة في العراق استغلت الفراغ السياسي الذي دام لستة اشهر وكذلك الغضب الناتج عن اعتقالات اعضاء الصحوة في المناطق السنية، لتأسيس موطئ قدم جديد لها.

ويقول ضابط أميركي كبير"تمتعتنا بوقت طويل من دون سيارات مفخخة هائلة، وفجأة تعرضنا لهذه الانفجارات. ومن دون دعم قوي من قوات الصحوة فان القاعدة تعود مجددا الى المناطق."

وبالرغم من أن القاعدة في العراق بعيدة جدا عن مستواها من القوة الذي اظهرته في 2005 و2006، عندما سيطرت على مساحات كبيرة من المقاطعات في بغداد والمدن الأخرى، فان قدرتها على تأسيس مواطئ قدم مرة أخرى تعتبرنذير شؤم حول احتمال تجدد الحرب الطائفية في البلاد إذا استمر الفراغ السياسي ولم يتم الالتفات الى الاستياء العام.

إن شعور الاحباط الذي قد يتملك الاقلية السنية، والتي اعطت التمرد ثقله الكبير بعد الاطاحة بالحكومة السابقة في عام2003، جاهز للاستغلال.

ويقول الضابط الاميركي الكبير في توصيفه لموقف قوات الصحوة "انه دفاع عن النفس وللبقاء على قيد الحياة. ان الجيش الاميركي ليس في موقع الاحداث. والقوات الامنية العراقية لايتم الوثوق بها في الكثير من المناطق. والحكومة العراقية غائبة. لكن هذا لايعني انهم ينضمون للقاعدة، إنه يعني ان البعض لايحاربون القاعدة ولذا فان القاعدة لاتقوم باي شيء يستهدف عوائلهم."

ويقول وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ان القوات الامنية على دراية بعودة "القاعدة في العراق" الى محافظتي ديالى والانبار وجنوب بغداد، لكنه يصر على ان قادته العسكريين متحسبون للوضع تماما.

ويقول الوزير "يجب أن ندرك بأننا نتعامل مع جيل القاعدة الثالث وهو اكثر تقدما، لذا يجب علينا أن نتعامل مع هذا، وهناك دلائل مؤكدة على حصول تطور."

وفي الانبار، حيث سددت للقاعدة ضربة قاضية في عام 2007، فان المسؤولين الامنيين وشيوخ العشائر المعروفين ومتمردين سابقين، يحذرون من ان القاعدة سوية مع حزب البعث، قد اخترقا قوات الشرطة ولديهما خلايا نائمة في مواقع قيادية. والبعض منهم يتحدث عن قدرة القاعدة على التحرك بحرية وامكانية اجتياح مدينتين اثنتين على الاقل لعدة ساعات.

وتعرضت مناطق في محافظة ديالى الواقعة شمال وشرق بغداد، الى تفجيرات بسيارات مفخخة وعمليات قطع رؤوس منها قطع رأس رجل دين سني. وقبل اسبوعين قتل الارهابيون ثمانية من اعضاء الصحوة في بلدة شهربان (المقدادية) وبعدها قامت باستعراض ورفعت علما اسود. ويُنظر للمجموعة بانها تمتلك سيطرة غير محكمة في جبال محافظة ديالى مع تواجد كبير في الضواحي المحيطة ببغداد. و"قاعدة العراق" في بعقوبة قد الهبت حماسا يمكن ان يُقتَفى في جرف الصخر واماكن اخرى.

ومباشرة بعد ان تسلمت الحكومة ذات الاغلبية الشيعية، ملف قوات الصحوة في ربيع عام 2009، حتى اشتدت الغارات التي يقوم بها الجيش في المناطق السنية وغالبا ما تأخر دفع رواتب قوات الصحوة. وكانت عمليات دمج عناصر الصحوة بالقوات الامنية متلكئة في افضل الاحوال. وتم تنزيل رتب المجموعة شبه العسكرية، واستغلت القاعدة الفرصة لاعادة فرض نفسها.

ويقول قائد سابق في الارهاب، طلب عدم ذكر اسمه لاسباب امنية "ان القرويين والناس البسطاء يذهبون لاولئك الذين يخيفونهم. انهم دائما يكونون مع الاقوى."

وقبل سنتين كان الشيخ صباح الجنابي مقتدرا وكانت القاعدة ضعيفة. ووقتها ادعى الشيخ ولاء المئات، لكن عالمه الآن يتداعى. واللاعبون الذين نصبوه على المنصة آخذون بالاختفاء: فمعظم الاميركيين يغادرون تقريبا، اما من سانده من المجموعات التي حاربت القاعدة فقد تركوه او ضعفوا تماما. وبعض سكان منطقته يستاؤون منه ومن القوة التي حشدها.

ولايملك سوى القليل ليقدمه لرجال قبيلته. الكهرباء متقطعة وليس هناك من مستشفى او وظائف. وقد عاد البعض للقاعدة للحصول على المال وآخرون عادوا بسبب الخوف او بسبب شعورهم باليأس من الشيخ الجنابي او بسبب كرههم للحكومة.

وقد قُتِلَ اثنان من اخوته وكاد الشيخ ان يلاقي المصير نفسه. ففي صباح من حزيران استغلت مجموعة مقاتلة الفراغ السياسي في بغداد، وفيما كان الشيخ يغادر مزرعته في عربة بيضاء ويركب حراسه في عربات اخرى، أُنطلقت صلية رصاص مستهدفة سيارته، محطمة النافذة الخلفية اثناء ما كان يتحدث بهاتفه الخلوي، كاشطة جبهته وممزقة يده. وحينها رد بعض رجاله بجنون على النار ونقل هو على عجل للمستشفى حيث ارادوا بتر اصبعه لكنه رفض واختار السفر الى الاردن لاجراء جراحة.

وفي مكتبه، المزين بعلم عراقي مجعد وصور للقائد الاميركي بترايوس والجنرال راي اوديرنو، يقول الشيخ الجنابي ان احد زعماء القاعدة هنا هو شخص منافس له من قبيلته. ويقول الشيخ وزملاؤه بان المنافس رجل "لم تكن له قيمة " قبل ان يترقى في القاعدة، وانهم ابعدوه لكونه "أميا" ورجلا لا مكانة كبيرة له في العشيرة، وانه انجذب الى الجريمة قبل ان يلبي نداء الارهابيين.

وهذه الشُقة تشيرالى النزاعات العشائرية التي تسعى القاعدة لاستغلالها لشق طريقها ثانية الى المناطق الريفية. ولعواد الان سيطرة متذبذبة في المناطق الريفية حيث يعيش الشيخ الجنابي. وفي الليل يتجول اتباع القاعدة بحرية. والطرق المؤدية الى الرمادي والتي تقع على الفرات تكون غير آمنة بدء من ما بعد اوقات العصر.

ويتوقف الرجال عند مكتب الجنابي ويتحدثون كثيراعن القاعدة. ويقول الجنابي ان 100 عنصر من الصحوة اصبحوا موالين للقاعدة، وهو يعلن انه اذا ما حصل على دعم من الحكومة فان بامكانه الحاق الهزيمة بالقاعدة في شهر واحد.

ويقول فيما صوته يهدر "لا استطيع ترك الميدان لهؤلاء القتلة. لقد نضحنا دما ولن استسلم."لكن خيلاءه يخفي قلقا يبدو واضحا في الانتفاخات حول عينيه وفي شروده الحزين من فترة لاخرى. ويعترف انه قدر يغادر العراق قريبا.

ويقول احد سكنة المنطقة رافضا ذكر اسمه لحساسية الموضوع "ان الشيخ صباح لايمكن ان يكون قاسيا مع القاعدة لانهم سيقتلونه. انه ضعيف يحاول البقاء على قيد الحياة."

وعلاقة الجنابي مع المسؤولين في بغداد تَبقى في حالة توتر. ويقول زهيرالجلبي، المسؤول في الحكومة عن ملف الصحوة، ان الجنابي بعثي وانه هناك مذكرة لالقاء القبض عليه لكن الوقت لايسعف لتنفيذها.

ويغادر الجنابي مكتبه مارا بجانب شاحنته الصغيرة واضعا يده السليمة على جانب العربة المتروكة التي ثقبها الرصاص. كان حارسه ينضح بالعرق وهو يمسك بندقيته. يطوف الجنابي بنظراته في ارجاء المكان، بضعة اشخاص يقفون بجانب بيوتهم، وقريبا سيكون الطريق خطرا، فيما هو لايستطيع الوثوق باي شخص.

ترجمة عبد علي سلمان

عن لوس انجلس تايمز

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المسيباوي
2010-09-14
انكم تتحدثون عن نكرات لفظهم اهالي المسيب منذ زمن بعيد فاغلب الجنابيين ارهابيين كانو يعملون في الامن والمخابرات زمن النظام السابق وبعد السقوط تحولو الى ارهابيين يعملون مع الشيطان في بسيل مصالحهم وان تقاطعت المصالح تقاتلوا واغلبهم اميون جهله قتله اواخص بالذكر منهم صباح الجنابي وكذلك الوهابي عبد الناصر كريم يوسف الجنابي الذي هرب الى الاردن بعد انكشاف امره في قيادة الارهابيين في البحيرات وكذلك اخوه فاضل كريم يوسف الجنابي الحرباء المتلون الذي ساهم باعتقال الصدريين بالمسيب بتسليم اسمائهم للامريكان
جابر السلماني
2010-09-14
صباح الجنابي الذي تتحدثون عنه هو مدير ناحية جرف الصخر منذ عام 2007 ولهذا الشخص تاريخ دموي يعرفه القاصي والداني وهو لا يمللك شهادة ولكنه زوّر شهادة واعطاها للمحافظة وقد ساه هذا الارهابي شخصيا في قتل الزوار الايرانيين في جرف الصخر وله علاقات وثيقة جدا مع الضباط الامريكان ثم اصبح مسؤلا للصحوة في الجرف ولا زال يصول ويجول وقد تعرض الى محاولة اغتيال من الجماعات التي كان يعمل معها واقول الى متى تبقى الحكومة (مضطرة) للتعامل مع هؤلاء القتلة ؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك