أوضحت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن القوات الإسرائيلية "أقامت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات في غزة وحولت هذه العملية إلى حمام دم ومصيدة للموت"، حيث ذكرت المنظمة إن القوات الإسرائيلية، المتمركزة في مواقع توزيع المساعدات في غزة ضمن الآلية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة، أطلقت النار بشكل متكرر على مدنيين فلسطينيين يبحثون عن الطعام، في أعمال ترتقي إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وجرائم حرب.
وأكدت أن الأزمة الإنسانية الحالية في غزة هي نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل للتجويع كسلاح في الحرب، إلى جانب القيود الممنهجة والمستمرة على دخول المساعدات والخدمات الأساسية، ما يشكل، جريمة ضد الإنسانية تتصل بالإبادة، وقد تدخل ضمن أفعال الإبادة الجماعية.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف استخدام القوة المميتة ضد المدنيين، ورفع القيود غير القانونية على دخول المساعدات، وتعليق آلية التوزيع الحالية، إذ طالبت بالسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالعودة إلى توزيع المساعدات في أنحاء غزة دون قيود، خصوصا وأنها أثبتت قدرتها على تنفيذ ذلك وفق المعايير الإنسانية وبموجب الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
ورغم نفي الشركات الأمنية استخدام القوة ضد المدنيين، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن منظومة توزيع المساعدات فشلت في مواجهة المجاعة، وذكرت أن قدرة مؤسسة غزة الإنسانية تقتصر على إدخال 60 شاحنة يوميا، في حين كانت الأمم المتحدة تدخل 600 شاحنة خلال وقف إطلاق النار في بداية 2025.
كما ذكرت المنظمة إن عمليات القتل المتكررة بحق المدنيين في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية تعد انتهاكا صارخا، خصوصا في ظل عدم وجود أدلة على أنهم شكلوا تهديدا للحياة، وهو ما يجعلها، بحسب المنظمة، عمليات قتل متعمدة.
وحمّلت المنظمة الولايات المتحدة مسؤولية التواطؤ في الانتهاكات الإسرائيلية، داعية الكونغرس إلى مراقبة التمويل الأمريكي الموجه للمؤسسة وتقييم مدى فعالية المساعدات.
فيما دعت "هيومن رايتس ووتش" الدول إلى اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك فرض عقوبات، وحظر الأسلحة، وتعليق الاتفاقيات التجارية، لوقف الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.
واختتمت والي بالقول: "لا يوجد مبرر لاستمرار الولايات المتحدة في دعم وتمويل آلية قاتلة تُستخدم لقتل مدنيين جائعين بدلا من الضغط على إسرائيل لوقف أعمال الإبادة الجماعية. على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن قبل فوات الأوان".
https://telegram.me/buratha
