سوريا - لبنان - فلسطين

النزوح السوري إلى لبنان- مقاربات واهية وأزمة تتفاقم


د. علي حكمت شعيب ||

 

مقاربات الدولة حيال ملف النزوح السوري الذي يستنزفها منذ اندلاع الحرب التكفيرية على سوريا عام ٢٠١١ برعاية أمريكية غربية لم تتعد الإطار الكلامي الذي يعرض المشكلة وأعباءها وعدم قدرة لبنان على التحمل أمام المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والأمميين في ظل أزمته الاقتصادية الخانقة المدارة كذلك من قبل أمريكا كحرب اقتصادية عليه.

كل هذا الحراك من قبل المسؤولين في الدولة على اختلاف مستوياتهم التنظيمية لم ينتج شيئاً حتى الآن بعد ١٢ سنة تاريخ بداية هذه المشكلة التي تحولت إلى أزمة زاد في تفاقمها وجود التهريب للسوريين عبر الحدود حتى بلغ عدد النازحين المسجلين مليون نازح ومثلهم من غير المسجلين على أقل تقدير ليبلغ العدد ٢ مليون نازح أي ما يزيد عن ثلث سكان لبنان المقيمين.

إلا محاولة خجولة للعودة الطوعية لهم حاولت القيام بها مؤسسة الأمن العام اللبناني ما لبثت أن أُجهضت في مهدها بسبب الإصرار الأمريكي والغربي على المضي في خطتهم لإضعاف لبنان وسوريا استثماراً في هذا الملف تغييرات ديموغرافية وفوضى خلاقة وأثقالاً اقتصادية

 حتى بلغ النزف من لبنان في بنيته التحتية حوالي ٣٠ مليار دولار بشكل إجمالي منذ بداية الحرب التكفيرية على سورية عام ٢٠١١ وبمعدل سنوي ٤ مليارات دولار أمريكي والنزف ما زال مستمراً.

وما يدعو إلى العجب أن قضية بهذا الحجم من التهديد الوازن اقتصادياً واجتماعياً لم تلق الاهتمام المطلوب وما زالت الأمور تتجه إلى مبادرات فردية خجولة عبر بعض المؤسسات الأمنية والعسكرية.

واهمٌ من يعتقد أن بيانات الاستنكار والتعريف بالمشكلة وتداعياتها أمام الأمريكي وحلفائه الذين يستثمرون فيها يساعد على حلها.

المطلوب هو جهد فعلي حقيقي يبدأ بتشكيل خلية أزمة بالتعاون مع الدولة السورية لوضع خطة ذات جدول زمني محدد للعودة المشرّفة لهم إلى مناطقهم التي أصبحت آمنة.

فالخطط الجزئية لا تسمن ولا تغني من جوع فلو فرضنا أننا نجحنا عبر إحدى المؤسسات العسكرية أو الأمنية من إعادة عشرة آلاف نازح في الشهر بمعدل ١٢٠ ألف نازح في السنة لاستغرق الأمر ١٦ سنة لإعادة مليوني نازح سوري هذا دون احتساب التزايد الطبيعي لهذا العدد من النازحين.      

فهل يعقل أن يستوعب لبنان بعدد سكانه الستة مليون ضِعْفَ ما تستوعبه أوروبا ذات الألف مليون مواطن من نازحين سوريين.

من لم يتعظ من تجارب الماضي وسياسات الغرب والأمم المتحدة الماكرة في التعاطي مع قضايا النزوح واللجوء أثناء الحروب فهو جاهل بكيفية إدارة الأمور وخائف أمامهم ومتردد من اتخاذ القرارات الرشيدة لتخليص وطنه من الأزمات.

ومن يكن بهذه الصفة فليس بأهل أن يؤتمن على أي قضية وطنية أو أن يتبوأ أي مسؤولية رسمية.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك