بعد قصف إسرائيلي طال الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني مؤخرا ردا على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان من قبل جهة مجهولة، قبض الأمن اللبناني على مشتبه بهما في هذه العملية، فحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، فقد كثفت شعبة المعلومات في الأمن العام في الجنوب- فرع الأمن القومي، وبتوجيهات من المدير العام اللواء حسن شقير، حجم الإجراءات التي اتخذتها ورفعت وتيرتها بدرجات عالية، بعدما تم إلغاء كل المأذونيات وخاصة خلال فترة عيد الفطر، فيما انطلقت عملية مسح شاملة في كل مناطق الجنوب لكل المشتبه بهم من لبنانيين ونازحين سوريين وأجانب وخاصة في البلدات المحيطة بمناطق اطلاق الصواريخ المشبوهة منذ أيام، والتي أسفرت عن توقيف متورطين اثنين بهذه العملية، وتتولى دائرة التحقيق في الأمن العام التحقيق معهما واستجوابهما.
كما أوضحت الوكالة اللبنانية أن رئيس فرع الأمن القومي في الجنوب بالأمن العام العميد علي حطيط، يتابع الإشراف على الإجراءات الاستثنائية لحصر دائرة الشبهات وخصوصا لدى الشركات والمؤسسات التي يعمل فيها موظفون من غير اللبنانيين أو يتردد إليها أجانب.
وهذه الإجراءات "ستستمر بوتيرة عالية وإلى ابعد الحدود لحفظ أمن الدولة وعدم تعريض المواطنين لأي مخاطر وعدم إعطاء ذريعة مجددا للعدو لاستخدام لعبة الصواريخ وسيلة لتوسيع اعتداءاته على الجنوب ولبنان"، وفق "الوكالة الوطنية".
وفي ذات الصدد، بينت الوكالة أن المعلومات أكدت أن "التحقيقات التي يجريها فرع الأمن القومي في الجنوب ودائرة التحقيق في الأمن العام توصلت إلى خيوط متعددة تكشف الجهات التي تقف وراء عمليتي إطلاق الصواريخ المشبوهة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وأن "هناك تكتما على إعطاء معلومات تفصيلية حفاظا على سرية التحقيق، ومن هنا كان الكشف عن توقيف متورطين بعملية إطلاق الصواريخ لتبديد الهواجس والقلق".
ومن الجدير بالذكر أنه قُتل يوم السبت 22 مارس، سبعة أشخاص وأصيب 40 آخرون في سلسلة غارات شنتها إسرائيل على لبنان، وفق مصادر رسمية لبنانية.
وبتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، نفذ الجيش الإسرائيلي موجتين واسعتين من هذه الغارات على لبنان صباحا ومساء بعد تعرض إحدى مستوطنات الشمال لهجوم صاروخي مصدره الجانب اللبناني، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 3 صواريخ أُطلقت من لبنان تجاه مستوطنة المطلة، فيما نفى "حزب الله" أي علاقة له به.
وقد رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من لبنان باتجاه إسرائيل صباح يوم الجمعة 28 مارس، والذي نفى "حزب الله" مسؤوليته عنه، بقصف مناطق عدة في جنوب لبنان، كما استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، للمرة الأولى منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.
وفي إطار ذلك، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي تهديدا إلى الحكومة اللبنانية قائلا إن "لا هدوء في بيروت دون هدوء في الجليل".
على المقلب الآخر، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة، الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال عون: "ندين أي اعتداء على لبنان وأي محاولة مشبوهة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف"، مناشدا أصدقاء لبنان للتحرك لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية.
كما أكد أن "الجيش اللبناني يقوم بالتحقيقات لمعرفة من أطلق الصواريخ"، مبينا أنه "استنادا إلى تجارب سابقة، حزب الله ليس مسؤولا عن هذا العمل".
في حين أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم مساء السبت، أنه "إذا لم تلتزم إسرائيل وإذا لم تقم الدولة اللبنانية بالنتيجة المطلوبة، فلن يكون أمامنا إلا العودة إلى خيارات أخرى".
وأمس الأحد، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبنان بالتأكد من عدم استخدام أراضيه لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والتزامه بوقف إطلاق النار.
https://telegram.me/buratha
