سوريا - لبنان - فلسطين

الأفرقاء اللبنانيون لا يريدون حَل لأزمتهم فهل يتهيئون للإقتتال؟


د. إسماعيل النجار ||

 

مَن يستطيع ومَن يتجرَّأ على الإقدام والإخلال بأمن البلاد؟ في لبنان بعدما جَرَّبَ الجميع الحروب ورأوا من ويلاتها نتائجٌ وخيمة لا زالت آثارها ممتدةٌ حتى اليوم، إتفقَ الخصوم المختلفون فيما بينهم أن الخصام لا يجب أن يصل إلى حد الصدام، من بين هؤلاء الذين يعيشون النشوة السياسية على إمتداد البلاد جنوباً وشمالاً بحراً وجبلاً ترى أقرعاً منهم يتباهى بإمتلاكه خمسة عشرة الف مقاتل مدربين وجاهزين لمواجهة حزب الله،

ثم نفخَ إبليس في البوق ليسمع بعض من يقفون أمام مرآة تُريهم أنفسهم عكس حقيقة أحجامهم فأخذتهم النشوة أيضاً وأرتكبوا مجزرة لا زالوا نادمين عليها لغاية الآن يتوسلون الحلول الوسط التي لا مكان لها في عالم اللآ عودة إلى الوراء،

وقفَ الجميع عند نقطة واحدة إتفقَ عليها الجميع من دون حوار وهيَ مَن سيخِل بالأمن والسلم الأهلي سيدفع الثمن شخصياً وسيبقى مكشوف الرأس بلا غطاء يقيه شر الملاحقة والعقاب،

إذاً تحت هذا السقف يقف الجميع اليوم ولطالما أنهم أيقنوا بأن القادر لا يريد ومَن يريد غير قادر، زحفوا جميعهم بإتجاه المناكفة والتعذيب والإبتزاز وكيل الإتهامات ورفع مستوى الشروط والتحدي،

هؤلاء جميعهم عصابات وليسوا رجال دولة ولا هم يؤتمنون على وطن وشعب،

البلاد تغرق وتنهار وتجار العملات أصبحوا منتشرين على أزقة الطرقات بالمئات من دون أي حسيب أو رقيب،

التيار الوطني الحُر الذي إختار المناكفة لأهداف شخصية دنيوية يرُد الدين للرئيس برِّي الذي كدسه لمدة ست سنوات ولو كان ذلك يؤثر على عامة الشعب ولا يهتز له نبيه بري الذي يسكن قصراً عاجياً ولا يعيش عيشة الفقراء،

حزب الله الذي يحاول جاهداً تدوير الزوايا، فقدَ على ما يبدوا أسواراً كانت تحيط بهِ كحلفاء وضاقَ ذرعاً بتصرفات البعض حتى أنه قرر أن ينهي مفاعيل إتفاق مار مخايل مع العماد عون بنفسه معلناً أن المقاومة لا تحتاج إلى حماية من أحد أو إلى غطاء يقيها خطر هجوم الخارج عليها،

فإلى مَتىَ سيبقى جبران باسيل ضارباً بعرض الحائط علاقته بالمقاومة، وإلى متى سيبقى سمير جعجع متمسكاً بمشروع التحدي والسير على طريق ذات الشوكة السعودي الأمريكي،

أما بالنسبة للرئيس بري فهوَ يرىَ أن عهد العماد عون قضى نحبَه وهو ينظر ألى مرحلة جديدة قادمة خالية من سطوة التيار الوطني الحر، أيضاً من دون إحترام خصوصية حزب الله مع هذا التيار،

الجميع يضع الحصان أمام العربة والجميع يعرقل والجميع يريدون ما لا يعرفون ماذا يريدون،

فقط المقاومة تدرك حجم الخطر على لبنان الذي انتزع حقوقه غصباً من قلب أسرائيل وجَدَعَ أنفها بثلاث مسيرات فقط لا غير،

وتدرك أيضاً ما هو مخطط للبنان من الجانبين الأميركي والصهيوني،

لذلك لآءآتها ثابتة... لا تهديد للسلم الأهلي، ولا إقتتال سني شيعي، ولا إنفصال عن حركة أمل،

ومَن يفكر أن يتجاوز هذه اللآءات سيجد أمامه عشرات ألاف المقاتلين من حزب الله تقطع يديه وأقدام أياً يكن هذا الذي يفكر،

المؤامرة كبيرة وشياطين الداخل هم تفاصيلها والأمر لا يحتمل أكثر، وحزب الله لا يتحمل وزر نتائج هذه المشاريع الصبيانية والصهيونية،

فمتىَ سيفقد العاقل صبره ويخرج عن طَورَه إحذروه إن الإنفجار بات قريب.

 

بيروت في..

              6/12/2022

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك