سوريا - لبنان - فلسطين

إسفين أمريكي كبير بين العشائر العربية والكُرد في شمال سوريا


د. إسماعيل النجار ||

 

أميركا دَقَّت إسفين كبير بين العشائر العربية والكُرد في شمال سوريا وأشعلت نار الفتنة بينهما تمهيداً لتنفيذ صفقه مستقبلية مع تركيا ثمنها رأس قسد مقابل الإبتعاد عن إيران وروسيا طالما أنها أمنَت البديل العسكري لإستخداماتهِ المستقبلية،

هيَ المحاولات الأمريكية التي لا تتوقف عند حَدّْ مُعَيَّن، لطالما عَوَّدنا الشيطان الأكبر على حركاتهِ وأسلوب تحركاتهِ، فهوَ الذي لا تفرُغ خزائنهُ من مواد القتل وبزور الفتنة التي تُزرَع وأدواتها،

بعد دعم ما أسموهم وحدات حماية الشعب الكردي"قسد" بوجه الحكومة السورية وتشجيعهم على الإنفصال وخلق أزمة كبيرة بينهم وبين النظام والشعب السوري،

أسسَت أميركا مجلس دير الزور العسكري الذي يضم عشائر المنطقة العربية بهدف ضمان وجود قُوَّة عسكرية نقيضه للكُرد مدعومة منها تلقى دعماً وتأييداً من عشائر الداخل المؤيدَة للحكومة السورية بحُكم القرآبة والمَوَدَّة والإنتماء بينهما، وخصوصاً أنه لدى العشائر العربية السورية حساسية كبيرة مع الكُرد ومنهم،

ماذا تريد واشنطن من هذا المجلس العسكري الذي أسستهُ شرق الفُرات؟

أولاً،، خلق توتر دائم في المنطقة بين العرب والأكراد وضمان وجود تهديد وجودي متبادل بينهما،

ثانياً،، جعل ورقة الأكراد رصيد مساومة لها مع تركيا الذي يقلقها الوجود العسكري لقسد لإستخدامها في المستقبل القريب مقابل إبتعاد أنقرَة عن روسيا وإيران،

ثالثاً،،، ضرب النسيج الوطني السوري ببعضه البعض وامتداد نيران الخلافات إلى داخل العراق حيث يقيم الكُرد دولتهم ويتنازعون الحكومة العراقية على مدينة كركوك التي يتقاسمونها مع التركمان والعرب،

رابعاً،،، وهو الأهم وضع رجال العشائر العربية بمواجهة الجيش العربي السوري والحرس الثوري الإيراني وحزب الله داخل سوريا، وبمواجهة الحشد الشعبي داخل حدود العراق ومحاولة استخدامهم لتنفيذ إجراءآت عسكرية ضد مواقعهم واحتلال مدينة البوكمال لقطع الطريق بين دمشق وبغداد وهو الأمر الذي سيجعل الصحراء مصبوغة بدماء الطرفين لأن قطع الطريق دونه وحرب طاحنة قد لا تُبقي ولا تذِر،

أميركا هذه لم تخسر من رصيدها وجنودها شيء لطالما أنها تتمكن من تجنيد ضعاف النفوس وتسليحهم وتوجيههم إلى أي هدف تريد من دون أن تتكبد هي بنفسها عناء المغامرة وتعريض جنودها للموت والأخطار،

المنطقة الشرقية للفرات وشمال سوريا بالكامل على موعدٍ مع حرب طاحنة وشلالات من الدماء إذ لَم تَعي العشائر خطورة الامر عليها، وإذ لم يحكم العقل منطق الأمور فإن الرابح سيكون أمريكا وأنقرة والخاسر هو الشعب السوري بكل أطيافه، لذلك على عشائرنا العربية ان يدركوا مخاطر ما يخطط لهم وما تخبئ لهم واشنطن قادم الأيام وعليهم ان يعودوا إلى حكومتهم ودولتهم لأنها الأم الأبقىَ.

 

بيروت في...

              10/9/2023

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك