اسامة القاضي ||
كاتب سياسي يمني
" إذا اندلعت حرب جديدة مع حزب الله، فاسرائيل ستعيد لبنان خمسين عاما للوراء"، هذا الكلام هو لـ"رئيس الأركان في الكيان الإسرائيلي" والمنتهية ولايته أفيف كوخافي، خلال مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست الشهر الماضي.
انا لا ادري ان كانت هذه هي المرة العشرين أو الثلاثين بعد المائة، يهدد فيها كوخافي ولا ادري ايضا، ان كان تهديده هذا ضد حزب الله هو الاخير، قبل ان يحال على التقاعد أم لا، فانه سيدخل حتما موسوعة غينيس للارقام القياسية، بالتهديدات، متجاوزا في ذلك عدد تهديدات نتنياهو وغانتس.
كوخافي بعد ثوان من تهديده باعادة لبنان 50 عاما الى الوراء، وصف اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيانه بأنه "جيد"، واضاف أن "حزب الله كان يستعد لتصعيد الأمور في حال انهيار المحادثات بشأن الاتفاق". وهو اقرار واضح بان لبنان دخل المفاوضات غير المباشرة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي حول ترسيم الحدود، من موقع قوة.
نعم هي القوة التي وفرتها المعادلة الذهبية، الجيش والشعب المقاومة، والتي اجبرت "اسرائيل" لاول مرة في تاريخها ان تدخل مفاوضات دون ان تحصل على اي تنازل من الطرف العربي، الطرف الذي كان مستعدا لدخول الحرب بدلا من التنازل عن شبر واحد من مياهه، باعتراف كوخافي.
ان مشكلة كوخافي، انه كغيره من زعماء كيان الاحتلال الاسرائيلي، يعيش اجواء حرب 67 وما قبلها، عندما كان جيش الاحتلال يصول ويجول ويعتدي ويغتصب الارض والمياه العربية، دون ان يخشى من اي ردة فعل، من اي طرف عربي، بينما اليوم فانه عاجز حتى عن تقديم خطة لمواجهة "كتائب الرضوان"، التابعة لحزب الله، التي تضع هدف تحرير الجليل الفلسطينية على قائمة اهدافها، عند اول مواجهة مع اسرائيل.
ختاما على كوخافي، الذي يهدد باستخدام قوة نيران هائلة لاعادة لبنان 50 عاما الى الوراء، ان يعلم انه سيجد رجالا اشداء، قطعوا من قبل يديه عن ثروات لبنان، وسيعيدون إسرائيل الى عام 1948م.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha