سوريا - لبنان - فلسطين

دور سوريا الكبير القادم في عالم متعدد الأقطاب،


د.إسماعيل النجار ||

 

سوريا قلب العروبة النابض التي أوصى الملك عبدالعزيز أبنائه بوجوب طعنها في قلبها حتى الموت، فكانوا أوفياءً لوصيتهِ الشيطانية،

فمنذ ثمانينات القرن الماضي ومملكة آل سعود تُقَدِّم للأميركيين والصهاينة خدمات إرهاب في سورية  بتصنيف خمس نجوم من خلال التآمر على أم العرب فكانت أولى هدايا عائلة الشيطان دعم تنظيم الإخوان "المسلمين" وتسليحه من أجل تدمير سوريا من الداخل، لكن فِطنَة الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله كانت حاضرة قبل أن تولد المؤامرة لأنه يعرفُ معدنَ قرن الشيطان جيداً ويَعي ما يريدون وما يخططون فوئَدَ فتنتهم في مُدُن حماه وحلب ودمشق وغيرها،

وفي عام ٢٠١١ بدأت السعودية وأخواتها وأسيادهم الأميركيين والصهاينة بتنفيذ مخطط جورج بوش الإبن الذي يقضي بتهجير نصف سكان سوريا إلى خارجها بسبب خوف الكيان الصهيوني من كثافة الإنفجار السكاني الكبير فيها،

الرئيس بشار الأسد الإبن قاتلَ ولم يتزحزح ولم يفاوض أو يساوم، وأثبتَ حلفاءهُ بأنهم أوفياء وشاركوا جميعاً كتفاً إلى كتف بالتصدي للمؤامرة ودحر الإرهاب،

سوريا أعادت روسيا التي جائت لمساندتها إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط، ومنحتها أرض ومياه لتتمركز قواتها البرية والجوية والبحرية وأصبَح للجيش الأحمر أكبر قاعدة عسكرية بحرية وجوية في المنطقة تشرف على اوروبا من جهة الشرق،

بعد إنتصار دمشق وتحرير ما يزيد عن ٧٥٪ من الأرض السورية ، وبعد إحتدام الصراع مع العدو التركي الطامع والأميركي المحتَل، أثبتت سوريا بأنها الرقم الصعب في  المنطقة وأصبحت الحلقة الأصعب والأصلب التي يصعب كسرها إلى جانب حليفها حزب الله في لبنان وأشقائها المجاهدين في العراق وإيران،

عندما فشِل العربان وأسيادهم وتبدَّدَت أحلامهم في سورية تراجعوا عن مشاريعهم فيها لكن من دون الإقدام على خطوات جديَة في التطبيع معها،

أميركا وحلفائها المهزومين في سوريا، إنهزموا في اليمن أيضاً، وعجزوا عن الصمود أمام جبروت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعَظَمَة قوتها،

وبعد إشتعال الحرب الكونية ضد روسيا على الأرض الأوكرانية، إختلفت الأمور كثيراً حيث برزَ الضعف الأميركي الأوروبي بمواجهة الدب الروسي، وفرض القيصر نفسه على الجميع مؤدباً دُوَل القارة العجوز مهدداً إياهم بالظلام والموت البارد، فلم يبقى أمام الأوروبيين في ظل هذا الواقع إلَّا أن ينصاعوا لمطالب بوتين وإلَّا لن يكونوا سعداء كثيراً في صقيع الشتاء القادم،

العالم لم يعد أحادي القطب وروسيا قلبت الطاولة وفرضت معادلات جديدة سيكون لسوريا دوراً سياسياً وإقتصادياً بارزاً في وسط الشرق  سيزداد قوة وازدهارا بعد تثبيت الوقائع الروسية في اوروبا كأمر واقع،

وستكون دمشق الحاضنة العربية الأم رغماً عن أنف أعدائها بعد تراجع النفوذ الأميركي الصهيوني في الشرق الأوسط لما تتمتع به سوريا من إمكانيات اقتصادية وسيشكلُ موقعها الجيوسياسي مدخلاً أساسياً لكل المنطقة وستصبح الرقم الصعب داخل المعادلة الدولية في الشرق الأوسط الذي سيتغير جلده ولونه ولن يكون أميركياً بإمتياز.

 

بيروت في.....

             10/7/202

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك