سوريا - لبنان - فلسطين

حرب العشائر والكُرد يُزَكُّيها الأميركي ويدفع ثمنها الشعب السوري


د. إسماعيل النجار ||

 

لا تكاد تنطفئ النيران في قرية في شرق الفرات حتى تشتعل في أخرى وعملية إستنزاف الشعب من قِبَل المُحتَل الأميركي مستمرَة على قدمٍ وساق، ولا زالت عمليات النهب الأميركية المُنَظَمة للغاز والنفط في شمال سوريا وشرق الفرات تجري بوقاحه لا مثيل لها وعلى مرأىَ ومسمع العالم الذي يدير أذنهِ الصمَّاء وكأنهُ لا يرَى ولا يسمع،

معركة العشائر وقسَد مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وحركة أبناء الجزيرة والفرات تتحدث عن تسليح الأميركيين لميليشيا قسَد بأسلحة متطورة بينها راجمات صواريخ ومدافع ميدان إرتدادية، بدأت تُستَخدَم ضد المدنيين في منطقة الشدادي والطيانة بعد سقوطها بيد مقاتلي العشائر العربية وهروب مقاتلي قسد الذين كانوا يسيطرون عليها،

رجال العشائر الذين دخلوا قرىَ الحوايج وذيبان والطيانة والبقعان وحرروها، يخوضون اليوم معارك طاحنة على جبهات العزبة، المويلح، مركَدَة، الصور، ابو النيتل، الجنينة، البصيرة،الحوايج، الشحيل، ذيبان، الطيانة، درنج، سويدان، أبو حمام، الكشكية، والسوسة، كما تدور اشرس المعارك على خط الصور الشدادي تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، 

خسائر قسد كبيرة جداً بالرجال والعتاد كما سُجُلَ مقتل قادة كبار من الميليشيا التابعه لأمريكا في ريف دير الزور،

قسد وقعت في مأزق كبير جداً مع العشائر العربية بسبب تصرفاتها بدءً من التجنيد الإجباري وصولاً إلى إذلال اهل القرى بالمداهمات والإعتقالات العشوائية،

الأمر الذي دفعَ بأبناء هذه القرى الذين ينتمون للعشائر العربية إلى التدفق بالمئات إلى الجبهات والمشاركة في القتال ضد الميليشيا الإرهابية، الضغط العسكري العشائري دفعَ (قسد) إلى الإنسحاب من قرية الردوب والعز وبعض القرى الأخرىَ،

تركيا تُعتَبَر المستفيد الأول من القتال الدائر بين الطرفين فاستنفرت لوائها اللوجستي لتقديم الدعم العسكري للعشائر الذين بالأصل تدعمهم أميركا  بهدف تعزيز قوتهم في مقابل عدوها اللدود قسد،

اللعبة الدموية الدولية دخلت وبقوَّة على خط الطرفين المتقاتلَين بينما الحكومة السورية كانَ موقفها الرسمي واضحاً لطرف العشائر العربية الذين يدافعون عن قراهم ولا يُنادون بالإنفصال، وسيل الدماء مستمر بدعمٍ أميركي تركي تاركاً إرتياحاً لدى الطرفين بينما دمشق تَتَقَلَّب على الاوجاع لأن أبناء شعبها يقتتلون وكيف لا وهي الأم الحقيقية الصادقة للشعب السوري بكل أطيافه، أَوَ ليسَت هي العاصمة الفريدة في العالم التي أصدَرَ رئيس البلاد فيها أكثر من ٥٠ عفواً منذ بداية الأزمة لأجل الإفساح في المجال أمام الشباب المُضَلَّل العودة إلى حضن الوطن ووقف التخريب وترك السلاح؟

بكل الأحوال أميركا رسمت للشمال مشروع اقتتال طويل الأمَد إفشاله مقرون بوعي الشعب والإلتفاف حول الدولة وإلاَّ إستمرار النزف وسيل الدماء.

 

 

      

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك