صرّحت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، بأن بعض سكان الساحل السوري الذين لجأوا إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية هربا من العنف، قد عادوا إلى قراهم بعد تلقيهم تأكيدات من أقاربهم بأن الوضع بات "هادئا"، إذ تحدثت رنا وهي مواطنة سورية تبلغ من العمر 34 عاما، أنها اضطرت للفرار مع عائلتها من منزلها في قرية الصنوبر بمنطقة جبلة في ريف اللاذقية بعد استيقاظهم على دوي إطلاق نار، ما دفعهم إلى اللجوء أولا إلى منطقة أخرى في القرية، قبل أن يتوجهوا مع سكان آخرين إلى قاعدة حميميم، التي تبعد 11 كيلومترا عن مكان إقامتهم.
وأضافت رنا أنها قررت العودة إلى قريتها يوم الخميس الماضي بعد أن طمأنها شقيقها بأن الوضع مستقر وأن قوات الأمن الحكومية قد انتشرت في المنطقة، ولكنها أشارت إلى أن العديد من النازحين داخل القاعدة الروسية لا يزالون مترددين في المغادرة، موضحة: "بصراحة هناك خوف، خوف أكيد.. لكن إن شاء الله ستصبح الأوضاع أفضل.. أملنا كبير في أن تتحسن الأوضاع".
فيما أكد الصحفيون الذين زاروا الساحل السوري، يوم الخميس الماضي، برفقة أفراد من قوات الأمن الحكومية، أنهم شاهدوا العديد من المنازل والمتاجر التي تعرضت للحرق والنهب، بالإضافة إلى قرى شبه مهجورة.
كما التقى الصحفيون برجل عاد مؤخرا إلى قرية الصنوبر، وأخذهم إلى منزله حيث عثر على جثتي أخيه وابن أخيه، لكنه رفض الكشف عن هويته حفاظا على سلامته.
بالمقابل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قاعدة حميميم استقبلت نحو 9 آلاف نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ممن فروا من العنف بحثا عن ملاذ آمن.
وكانت الاشتباكات العنيفة قد اندلعت في محافظتي اللاذقية وطرطوس في 6 مارس الجاري بين القوات الأمنية السورية والجيش من جهة، والمجموعات المسلحة من جهة أخرى، ما أدى إلى تصعيد عسكري واسع، أسفر حتى الآن عن مقتل 1500 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أعلن الأمن العام السوري عن اعتقال مجموعات غير منضبطة لارتكابها انتهاكات.
https://telegram.me/buratha
