شددت كتلة الوفاء للمقاومة على أن "من حق لبنان وشعبه القيام بكلّ ما من شأنه أن يؤدِّي إلى كفِّ يدِ العدوّ ويمنع تطاوله على سيادتنا الوطنيّة"، محملة المجتمع الدولي "المسؤوليّة القانونيّة والسياسيّة في عدم إدانته الاعتداء الصهيوني".
وتداولت الكتلة في جلستها الدورية التي عقدتها اليوم الخميس برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، في قضايا وشؤون سياسية ونيابية عدَّة تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة.
وأصدرت الكتلة في ختام اجتماعها بيانًا أشارت فيه إلى "الشهادة الجليلة والمباركة التي تقلَّد وسامها بالأمس القريب، القائد الجهادي الكبير السيد هيثم الطباطبائي (السيد أبو علي) مع ثلةٍ من إخوانه المجاهدين الأبرار؛ قاسم برجاوي ومصطفى أسعد برّو ورفعت أحمد حسين وإبراهيم علي حسين"، وقالت "كان ارتقاؤهم قربانًا عظيمًا، في نهج المقاومة والدفاع عن الوطن وسيادته، والالتزام الثابت بحق شعبنا المشروع في التصدي للاحتلال ومواجهة المعتدين مهما غلت الأثمان وعظمت التضحيات".
وأكدت الكتلة أن "إقدام العدوّ الصهيوني على اغتيالهم في مبنى سكني وسط الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ليس عملًا استباقيًّا بل هو عدوانٌ مستمرٌ وجريمةٌ موصوفةٌ وتهديدٌ لأمن اللبنانيين جميعًا وعبثٌ باستقرار البلد كله".
وتابعت كتلة الوفاء للمقاومة "أمام هذا العدوان وأبعاده ودلالاته، فإنَّ من حق لبنان وشعبه القيام بكلّ ما من شأنه أن يؤدِّي إلى كفِّ يدِ العدوّ ويمنع تطاوله على حرمات شعبنا وسيادته الوطنيّة.. وأنَّ المجتمع الدولي يتحمَّل المسؤوليّة القانونيّة والسياسيّة في عدم إدانته الاعتداء الصهيوني على بلدٍ مؤسِّس، ويتحمَّل مسؤوليته تجاه حفظ أمنه وحقِّه في استرجاع أرضه المحتلَّة."
وشددت الكتلة على أنَّ "دماء المقاومين وأفراد وضباط جيشنا الوطني وأبناء شعبنا الأبي ستفرض على العدوّ الصهيوني المجرم الاندحار والخيبة في تحقيق أهداف مشروعه العدواني التوسعي".
وأشارت إلى انقضاء "سنة كاملة على وقف إطلاق النار ولم يشهد لبنان منذ ذلك الوقت أيَّ التزامٍ "إسرائيلي" بوقف الاعتداءات فيما عاين اللبنانيون ومعهم العالم بأسره انتهاكات العدوّ الصهيوني برًا وجوًا وبحرًا ضدّ الأفراد والبيوت والقرى والمؤسسات المدنية، وضد الزراعة والصناعة والتعليم والبلديات إضافةً إلى استهداف المدنيين وأفراد الجيش اللبناني والقوات الدوليَّة العاملة في الجنوب، بتغطيةٍ مريبةٍ ومُوَاكَبَةٍ دائمةٍ من الراعي الأميركي المتنكِّر لضماناته والمتسَلِّط المزهو بصلفه ووقاحته وغطرسته".
أضافت: "سنةٌ انقضت وشعبنا المعتدى عليه وبلدنا المنتهكة سيادته وحرمته، ومقاومتنا المتجملة بصبر الالتزام بما التزمت به انطلاقًا مما توجبه المصلحة الوطنيّة في هذه المرحلة، وأنَّ حقوق اللبنانيين وأمنَهُم وكرامتهم ومصالحهم لا يمكن أن تُرتَهَنَ لنزقِ ذلك الكيان العنصري العدواني الذي لا يردعه عن انتهاكاته قانون دولي ولا دولة قاصرة عن الدفاع عن سيادة بلدها وكرامة شعبها".
وتابع البيان: "والأنكى من ذلك كله أنَّ العدوّ المحتل وبمساعدة جوقة من الانتهازيين المستسلمين يبرِّرون الاعتداء على لبنان وشعبه ويعتبرونه ــ دون وجه حق أو منطق ــ عملًا استباقيًا ضدَّ رد فعل مفترض أو محتمل يمنع استقرار الاحتلال ويدافع عن سيادة البلد المنتهكة".
ولفت البيان إلى أنه "في سياقٍ موازٍ لهذا المسار العدواني نفسه، يستمرُّ العدوّ أيضًا في اختلاق الذرائع والحجج الواهية لخرق وقف إطلاق النار في غزّة، فيقتل الفلسطينيين بالعشرات ويدمِّر ممتلكاتهم وأرزاقهم ويجرف أراضيهم لا سيما في الضفّة الغربيّة ويكثِّف ضغوطه الأمنيَّة والاقتصادية لجعل الضفّة منطقةً غير صالحةٍ للسكن في إطار التمهيد لتصفية القضيّة الفلسطينية بالكامل".
ورأت كتلة الوفاء للمقاومة أنَّ "ما يسمّى بالمجتمع الدولي وما يتبع له من مؤسسات ومنظمات يقفون موقف شاهد الزور المتواطئ، أو في أحسن الأحوال موقف المتفرِّج دون المبادرة لاتّخاذ مواقف جديَّة وحازمة تلجُمُ الإجرام الصهيوني المدعوم أميركيًّا وغربيًّا وتوقفه عند حد، وهذا ما يضع هؤلاء جميعًا في موقع الشراكة في الجريمة أو في موقع المصداقيّة المزيّفة والساقطة".
https://telegram.me/buratha

