كشفت قيادة عمليات الرصافة، الخميس، تفاصيل حادثة منطقة ساحة الميدان وسط العاصمة بغداد التي استهدفت مقرها الأحد الماضي، وأدت إلى إحباط عملية نوعية نفذها سبعة انتحاريين ينتمون إلى تنظيم القاعدة ضد مقر القيادة، مؤكدة أن كاميرات المراقبة أظهرت أن جميع العمليات الارهابية السابقة تم تفخيخ السيارات المستخدمة فيها في مكان قريب.وقال قائد عمليات الرصافة الفريق الركن عبد الكريم العزي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "سيارة مفخخة نوع كيا صالون تقل ستة من الإرهابيين من غير السائق توجهت نحو الباب الجنوبي لمقر قيادة عمليات الرصافة الفرقة 11 (المبنى القديم لوزارة الدفاع)، وترجل منها ثلاثة إرهابيين مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة وبدأوا بإشغال الخط الأمني الأول في باب النظام من خلال فتح النار على عناصره الأمنية ما أدى إلى استشهاد الجندي الذي يحمل جهاز السونار وهو أول ضحايا العملية".وأضاف العزي أن "الإرهابيين الثلاثة كانوا يرتدون زيا مدنيا وأحذية رياضية وأحزمة ناسفة ويحملون رمانات يدوية وأسلحة خفيفة، قتلوا بعد وقت قصير من مواجهة بينهم وبين الحرس المتواجدين عند باب النظام الجنوبي للمقر".وتابع قائلا "وحينها اندفعت السيارة المفخخة بعد مقتل الإرهابيين الثلاثة نحو الباب الرئيس للمقر وتمت معالجتها من قبل الحرس المتواجدين، إلا أنها انفجرت بسبب إطلاق النار الكثيف عليها خارج باب النظام دون أن تتمكن من الدخول ما أسفر عن استشهاد مجموعة من حرس باب النظام الذين تمكنوا من قتل الإرهابيين الثلاثة"، مبينا أن "الانفجار تسبب بأضرار مادية في العمارات والمنازل السكنية المجاورة وواجهة الباب الجنوبي للمقر وبرج المراقبة".ولفت قائد عمليات الرصافة إلى أن "الإرهابيين الثلاثة المتبقين تسللوا أثناء زحمة الانفجار والدخان المتصاعد إلى مبنى فارغ مكون من ثلاثة طوابق على مقربة من باب نظام المقر حيث تمكنت العناصر الأمنية من قتل أحدهم إثر محاولته دخول المبنى، فيما تمكن الآخران من دخوله ما أدى لاندلاع اشتباك بين القوات الأمنية والإرهابيين المتحصنين داخله بدءا من الطابق الأول وحتى الثالث".وكشف العزي أن "القوات الأمنية كانت تروم إلقاء القبض على الإرهابيين أحياء بعد محاصرتهم داخل المبنى، إلا أن اليأس بدا واضحا عليهم فانتحروا من خلال تفجير أنفسهم بواسطة الأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها".وعن الحصيلة النهائية لضحايا العملية أوضح العزي أن "العملية أسفرت عن استشهاد 8 عناصر من قيادة العمليات وثلاثة من منتسبي الشرطة الوطنية واثنين من المدنيين المراجعين لدائرة دار الحكمة القريبة من مقر قيادة عمليات الرصافة وشخص مدني مستطرق بالإضافة إلى عدد من الإصابات الخفيفة في صفوف المدنيين"، مؤكدا أن"جميع الشهداء والجرحى، سقطوا جراء العجلة المفخخة إذ لم يتمكن الإرهابيون من إصابة أي فرد مدني أو عنصر شرطة بأي خدش". وبشأن مرور السيارة المفخخة من سيطرات التفتيش المنتشرة في المنطقة، أشار قائد عمليات الرصافة إلى أن "التحقيقات وأفلام كاميرات المراقبة أظهرت أن جميع العمليات الإرهابية السابقة تم تفخيخ السيارات المفخخة المستخدمة فيها من مكان قريب"، مضيفا أن "وزير الدفاع شكل هيئة تحقيقية للتدقيق في ملابسات الحادث ومصدر مجيء السيارة وستعلن تفاصيل نتائج التحقيق في وقت لاحق".واعتبر العزي أن ما قام به أفراد الفرقة 11 في عمليات الرصافة، "هو عمل بطولي ورائع إذ أجهضوا عملية من العمليات الإرهابية الكبيرة التي أراد تنظيم القاعدة أن يجعلها عملية نوعية وإعلامية، إلا انها تحولت إلى عملية بائسة جعلت من بقي من الإرهابيين يفكر في مصيره المشئوم إما بالانتحار أو إلقاء القبض عليه أو مغادرة العراق إلى غير رجعة"، بحسب تعبيره.وأكد قائد عمليات الرصافة الفريق الركن عبد الكريم العزي أن "عملية الرد على الهجوم الإرهابي تمت بإشرافه الشخصي وكانت عراقية بالكامل"، موضحا أن "أي قوة أمريكية لم تتدخل سوى بالطائرات للتصوير فقط".وأعتبر العزي أن أسباب استهداف قيادة عمليات الرصافة من قبل تنظيم القاعدة ترجع إلى "نجاح قيادة عمليات الرصافة في تفكيك عدد من خطوط وخلايا التنظيم"، لافتا إلى أن "القاعدة جمعت مواردها وكل ما لديها في هذه العملية من أجل الحصول على مكاسب إعلامية إلا إنها جاءت عملية خاسرة بكل مقاييس الربح والخسارة بفضل يقظة الحرس ونباهتهم".
https://telegram.me/buratha