اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط أن "نصب اللبنانيين لخيم في أرض لبنانية، لا يستطيع أحد أن ينكر لبنانيتها، هو أمر مشروع، وإذا أرادت إسرائيل أن ترتكب حماقة ضد لبنان فإن الأمور ستتجه إلى وضع لا يرضيها".
وفي تصريحات لـ "سبوتنيك"، قال حطيط إن "المنطقة المسماة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، هي منطقة تقع على الحدود بين لبنان وسوريا وليس لها علاقة بفلسطين المحتلة، لا من قريب ولا من بعيد، وقد احتلتها إسرائيل بشكل تدريجي من عام 1967 وصولا إلى عام 1978".
وتابع: "عندما كنا في العام 2000 بصدد التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، لم تنكر الأمم المتحدة لبنانية مزارع شبعا، وأكدت سوريا على أنها لبنانية بعد أن طلب لبنان من الأمم المتحدة ذلك، وأبرزت اتفاقية "غزاوي والخطيب" عام 1946، التي تكرس لبنانية هذه المزارع".
وأوضح أمين حطيط أن "الأمم المتحدة تهربت من الموضوع وادعت بأن قضية المزارع تابعة لـ "يوندوف" (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك) وليس لليونيفل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لحفظ السلام)، وطبعا لبنان تحفّظ على هذا الموقف وخلص الأمر والنقاش إلى الاتفاق مع الأمم المتحدة بأن يتحفظ لبنان على موقف الأمم المتحدة ويرفض الخط الأزرق في تللك المنطقة متمسكا بحدوده مع سوريا في وادي العسل".
وأضاف حطيط: "بالتالي هذه المنطقة ليس لها علاقة بفلسطين المحتلة ولا يمكن لإسرائيل على الإطلاق اعتبارها أرضا إسرائيلية محتلة مطلقا".
ولفت إلى أن "كل ما في الأمر هو أن اللبنانيين أقاموا خيمتين في منطقة لبنانية وليس لإسرائيل أن تعترض على هذا الموضوع"، مضيفا: "لكن يبدو أنها تريد أن تتحرش بلبنان أو تختلق مشكلة من لا شيء وهذا الأمر لا أعتقد أن اللبنانيين والمقاومة في لبنان ستسكت عليه".
وذكر الخبير العسكري اللبناني أن "الأمر الخطير هو الاحتلال في حد ذاته كما فعلت إسرائيل باحتلالها للقسم اللبناني من بلدة الغجر، وضمها، في الأسبوع الماضي، أما أن يقدم اللبنانيون على نصب أو استعمال أرض لهم وهي لبنانية ولا يستطيع أحد أن ينكر لبنانيتها، فهذا أمر مشروع، ولذلك إذا أرادت إسرائيل أن ترتكب حماقة ضد لبنان فأعتقد أن الأمور ستتجه بغير ما يرضيها".
ورأى حطيط أن "الرسالة هي تأكيد لبنانية المنطقة ورفض محاولات إسرائيل لإجراء تحصينات وحفر في المنطقة، خاصة وأن إسرائيل عندما أظهر لبنان حقه في العام 2000 بهذه المنطقة التزمت بعدم تحريك الواقع واكتفت بالمواقع العسكرية الثلاثة التي كلفت الأمم المتحدة بموجب القرار 1701 بإيجاد حل لها، لكن الأمم المتحدة تقاعست حتى الآن وبالتالي نحن بصدد تحرير الأرض".
وحول إمكانية نشوب نزاع عسكري، قال حطيط إن "المسألة متوقفة عند الإسرائيلي… لبنان يمارس حقا مشروعا في أرضه وإسرائيل عليها أن تعرف أن وضعها في مزارع شبعا بمثابة الجهة المحتلة والمعتدية، فالحل ليس بمنع صاحب الحق من استعمال حقه بل بوقف العدوان الذي يمثله الاحتلال".
وأضاف: "إذا أرادت إسرائيل أن تطور الموقف وتعتدي على اللبنانيين في الخيمتين أعتقد أن الأمور ستتدحرج لمواجهة عسكرية مؤكدة أما إذا التزمت إسرائيل بالأمر الواقع وسكتت عن الموضوع، فأعتقد أن الأمور ستبقى حيث هي".
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، الشهر الماضي، أن وحدات الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، تم وضعها في حالة استنفار قصوى وأنها اتخذت مواقع قتالية، ردا على "تهديدات جيش العدو الاسرائيلي" باستخدام القوة في إزالة خيمة كانت تم نصبها في محاذاة الخط الحدودي في محور بسطرة - محور مزارع شبعا".
ولفتت الوكالة إلى أن قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان نقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن "الخيم تم نصبها داخل المنطقة المحتلة، ويجب إزالتها"، بينما قال الجيش اللبناني إن "الخيمة في منطقة لبنانية".
ويتهم لبنان إسرائيل بممارسة خروقات جوية وبرية وبحرية متكررة لحدوده، في الوقت الذي ما زالت فيه تل أبيب تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية تقدر مساحتها بأكثر من 200 كيلومتر مربع، بعد انسحابها عام 2000 من الجنوب اللبناني، الذي احتلته لأكثر من عقدين.
https://telegram.me/buratha