سوريا - لبنان - فلسطين

فرنجيه مُرَشَح المرحلة الإنتقالية الصعبة كيف سيَمُر عبر البترون ومعراب وبكفيا إلى قصر بعبدا؟


د اسماعيل النجار ||

 

رَشَّحَهُ الرئيس نبيه برِّي لرئاسة الجمهورية، وبعدَ فترَة ترَقُب وإختبار نوايا الخصوم أيَّدهُ ودعمَ ترشيحَهُ السيد حسن نصرالله من دون أن يتبنَّاه،

فهل هناك فرصة فعلية لدى الثنائي الشيعي وفريقهم لإيصاله إلى سُدَّة الرِئاسَة؟ وإذا لآحَت فُرصَةً مآ في الأُفُق ماذا وكيف ستكون؟ وفي حال لم تساعد الظروف السياسية بإتاحة أيَّة فرصة إن كان عبر توافق دولي أو تبادل مصالح حسب ما تسعى إليه الرياض حصراً؟ كيف سيوصِلهُ الرئيس بِرِّي إلى بعبدا وما هوَ الحل؟

*حزب الله كان الحَذِر الأكبر منذ البداية من تَبنِّي فرنجيه للرئاسة بشكلٍ مباشر أو إعلان ترشيحه بنفسه  لأسبابٍ عِدَّة، رغم أن لديه رغبَة شديدة لإيصاله إلى سُدَّة الحُكم،

بعض هذه الأسباب التي مَنَعت حارة حريك من تَبنيه  شَرَحَها السيد نصرالله خلال إطلالته التلفزيونية في يوم الجريح،

واحدة من هذه الأسباب هيَ عدم إعطاء خصوم فرنجيه فُرصَة في الشارع المسيحي إعتباره مرشح حزب الله  المباشر فتَتِم محاربتهُ داخلياً وإستبعادهُ دولياً ويرتفع سقف المساومة على الإسم من قِبَل حلفاء المشروع الأميركي،

ثانياً : في حال تَبَنَّىَ الحزب ترشيح فرنجيه يكون السيد نصرالله قد ألزَمَ نفسهُ في إيصاله مهما كانت التكلُفَة وقيادة حزب الله أذكى من أن تضع أساور حديد في معصميها في ظروف ضبابية صعبة لا يمتلك أكثرية فيها، ولأن الأمر بالنسبة لها يُصبِحُ قراراً لا يمكن أن يتراجع عنه بتاتاً وهذا ما أكَّدَهُ السيد نصرالله في كلمته بعدم وجود خطة B،

* إنَّ عدم تَبني فرنجيه مباشرَةً من قِبَل حزب الله وترك الأمر لحركة أمل كانَ بناءً على نقاش وإتفاق مُسبَق وتبادل أدوار ذكي بين القيادتين،

 فالحزب تَرَكَ لنفسه نافذة خلفيه يخرج منها نحوَ حلٍ آخر في حال تصَعبَت الأمور عليه وأُوصِدَت الأبواب بوجه الطرفين في تأمين نِصاب دستوري لأيٍ منهما،

هذه النافذة التي تركها السيد نصرالله المفتوحه تُتيح للطرفآن اللذآن لا يملكان نِصاباً لإيصال مرشحِهِما مخرجاً نحو طرح إسم ثالث وسطي قد يُجمِعُ عليه كافة الأفرقاء لإنهاء الأزمة التي من الصعب ترك أبوابها مُشَرَّعَة على مصراعيها والتي قد الجميع إلى الصدام  وتجُر البلاد إلى حربٍ أهليه الكُل بِغِنَىَ عنها،

السعودية بوجهها البُخاري الأصفر أقفلت بوجه سليمان بيك كافة الأبواب لوقوفهِ العلني الدائم إلى صف المقاومة، وإنتقاماً من موقف وزيره السابق جورج قرداحي أيضاً لغايَةً مآ بنفس يعقوب رغبَةً منها أن تُقايض في لبنان من أجل الحصول على تنازلات في اليمن على حساب اللبنانيين وهذا الأمر لن يحصل ومن سابع المستحيلات،

* مسيحياً كافة  الأفرقاء مُشرذمين ومتخاصمين ومتباعدين رغم الغزَل الإصطناعي الحاصل بين التيار الوطني الحُر وحزب القوات اللبنانية الذي يقصد من خلاله باسيل إرسال رسالة الى حارة حريك، رغم أن هذا التقارب لَن يصل إلى حَد المصافحه أو العناق ولا إتفاق مع معراب،

إذاً مراحل الإنتقال من بنشعي إلى بعبدا متعددة الخطوات ودونها صعوبات كبيرة ومطبات كثيرة،

ولكن إذا ما أصَرَّ حزب الله على الأمر فإن أحداثاً ستحصل قد تطيح بالبلاد (ولكن حزب الله لن يفعل ذلك).

السيد في خِضَم حديثهُ عن الملف الرئاسي ذَكَر بأن فرنجيه مُرشح طبيعي من بين أربعة أو خمسَة أسماء يعتبرَون مرشحين طبيعيين للرئاسة ما يعني أن باب النقاش والتفاهم لم يُقفَل مِن قِبَل حارة حريك وهذا لا يُعتبَر تمسكاً أو تخلياً عن إسم فرنجية رغم الإعلان الصادق عن دعمِه في الإستحقاق الكبير، ويعتبر موقف السيد نصرالله نضوجاً سياسياً ووعياً كبيراً في مرحلة دقيقة وخطِرَة يمُر فيها لبنان في ظل حصار أميركي وتهديدات صهيونية مستمرة، وفي ظل ظروف المنطقة التي تغلي كالبراكين من طهران مروراً في اليمن حتى فلسطين، ناهيكَ عن الحرب الكونية في أوكرانيا ضد روسيا،

لبنان بَلَد المفاجئات وفي معركة الرئاسة هذه وضع السيد نصرالله "ثابتة" لن تتزحزَح وممنوع تخطيها، هيَ تأمين النِصاب بالثلثين في الجولتين الإنتخابيتين الاولى والثانية كضمانه للطرفين ولا نقاش في هذا الأمر،

فرنجيه نفسهُ المعروف عنه أنه شخصية متواضعه ومُتَفَهِمَة، تعنيه العلاقة الإستراتيجية مع حزب الله وحركة أمل أكثر من مشروع الرئاسة وكانَ قد أعلنَ عن ذلك منذ سنوات وهوَ صادق فيما يقولهُ،

وفي سابقة إنتخاب الرئيس ميشال عون كان أكثر المتعاونين المتفهمين للظروف السياسية آنذاك ولم يُعارض الأمر وشَدَّ على يد السيد حسن نصرالله وباركَ لعَون،

واليوم أيضاً إذا شعر فرنجية بأن وصوله إلى قصر بعبدا أو (إيصاله) ستكون تكلفته أمن الوطن ووحدته والسلم الأهلي فيه فإنه لن يقبل بالإستمرار وقد يُقدِم على سحب ترشيحه هذا من باب معرفتنا في هذا الرجل المتواضع لصالح تسوية

إذاً أبواب الصراع والحلول سواء كانت مقفله تماماً أم مفتوحة للحوار والتفاهم مرتبطة في إما يعقل الفريق الأميركي السعودي ويعود الى رشدِه ويتفق مع الثنائي الشيعي وتنتهي الأزمة،

وإما ساعة الرمل المُلَوَّن ليسَ طويلاً وقتها وسيمُر بسرعه وبعدها يدخل فريق عوكر النفق الغير متوقَع.

 

بيروت في...

9/3/2023

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك