حسين حسن آل ربيع، شاب يافع، عرف المعاناة وشظف العيش منذ فتح عينيه على الحياة وسط كوخ متواضع في أطراف بلدته العوامية في العام 1993 ليكون الخامس بين أخوته البالغ عددهم 10 أشخاص يعيشون تحت سقف خشبي لا يقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف، على بعد عدة كيلو مترات من حقول النفط والغاز!.
مثل بقية أبناء بلدته المنكوبة بالفقر والحرمان والتمييز الطائفي وخنق الحريات خرج الى الشوارع متظاهراً ومحتجاً رافضاً حياة الذل والبؤس في ظل الكنوز المتدفقة من أرضهم بمليارات الدولارات سنوياً.
تعرّض للاعتقال وكما روى بنفسه قبل اعتقاله الأخير: "لقد تم احتجازي عدة مرات لفترات طويلة ومتفاوتة انتهت بالسجن لأكثر من سبعة أشهر على خلفية المسيرات السلمية، تعرضت فيها للتعذيب النفسي والجسدي علاوةً إلى الضرب المبرح علي يد العديد من جلاوزة السلطة أمثال النقيب خالد الأحمري وابراهيم الخيال".
خرج من السجن فرأى الواقع كما هو لم يتغير فرفض الاستسلام وراح يواصل نشاطه الحقوقي مطالباً بالإفراج عن كافة السجناء من أبناء بلده الكبير وفي مقدمهم "التسعة المنسيون" ودعم وشارك في حركة الاحتجاجات المطالبة بحقوق الطائفة الشيعية ورفع التمييز والاضطهاد الديني والسياسي.
في الثاني من يناير 2012 أصدرت وزارة الداخلية السعودية قائمة بأسماء 23 مطلوباً صنفتهم كمخربين ومعتدين على الممتلكات الخاصة والعامة واتهمتهم باستخدام السلاح وتلقي توجيهات من الخارج، وادرج في القائمة اسم حسين آل ربيع ابن التسعة عشر ربيعاً آنذاك!.
بعد مضي ثلاثة أيام وبالتحديد في الخامس من يناير2012 أصدر آل ربيع بياناً نفى فيه التهم الموجهة اليه وقال: "إنني من هذا الموقع أنفي كل ما وجه إليّ من تهم لا أساس لها من الصحة ولا تمت إلى الواقع بصلة، حيث إنني لم أفعل أي من ذلك كله بل لفقت لي كل تلك التهم وفقاً للمشاركة في المسيرات السلمية التي يكفلها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان في الحق المشروع عن حرية التعبير عن الرأي سواء كان بالتظاهر أو الاعتصام أو الإضراب وكلها أمور ضمن الحقوق الأساسية للمواطن".
وعاش آل ربيع شهوراً مطارداً لا يزاول عملاً ولا يحضر قاعات الدراسة خشية التعرض للاعتقال والتنكيل والبطش، وفي يوم الأحد الموافق 2 سبتمبر 2012 نصبت الأجهزة الأمنية له كميناً واستهدفته بوابل من الرصاص الحي فسقط جريحاً وانتشلته مخضباً بدمائه.
منذ ذلك الحين لم تره أسرته، وبعد مضي 10 أيام تلقى أحد أشقائه اتصالاً هاتفياً لم يتجاوز دقيقتين أخبره بصوت وئيد بأنه سيتم نقله من المستشفى العسكري في الظهران الى مستشفى سجن المباحث على أطراف العاصمة الرياض.
واستمرّ أفراد عائلته يطرقون الأبواب ويتقصّون أخباره، قصدوا مراراً أمارة المنطقة الشرقية، سجن المباحث، مديرية مباحث الدمام ، دون نتيجة ايجابية تمنحهم الاطمئنان على مصير وحياة ابنهم.
المعلومات التي حصلوا عليها أثناء مراجعاتهم المتكررة زادتهم قلقاً وخشية على حياة ابنهم الجريح المعتقل، تقول مصادر الأسرة: "أثناء مراجعتنا للجهات المعنية علمنا بأن حسين أُصيب بثلاث رصاصات، اثنتين في البطن إحداهما استقرّت في الخاصرة والرصاصة الثالثة في رجله"!.
لا يزال حسين آل ربيع وبعد مضي أكثر من 6 أشهر على اعتقاله يقضي أيامه ولياليه في زنزانة انفرادية، كما لم يستطع أحد من أفراد عائلته اللقاء به نهائياً، ما يفاقم مخاوفهم على حياته وسلامته، خصوصا وأن الأنباء الواردة لهم خلال متابعتهم لقضيته في الدوائر الرسمية تؤكد أن حسين تمّ استئصال كليته، وأن رقبته تعرّضت للكسر أثناء التحقيق، وأنه حتى اللحظة لا يستطيع تحريك رجله المصابة.
وذكرت مصادر عائلية مطلعة بأن أخوة المعتقل آل ربيع ووالدته استمرّوا خلال الأسبوعين الأخيرين في عملية متابعة يومية بهدف تمكينهم من اللقاء بابنهم للاطلاع على حالته والوقوف مباشرة على وضعه الصحي، ولكن جميع محاولاتهم لم تنجح في منحهم فرصة اللقاء معه ولو بضع دقائق معدودة!.
وأضاف المصدر: "لقد نفذ صبر المسؤولين وملّوا كثرة مراجعات أخوة المعتقل والحاحهم على اللقاء به ما دفع بأحد منسوبي مديرية المباحث للانفجار في وجوههم وقال: "عندكم أي شيء روحوا الرياض لمحمد بن نايف قضية أخوكم عند محمد بن نايف"!.
إننا من هذا المنبر الاعلامي نوجه نداء استغاثة لكل المدافعين عن حقوق الانسان في العالم أفراداً ومنظمات للتدخل العاجل والفوري لدى الحكومة السعودية من أجل حماية حياة آل ربيع والكشف عن مصيره وتمكين عائلته من لقائه، وتوفير العلاج اللازم له وضمان تمتعه بحقوقه كافة كسجين رأي واطلاق سراحه أو تقديمه لمحاكمة عادلة وعلنية وتمكينه من تعيين محام مستقل يتولى الدفاع عنه.
1/5/13311
https://telegram.me/buratha