سوريا - لبنان - فلسطين

المقاومة وحفظ الحقوق


د.علي حكمت شعيب ||      أستاذ جامعي ـ الجامعة اللبنانية ـ بيروت   لما كان النظام العالمي الحالي الذي نشهد اليوم إرهاصات زواله قد أسسه الأقوياء المنتصرون بالقوة العسكرية في الحرب العالمية الثانية. ولما كان هذا النظام يقدّس القوة في أعلى منظمة أمنية فيه ويعطي للأقوياء حق الاعتراض (الفيتو) على القرارات التي تضر بمصالحهم ومصالح أتباعهم من الدول حتى ولو كانت متضادة مع القيم الإنسانية. ولما كانت الدول فيه محكومة ببقائها واستمراريتها إلى الانقياد لقوي من أقويائه يقدم لها الحماية مقابل التبعية والطاعة ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الجمهورية الإسلامية في إيران التي أثبتت اقتدارها واستقلالها بصلابة عقيدتها وحكمة قيادتها وتضحيات وصمود شعبها. ولما كانت الشعوب المستضعفة فيه تُستعبَد دولها رغماً عن إرادتها من قبل حكام لها مرتبطين بالأقوياء المستكبرين يقدمون لهم ثرواتها عبر اتفاقيات تفرّط بحقوقها ويسهلون لهم بذلك سبل سرقتها ونهبها مقابل الإمساك بالسلطة والملك. ولما كان الضعيف المسالم فيه التارك لسبل ووسائل إعداد القوة والمتخلي عن سياسة الجهاد والكفاح ذليلاً صاغراً حقيراً مغبوناً قميئاً. أصبحت الدعوة إلى ترك الجهاد العسكري وانتهاج سبيل التفاوض مع الخصوم والأعداء لتحصيل الحقوق ضرباً من السفاهة أو العمالة أو مزيجاً من كل منهما. وأصبح من يدعو إلى احترام القرارات الدولية التي وضعها المستكبرون رعاية لمصالحهم على حساب مصالح المستضعفين جاهلاً أحمق لا تخلو سريرته في الغالب من نفاق وعمالة لهم.  إن تجربة القوة التي تخوضها اليوم المقاومة القادرة في لبنان لحفظ حقوقه في أرضه وثرواته النفطية والغازية تثبت للجميع أن الحق لا يؤخذ إلا بها وأن المعادلة الذهبية التي أرستها في لبنان ذات الأركان الثلاثة: جيش وشعب ومقاومة هي معادلة فعالة منتجة قادرة على حفظ الحقوق وانتزاعها من أيدي المستكبرين الناهبين وأتباعهم في المنطقة وهي جديرة بذلك أن يُقتدى بها من قبل الأحرار في العالم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك