كشف مصدر امني مسؤول في محافظة ديالى، الاثنين، عن تفاصيل معركة النخيل في منطقة الحديد، شمال غرب بعقوبة، وفيما حذرت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة من تكرار سيناريو منطقة الحديد في مناطق أخرى من المحافظة، حذر خبير بالشؤون الأمنية من تنامي قدرات القاعدة واعتمادها من جديد استراتيجية المواجهة المباشرة. وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن " الفصول الأولى لمعركة النخيل بدأت عصر يوم السبت الماضي في منطقة الحديد، (10كم شمال غرب بعقوبة)، عندما قامت قوة من الشرطة بملاحقة عدد من المطلوبين في أطراف المنطقة لتفاجأ بإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين متحصنين في بستان زراعي لا تزيد مساحته على خمسة دونمات"، مبينا أن "الأمور تعقدت عندما لجأت الجماعات المسلحة إلى زرع عبوات ناسفة في الطرق المؤدية إلى البستان، مما أسهم في وقوع العديد من الخسائر في صفوف الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش نتيجة انفجار العبوات في دورياتها".وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "مجموعة من قناصة القاعدة انتشروا فوق عدد من أشجار النخيل بأماكن متفرقة من البستان، وحققوا إصابات مباشرة في صفوف عناصر الأجهزة الأمنية"، لافتا إلى أن "تسلق المسلحين أشجار النخيل كان وراء تسمية الأحداث في منطقة الحديد بمعركة النخيل". وأوضح المصدر الأمني أن "المروحيات الأمريكية دعمت القوات الأمنية العراقية، بتوجيه ضربات مباشرة داخل البستان الذي تحصن فيه المسلحون"، عازيا الصعوبة التي واجهتها الأجهزة الأمنية في اختراق البستان إلى "كثرة العبوات المزروعة في الطريق المؤدي اليه، كما تسببت بإبطاء تقدم الأجهزة الأمنية يوم أمس"، مستدركاً بالقول، "إلا انه جرى حسم الأمر صباح اليوم بتوغل قوات أمنية خاصة داخل البستان وحسمها المعركة". وكان آمر لواء الرد السريع في وزارة الداخلية اللواء الركن نعمان داخل، قال في وقت سابق اليوم، إن قوة تابعة للواء الرد السريع بدأت، منذ يوم أمس، حملة أمنية لتطهير منطقة الحديد ، التي شهدت اشتباكات مسلحة مع عناصر تنظيم القاعدة استمرت 24 ساعة وأسفرت عن مقتل العديد من المسلحين واعتقال 16 عنصرا ينتمون للتنظيم وتدمير أوكارهم.وبين المصدر أن "إجمالي خسائر الأجهزة الأمنية بلغ ثلاثة شهداء من منتسبي الجيش العراقي بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وسبعة جرحى، فيما سقط شهيد من عناصر الشرطة وأصيب اربعة بجروح، أما خسائر المسلحين فبلغت في حصيلة شبه نهائية، خمسة قتلى، وتم اعتقال ما يزيد عن 28 شخصاً يشتبه بان القسم الأكبر منهم كانوا في عداد المسلحين المتحصنين في البستان الزراعي، وتمكنوا من الهرب، لكنهم وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنية التي بدأت تحقيقاً موسعاً معهم". وكان مصدر في الشرطة العراقية قال مساء أمس الأول السبت، أن اشتباكات مسلحة وقعت، عصر السبت، بين قوة أمنية من طوارئ الشرطة كانت تقوم بمهمة دهم وتفتيش لملاحقة مطلوبين للقضاء العراقي في منطقة الحديد، تخللها انفجار عبوتين ناسفتين أسفرتا عن مقتل مسلح واستشهاد شرطي شرطي إضافة إلى جرح ستة عناصر من الجيش والشرطة.من جهته، أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة مثنى التميمي أن" الأحداث الأمنية التي نشبت في منطقة الحديد خلال اليومين الماضيين تعد سابقة خطيرة توقعنا حدوثها منذ زمن"، لافتا إلى أن "المنطقة تحوي مجاميع مسلحة متطرفة بدأت تنمو فيها منذ أشهر عدة".وأضاف التميمي أن "الإرهاب موجود في العديد من مناطق المحافظة ومنها الحديد وما حدث فيها من سيناريو مزعج، نتوقع حدوثه في مناطق أخرى مثل المخيسة، (37كم شمال شرق بعقوبة)، والتحرير (4كم جنوب بعقوبة)، والكاطون (6كم غرب بعقوبة)، عبر مواجهات مباشرة مع الأجهزة الأمنية"، داعيا "الأجهزة الأمنية إلى معالجة هذا الوضع الخطير بأسرع وقت ممكن".من جانبه أشار المختص بالشؤون الأمنية جهاد البكري إلى أن "معركة النخيل في منطقة الحديد سلطت الضوء على استراتيجية المواجهة المباشرة التي تخلت التنظيمات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة عن استخدامها بعد عام 2008، عقب خسارتها معظم قدراتها القتالية بمواجهاتها مع الأجهزة الأمنية العراقية".واعتبر البكري ان "معاودة الجماعات المسلحة لاستخدام أسلوب المواجهة المباشرة مع الأجهزة الأمنية في وضح النهار مؤشر على تنامي نشاط القاعدة لدرجة باتت فيها قادرة على إطلاق النار على الأجهزة الأمنية بشكل مباشر" مشيرا إلى أن "معركة النخيل تركت الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة القاعدة من جهة، ومستوى أداء الأجهزة الأمنية من جهة اخرى". وشدد الخبير الأمني على "أهمية الضرب بقوة وحزم لمعالجة الخلل الأمني الذي أسهم في بقاء مجاميع مسلحة تتنامى، من دون أن يتم رصدها ومعالجتها في الوقت المناسب". وكان آمر قوات الرد السريع اللواء نعمان داخل، أعلن في حديث سابق إن قواته نفذت، يوم الجمعة الماضي، عمليات إنزال جوي في محافظات بغداد وواسط وديالى ونينوى وبابل، ما أسفر عن اعتقال 12 من عناصر تنظيم القاعدة من بينهم ثلاثة أمراء.
https://telegram.me/buratha