حسين المير ||
سورية بيضة القبان في ميزان القوى العالمي بموقعها الجغرافي والإقتصادي وتموضعها السياسي . حوار مع الخبير العسكري والمحلل السياسي السوري العميد علي مقصود أجرى الحوار / حسين المير إعداد وإشراف / الأستاذة ربى يوسف شاهين
في البداية نرحب بسيادة العميد علي مقصود في موقع ألواح طينية .
تعد سوريا من أهم وأول الدول التي ناهضت المستعمر وعملت على عدم التبعية السياسية لنفوذ دولة بحد ذاتها بل تحترم جميع الدول وفق مواثيق وقوانين دولية تعد ناظمة للعلاقات الدبلوماسيةوالسياسية.
وإذا ما نظرنا إلى كم الحقد السياسي على سوريا والتي ترجمتها الحرب الإرهابية عليها والتي ما زالت نارها مستعرة سواء عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً
سيادة العميد سؤالي الأول لحضرتك ..
بماذا تلخص لنا هذه السياسة الخارجية تجاه سوريا .؟؟
أجاب سيادة العميد ..
بالنسبة للصراع الدولي تعتبر سورية بيضة القبًان في ميزان القوى العالمي بموقعها الجغرافي والأقتصادي وتموضعها السياسي فهي تناهض الإستعمار الحديث فعلاُلاقولاُ بإستقلالها الاقتصادي وإكتفائها الغذائي وعدم مديونيتها للبنك الدولي إضافة لأمتلاكها ثروة نفطية وغازية كبيرة جدًاُ ومازالت بكراُ وخاصة البحرية منها وهذاشكًل التحدي الأكبر للهيمنة الغربية على هذه الثروات وأسقط المشروع الغربي القطري التركي بمرور خطالغازالبديل عن الخط الروسي عبرتركيا إلى أوروبا وهذه صفعة مزدوجة لأمريكا ولإسرائيل فكانت سورية دولة إستثنائية في الحفاظ على مقدراتها وعدم تمكين الغرب من سرقة ثروات سورية بالتبادل التجاري غير المتكافئ .
سيادة العميد سؤالي التالي ..
خلال الحرب الإرهابية تعمد الغرب تكثيف المؤامرة على سوريا عبر الزج بدول كبيرة للإنخراط في الحرب الإرهابية على سوريا وتحديداً الدولة الجارة لسورية .
برأيكم : لماذا يتم إستغلال الموقف التركي وملف الكرد
في هذه الحرب .؟؟ .
أجاب سيادة العميد
الموقف السوري الثابت والمقاوم والوحيد المتبقي في إطارالصراع مع العدو الصهيوني وتنامي دور ومكانة سورية بالتحالف مع محورالمقاومة وهزيمة إسرائيل عام ٢٠٠٦م وظهور تحدي حقيقي لهذا الكيان مايعني ضربة موجعة للمشروع الشرق أوسطي الكبير وتسييد إسرائيل على المنطقة الأمرالذي ولًدحقداُ دفيناُ على سورية وقيادتها تجلًى في هذه الحرب الكونية لتدمير الدولة وتفتيتها وإسقاط النظام المقاوم والرئيس بشارالأسد الذي يقول عنه كيسنجر بأنً الأسدغيًردوران الأرض مرتين الأولى بعدغزو العراق والثانية بعدالحرب الكونية على سورية وهزم أمريكا والغرب
لقدكانت تركيا منذعام ٢٠٠٧ جزءاُ من التحالف الغربي الإسرائيلي للبدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الواسع وتغييرخارطة المنطقة على إعتبار أنً النظام التركي الأخواني هوالمناسب لتنفيذمهام لاتقدر عليها إسرائيل فالإخوان المسلمون هم فرع من الصهيونية العالمية وتركيا أردوغان بمكانته في العالم الإسلامي خير من يحمل هذه المهمة ويصل الإخوان المسلمين للحكم في الدول العربية وخاصة في سورية ومصر ليكون أردوغان خليفة للمسلمين وليسلم الأخوان أوطانهم لأمريكا وإسرائيل الأمر الثاني أنً تركيا جارة لسورية وحدودها أكثرمن ٩٠٠كم مع سورية وسيتم إقتطاع مدن من حلب وإدلب وضمها لتركيا كما يتم إقامة كيان كردي في الشمال الشرقي من سورية وربطه مع كردستان العراق في سياق خارطة التقسيم للمنطقة وهذا الكيان التوأم لإسرائيل يحقق هدف إسرائيل من النيل إلى الفرات إضافة إلى اعتبار تركيا قاعدة لإستقبال الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم وزجهم في سورية وهي ممر رئيسي لهم من أوروبا لسورية وتهجيرالسوريين الى أوروبا .
سيادة العميد سؤالي لحضرتك .
نشاهد جلياً كيف يستغل النظام التركي الأوضاع الدولية والإقليمية للقيام بإحتلال ما تبقى من الأراضي السورية في الشمال الغربي والشرقي عبر مايسميه عملية عسكرية محاولاً تقليد روسيا الإتحادية في عمليتها في أوكرانيا .
برأيكم : مامدى صلاحية المجتمع الدولي ومجلس الأمن للحد من عنجهية النظام التركي وتماديه في إطالة أمد الحرب على سورية .
وكيف سيكون الرد الروسي والإيراني على هذه النوايا الخبيثة للنظام التركي .؟؟.
أجاب سيادة العميد ..
لايمكن التعويل على المجتمع الدولي خاصة عندما يكون الإحتلال التركي جزء من الأهداف الأمريكية الصهيونية أي حلقة وخطوة من المشروع الكامل وطالما أردوغان يجيد اللعب وإستغلال الفرص فقدتحرك بوحي من التطورات التي حدثت بعدالعملية الروسية في أوكرانيا وملامح هزيمة الناتو وفشل العقوبات الأوروبية الأمريكية على روسيا بل تحولت إلى كابوس وخلقت أزمة إقتصادية وتضخم غيرمسبوقين وأراد أردوغان أن يمسك خيط المواجهة في المنتصف فيقدم نفسه لأمريكا بإعطاءالضوءالأخضر للموافقة على إنضمام فنلندا والسويد
للناتووجاء الموقف الأمريكي ضبابياُ بالعلن ومؤيد بالسر وحذرخوفاُ من دفع قسد نحوالدولة السورية وهذاماتجلًى بتصريح مظلوم عبدي القيادي في قسد ومن موسكو بالقتال لجانب الجيش السوري ورفع العلم السوري في تل أبيض وغيرذلك وأيضاُ ليعلن لروسيا بأنًه سيستخدم الفيتو ويعارض عضوية فنلندا والسويد للناتو وجاء الرفض الروسي أكثر قوة ومن الكرملين والخارجية ومنذرة بعواقب وعرض صيغة لإنزال أردوغان عن الشجرة بضرورة إنتشارالجيش السوري على الحدود وبذلك يكون قد أسقط الذريعة أمام تركيا وبنفس الوقت تخلًت قسد عن مواقع سيطرتها لصالح الجيش السوري وهكذا تكون الذوبعة التركية قد بدأت بالتلاشي بعدما ظهر الموقف الروسي والإيراني حازماُ وحاسماّ ومتماهياُ مع الموقف السوري بالمطلق .
سيادة العميد سؤالي التالي لكم ..
سورية والعراق والتي تربطهما علاقات اخوية طيبة
وحدود مشتركة بين البلدين وعدو واحد يحاول أن يحتل ما أمكنه من أراضي الدولتين .
برأيكم سيادة العميد : لماذا ولحد الآن لم نشاهد التنسيق اللازم بين العراق وسورية لوقف التوغل التركي في البلدين وإجباره على التراجع وإفشال مشروعه الإحتلالي التوسعي .؟؟.
أجاب سيادة العميد ..
العراق مازال قراره السياسي منقوص كما سيادته ومع غياب الخطاب الموحد الذي يمثل العراقيين بل يعكس حالة العراق الذي فقد دوره وشخصيته وولاءه ليس واحداُ ولذلك بعض القوى تنسق وتتعاون مع التركي والأميركي لمواجهة النفوذالإيراني والروسي ولكي لايصل إلى درجة تنهار الحواجز والجدران الأمريكية أمام الطريق البري والرصيف الإقليمي الذي يربط العراق بسورية فيسقط الحلم الصهيوني المنهار أساساُ على الفرات والمشروع التركي مرهون بسقوط النظام الأحادي القطبية وولادة نظام دولي جديدحاله حال الكثير من الكيانات وذلك بات قريب جدًاُ.
سيادة العميد سؤالي الأخير لحضرتكم ..
على الرغم مما يقدم عليه المحتل التركي في الشمال السوري من إحتلال وتوسع وعمليات تتريك للمناطق التي يسيطر عليها .
مجدداً يهدد بعملية إحتلالية جديدة ورغم كل هذه الإعتداءات لم نلاحظ اي تنديد أو تحرك شعبي عربي لمساعدة سورية والوقوف بوجه المحتل التركي .
برأيكم سيادة العميد : ماهي الأسباب التي تمنع الشعوب العربية من الوقوف إلى جانب سورية في هذه المحنة والعدوان بغض النظر عن مواقف الحكام
العرب .؟؟.
أجاب سيادة العميد ..
لم تعد القضايا العربية والمقدسات والروابط التاريخية وحتى الأسوية هي التي تحرك الجماهير وتلهب حماسها بل بات الهم المعيشي والحياتي هوالمحرك الأساس اضافة إلى أنً هذه الشعوب فقدت كرامتها وتشوهت معتقداتها بفعل الانحراف الكبيرلرجال الدين وزرع الفتنة والتمزيق للنسيج الاجتماعي وتحوًل الاهتمامات الى قضايا ليست على علاقة مع حاجاتنا وثقافتنا وعقيدتنا وذلك تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الذي يسيطرعليه أعداؤنا وهم من رسما لنا الطريق وصاغوا لنا حياتنا بالتعاون مع الحكام لأنً في ذلك مصلحتهم وإستمرارلهم .
في نهاية هذا الحوار المميز والإجابات الرائعة التي إستفدنا منها جزيل الشكر والتقدير من إدارة الموقع وفريق العمل لسيادة العميد علي مقصود وكان لنا شرف اللقاء .
ــــــ
https://telegram.me/buratha